ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 07/09/2012 Issue 14589 14589 الجمعة 20 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

كتبت كثيراً في هذه الجريدة الموقرة وغيرها عن (ساهر) على سبيل النقد المشروك بالإشادة أحياناً في جزئيات محددة يشاركني فيها كل من انتقد هذا النظام من الكتاب، مما يعني أننا منصفون غير مجحفين، بلادنا (قارة) ولله الحمد والفضل، شاسعة المسافات وكبيرة المساحات، في ظل حكومتنا الرشيدة وفي هذا العهد التنموي الذهبي بالذات، تشهد بلادنا طفرات عدة ومتسارعة تسابق الزمن في كافة المجالات، من أوضحها وأجلاها، الكثافة السكانية المطردة، والتي أبانها «التعداد السكاني» للدولة السابق، وخاصة في المدن الرئيسة، كالرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام والقصيم تقريباً، والتي تزدحم سكانياً من خلال الهجرة إليها، وخاصة الخاصة «الرياض وجدة» ولم يتأت ذلك إلا بفضل الله ثم بتوفر الأمن وأسباب الراحة والطمأنينة، أس المشكلات التي برزت على السطح لدينا، وباتت عقبات مزمنة لم تجد لها حلاً إستراتيجياً بعد، تكمن في حركة السير المروري وما في فلكها، كان يا ما كان في قديم الزمان، ما يعرف «بالمرور» وخاصة في (الرياض) و(جدة) بحكم مشاهداتي الخاصة، كان له صولات وجولات وحضور و(هيبة) وركز إن شئت على الأخيرة «الهيبة» ما من قائد مركبة يشاهد سيارة المرور، إلا ويكاد أن تمسكه (أم الركب) طبعاً هذا مصطلح «زلفاوي نجدي» لسان حاله يقول (محلي حيث حبستني) لكن بعدما ما سلم المرور العهدة للأخوين غير الشقيقين (ساهر) و(نجم) كدنا لا نعرف ماذا نقول؟.. هل ساهر تابع للمرور أو العكس؟.. وهل المرور تابع لنجم أو العكس؟.. اختلط الحابل بالنابل، عندما سرق الاثنان الأضواء من المرور من خلال حضورهما اللافت في المشاهد المرورية كلها (الحوادث) و(المخالفات وغراماتها) ماذا بقي للمرور؟.. غير تجديد الرخص والاستمارات «لا، لا، لا» هذه معادلة صعبة للغاية. لنتحدث عن واقع الحال في جدة والرياض كمثال على الحال، ومن خلال مشاهداتي المريرة التي أقل ما يذهب فيها تفكيري، أنها استغلال سافر ما بعده استغلال، فيها يرتفع «السكر والضغط» معاً ويبدأ السب والشتم، كل ذلك نتيجة تصرف غير دقيق ولا مدروس من قبل إدارة المرور.. كنا في السابق وبمجرد ما يحصل حادث سير يعرقل حركة المرور، في وقت غير ممل تصل سيارة المرور وتنتهي المشكلة، أما الآن ولما استلم المهمة الأخ (نجم) اختلفت الأمور، ولكأنها حركة مقصودة لذاتها، تصوروا يا عباد الله، يقع حادث بسيط جداً «مجرد احتكاك» في طريق (باخلقة) مزدحم، كطريق الملك فهد بالرياض أو طريق المدينة بجدة على سبيل المثال «الويل الويل للي يأكل التمر بالليل» و»الويل وسواد الليل» لمن يكون طرفاً فيه، يجن جنونه ويرتفع ضغطه وسكره وتعمى عيونه، وتمضي الساعات ولم يأت له رجل المرور بالنيابة (الأجنبي) التابع لشركة (نجم) الموقرة، ويا ليلك ما أطولك، احتكاك بسيط بين سيارتين، يتسبب في توقف وانتظار وتعطيل أرتال من السيارات، ساعات وساعات، وخاصة من كان في ظرف طارئ لا يحتمل التأخير، وسيارة المرور تمر من جنب (القدة) ولا تعير الحادث أدنى اهتمام رغم الاستغاثة بها من طرفي الحادث والتعلق بها. صدقوني لقد رأيت ذات مرة أحد طرفي حادث متعلق بباب سيارة المرور التي مرت من جوار الحادث ولم تقف رغم ترجيه لقائد الدورية ولم يعره أدنى اهتمام، ولكأن الأمر لا يعنيه البتة، في ظل وجود النجم «نجم» يا جماعة الربع، بهذه الآلية التي كان بطلها المرور لا غير، ضاعت (الطاسة) وقبلها ضاعت وفقدت (هيبة المرور) -الذي كان ترتجف لها الركب- بعد ما تم نقل ملكيتها (أي الهيبة) لهاتين الشركتين الاستثماريتين الخاصتين (ساهر، ونجم) في ليلة ظلماء دون خضوعهما لتجربة مسبقة، طيب ما دامت الجهة (المختصة) مقتنعة بهذه الآلية الأحادية الجانب وفرضتها على الجميع بقوة النظام، لماذا لا يشرك المواطن (الغلبان) في الحسبة؟ بمعنى أوضح، لماذا لا تدمج الشركتين وتطرح كشركة مساهمة مخصصة، يستفيد منها الكل؟ بالتأكيد لن يروق هذا الرأي لجماعة (ساهر ونجم) المحترمين، وهم اللاعب الأكبر في هذه العملية المقلوبة الاستثمارية الاستنزافية، سرت هذه الطبخة، وسط صمت المرور أو استغفاله من الفاعل المخطط، ولك أن تبحث عن المستفيد الأول من القضية، أرتال سيارات المرور التي تجوب الشوارع والطرقات وكنا نعرفها وكذلك أفراد المرور الذين كانوا كالجراد، يباشرون الحوادث في حينها، بسم الله، لا ندري أين اختفوا وسياراتهم؟.. ولا ندري أي أرض ابتلعتهم، إذاً يا جماعة الربع، ما الفائدة والحالة تلك من وجود إدارة مرور، لا تُعنى إلا بتجديد الرخص والاستمارات، الحل الوحيد لتجاوز هذه العقبة التي سببت سخطاً عريضاً بين أوساط المجتمع، هو جعل المرور «شركة مساهمة» عندئذ سيقل مستوى العتب والسخط والغضب من كافة شرائح المجتمع، وسيتقبلها الجميع، عندما يكون هؤلاء شركاء في الكعكة حسب المقتضى القانوني، وسيدرك الجميع أن العملية برمتها ليست في دائرة (النفع والاستغلال) على حساب الغير، بل إن المصلحة العامة اقتضت ذلك، العملية المرورية من وجهة نظري، مصدر اقتصادي كبير ومربح لا يقبل الجدل، يمكن للمواطن العادي أن يستفيد منه مادياً، فيما لو أحسن التدبير وقدمت المصالح الوطنية العامة على الخاصة وخاصة الخاصة، ربما هذا المقترح لن يروق -كما أسلفت- لأصحاب الشأن، باعتبار أنه سيشفط جزءاً كبيراً من غلتهم المرورية المحتكرة. بقي القول، أني وحتى كتابة هذا المقال، لا أعرف البتة المستفيد الأول من ساهر أو نجم، ولا يهمني ذلك -الله يستر على الجميع- بقدر ما أنشد مصلحة وطني، أسير على خطى قيادته الرشيدة، التي على الدوام تسهر من أجل راحته وخدمته والرفع من شأنه. وأخيراً أقول، أين هيبة المرور المفقودة؟! ولماذا لا يتم تخصيص المرور؟ يا ترى من يجيب؟. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com
 

المرور «الهيبة».. التخصيص!!
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة