ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 05/09/2012 Issue 14587 14587 الاربعاء 18 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

حقوق الإنسان
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

لقد وضع الإسلام معياراً يختلف عن المعايير التي اتخذتها تلك المذاهب والنظريات الحديثة، في حين كان معيار الإسلام في تقرير حقوق الإنسان وحمايتها يقوم على أساس الإيمان بقوة الله (حقوق الإنسان وحرياته الأساسية للدكتورة كريمة عبد الرحيم الطائي)، لقد اتخذت حقوق الإنسان أشكالاً وأنماطاً متباينة للتطورات التي مرت بها البشرية عبر الزمان والمكان، حيث يتكوّن من كلمتين (حقوق) (الإنسان) وكلمة حقوق استعارها الأوربيون من القانون الروماني القديم الذي اشتقها بدوره من الأدب اليوناني، ولا يمكن أن نجد لها معنى مشابهاً لدى الشعوب التي لا علاقة لها بالثقافة الإغريقية والرومانية، هذه الشعوب التي نحتت من هذا المصطلح مفاهيم أخرى تعطي أوسع فهماً للذين عني به القانون الروماني (الدكتورة كريمة عبد الرحيم الطائي).

وقد يتبادر إلى الذهن أنّ الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان المواطن الصادر في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789 م هو بداية الانطلاق لصيانة نظرية عامة متكاملة لمفهوم حقوق الإنسان، مع العلم أنّ البنود التي تضمنها هذا الإعلان والمفاهيم التي اعتمدها لم تولد من العدم ولم تنشأ دفعة واحدة.

فالإعلانات الخاصة بحقوق الإنسان بالرغم من كونها تشكّل نقطة تحوّل بصدد هذا المفهوم، إلاّ أنها ليست كل شيء في هذا المجال، فهي تشكّل نهاية لما سبقها في مسيرة عميقة الجذور وبداية لجهود بشأن حقوق الإنسان.

ووفقاً لذلك فإنّ مفهوم حقوق الإنسان إذن يشكّل خلاصة لتطوّر تاريخي طويل له جوانبه الواقعية والفكرية والقانونية لتطوّر مفهوم حقوق الإنسان مرت بفترات غير منتظمة ومتقطعة أحياناً، وذلك خلال تأثرها بالتيارات الفكرية والعقائد والتقاليد والأعراف والظروف الزمانية والمكانية، ولم تستقر نسبياً وتطبّق في الواقع، إلاّ على أثر تاريخي عبر العصور المختلفة، كما أنّ موضوع حقوق الإنسان على جانب كبير من الأهمية حيث إنّ احترام حقوق الإنسان يعتبر المدخل الطبيعي لتقدم الدول ونجاحها وتطوّرها، وأنّ الإنسان كان ولا يزال محور الحقوق جميعاً ( د. محمد سعيد مجذوب الحريات العامة )، وهذا العنصر الأساسي في هذا الكون وحقوقه حيوية، حيث بدون هذه الحقوق لا تتحقق كرامته.

ومما لا شك فيه أنّ مفهوم حقوق الإنسان يحظى باهتمام الجميع على الصعيد الدولي والإقليمي، وتجاوز نطاق الدساتير والقوانين الوطنية إلى الاتفاقيات والإعلانات والمواثيق الدولية.

كما أنّ حقوق الإنسان لم تَعُد أمراً داخلياً يخضع لاجتهادات كل دولة، بل تجاوز ذلك حتى أصبح أمراً دولياً يجعل من الإنسان شخصاً عالمياً بقدر الحقوق التي يعترف له بها.

الرياض

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة