ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 06/09/2012 Issue 14588 14588 الخميس 19 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ألم يقولوا إن الشيء بالشيء يذكر؟ أنا هنا سأقول ما لم يذكر، وهو من تداعيات الأفكار وتوارد المعاني، لعل فيه ما يفيد التذاكر والاهتداء إلى موقف إيجابي تجاه الفكرة المستخلصة من الحكايات في ثنايا الحديث، ومنها أن إمام جامع في أحد أحياء نجران قد أقام حفلاً مبسطاً بمناسبة قدوم مولود لعامل المسجد الآسيوي دعا إليه زملاء وأصدقاء العامل وعدداً من جماعة المسجد وذلك في إطار مفهوم الأخوة الإسلامية، والعامل لم تسعه الفرحة فتحدث هاتفياً مع والدته وزوجته في بلادهم يخبرهم بالمناسبة، وفي العشر الأواخر من رمضان الماضي أقامت عائلة سعودية عزاءً بوفاة والد عاملتين آسيويتين تخدمانهم بعد أن تعذر الحصول على حجوزات سفر لهن إلى بلادهن، وتحدثت الصحف عن مدير مدرسة بالرياض كان قد أقام حفل توديع وتهنئة لعامل بالمدرسة يستعد للسفر لبلاده للزواج وذلك في ذات الإطار الأخوي الإسلامي، وأسر كثيرة تتكفل بمصاريف وسفر العاملات المنزليات والسائقين ونحوهم للعمرة والحج وكل ذلك في سلسلة من أعمال البر التي تحث عليها الشريعة الإسلامية لتقوية أواصر المحبة بين المسلمين والتعايش الأخوي بين طوائفهم والتقارب بين كل طبقاتهم بالحب والإحسان، ونسمع أن أسراً تهدي الهدايا لمن يعملون لهم في مناسبات الأعياد وغيرها ويواسونهم ويساعدونهم عند حلول المصائب بل إنهم يمنحونهم الإجازات وتذاكر السفر المجانية من باب الرأفة والتراحم بين الإخوة المسلمين على اعتبار أنهم أنفس لها مشاعرها وأحاسيسها وعاجزة عن التصرف إلا بعون الله ودعم الأسر المخدومة لهم في مثل هذه الظروف، والصور والمواقف النبيلة أكثر من أن تعد في حيز ضيق لا سيما أن كثيراً من أصحاب هذه المواقف الإنسانية لا يرغبون إعلانها لأن قصدهم الخير دون الظهور في الوسط الاجتماعي، والإسلام حين حث على التراحم لم يقصر الأمر على التعامل مع المسلمين بل إن الصور النقية في التعامل الإنساني تشمل عندنا أصحاب كل الأديان، ولكن مع كل ذلك ألا يوجد بيننا من يتجاوز هذه المفاهيم ويقترف بحق العمالة أخطاء وتجاوزات واستغلالاً لجهودهم؟ نعم ولكن لعلهم قلة ونحن لسنا مجتمعاً مثالياً فنحن من جنس البشر غير أن ديننا يحث على مكارم الأخلاق والله يجزي المحسنين.

ومن المناسب أن ألمح إلى ما تنشره مؤخراً وسائط التواصل الاجتماعي من ابتكار أفكار لدعوات للتعاون والرأفة بالعمالة الوافدة وصل بعضها إلى حد أن نعمل بدلا عنهم أو نقوم بجزء من أعمالهم للتخفيف عنهم في الأجواء الحارة مثلاً، ورد الفعل المسجل كان أنه لا بأس بذلك بشرط أن يبدأ الداعي صاحب الفكرة عملياً وأمام الملأ بتنفيذها وإعطاء القدوة الحسنة للأجيال في التفاني وحب الخير وهو ما نبحث عنه ونطبقه بالفعل ما أمكن، أما المثاليات التي يطلقها البعض عبر (تغريدات) من مواقعهم ونحن نعلم أين يمضون أشهر الصيف فليست من الواقعية في شيء، ويكرر التابعون هذه الأقوال بسذاجة وسطحية في اندفاع وراء المتبوع دون ترو، ومن يعترض على هذا القول هل يمكن أن يجيب على سؤال ملخصه: هل تتفانى في خدمة والديك وزوجتك وأسرتك وتتعاون معهم بالصورة التي تريدها للعمالة؟

t@alialkhuzaim
 

مواقف نبيلة
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة