ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 10/09/2012 Issue 14592 14592 الأثنين 23 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله حمد الشاوي
مقبول بن فرج الجهني

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ والحمد لله رب العالمين ونشكره شكر الصابرين المؤمنين بقدر الله وقدره، فقبل شهر ودعنا شخصية مرموقة عزيزة لها مكانةكبيرة في النفس خدم وطنه بإخلاص على مدى عقود، وهو الأستاذ حمد محمد الشاوي وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأسبق الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها أثناء رحلة العلاج في الولايات المتحدة، حيث كان سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة - قد وجه بإرساله للعلاج بطائرة خاصة.

ومن الصعب على النفس رثاء هذه الشخصية العزيزة والتي لها في القلب وفي مجتمعها محبة واسعة، خاصة لمن عرفه وعايشه عن قرب وأنا أحدهم بحكم عملي السابق في الإمارة، حيث تولى الفقيد - رحمه الله - مهام رسمية كبيرة على مدى نحو ربع قرن، فقد عمل وكيلاً لإمارة المنطقة منذ عام 1400هـ لعدة سنوات، بعد أن عمل وكيلاً مساعداً، ومن قبلها منصب رئيس ديوان الإمارة عام 1385هـ ثم مديراً عاماً لها، وفي بدايات حياته الوظيفية عمل بوزارة المالية ثم معهد التخطيط.

لقد كان الأستاذ حمد الشاوي خلال مناصبه الرسمية نموذجاً للمسؤولية المتميزة، وتشرف دائماً بثقة ولاة الأمر، وكان - رحمه الله - رجل المهمات الكبيرة في التنمية والإدارة، وحظي بثقة وتقدير أصحاب السمو الذين تولوا إمارة منطقة مكة المكرمة. وكان جديراً بالمسؤولية وأضاف إليها برؤيته وأسلوبه وفكره الإداري وشخصيته التي أحبها كل من عرفه وتعامل معه.

فعلى المستوى العملي اتسمت إدارة الأستاذ حمد الشاوي بالإخلاص، وكان قدوة حسنة للكثير ممن عملوا معه، وتميز بالخبرة والحنكة الإدارية والتجربة الثرية وبثقافته الواسعة، والمتابعة للمهام لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن. وكما قلت فقد عايشت الفقيد خلال عملي ويشهد له الجميع رحمه الله، بسيرته العطرة من حسن الخلق والسجايا الرفيعة واللين واللطف والعطف الأبوي مع الموظفين وتوجيههم دائماً بحسن معاملة المراجعين وسرعة إنجازها، ولطالما حرص على الحقوق للجميع، وكذلك كان يسعد بتوقيع الإفراج عن السجناء الصادر بحقهم قرار الإفراج، وهذا ما لمسه كل من عمل معه ويذكرون له بمشاعر طيبة وإحساس صادق محاسن سيرته العطرة ومسارعته إلى الخيرات في العمل وفي الحياة الاجتماعية مع المواطنين.

وتولى رحمه الله العديد من المهام، وكانت سياسته الإدارية تقوم على الدقة والمتابعة خاصة وأنه إلى جانب عمله وكيلاً للإمارة شغل رئاسة وعضوية العديد من اللجان منها رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج في ذلك الوقت وعضو اللجنة التنفيذية للنقل. وعلى الصعيد الإعلامي والثقافي كان الفقيد عضواً بمؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وأيضاً هو عضو مؤسس بها وكذا عضويته بنادي مكة الثقافي الأدبي.

والسمات الإنسانية كان لها حضور راسخ في شخصية وحياة الشيخ حمد الشاوي- رحمه الله-، فقد كان إنساناً بكل معنى الكلمة في تعامله مع الجميع، واتسم بزينة الوقار والاحترام وفضيلة التواضع والألفة والتقدير للجميع. وكم كانت مآثره عظيمة، وكانت أبواب مكتبه ومنزله مفتوحة حتى خارج الدوام الرسمي يلتقي فيها كل من له أمر ويتجاوب مع كل صاحب قضية ويسعى حثيثاً لمعالجتها وحلها. وكان شخصية اجتماعية بطبعه يحب دائماً أن يكون قريباً من الناس وأهالي المنطقة والعمل على قضاء حوائجهم وتلبية احتياجاتهم وحل مشكلاتهم، وكثيراً ودائماً ما سعى إلى عمل الخير والإصلاح بين الناس ودفع الجهود الخيرة لصالح المجتمع، ودائماً ما كان يشارك أهل المنطقة مناسباتهم رغم مشاغله ومهامه الرسمية ولم يتأخر عن مناسبة أفراحاً كانت أم أتراحاً.

لقد قدم أصحاب السمو والمسؤولون والوجهاء وأبناء المنطقة العزاء في الشيخ حمد الشاوي، وأسجل هنا حرص صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ محافظة جدة على الحضور للعزاء والمواساة وتأكيده سموه بأن الفقيد رحمه الله، كان نعم القيادي والمسؤول الحريص على مصالح وطنه والأهالي وإسهاماته الكثيرة خلال عمله وكيلاً لإمارة منطقة مكة المكرمة، كذلك ما أجمع عليه الذين عملوا معه من تقديره للعمل وحكمته وقدرته على تسيير الأمور الإدارية بكفاءة عالية، وكان بحق رجل دولة في نهجه الإداري ومهامه وإسهاماته الكثيرة في مجالات التنمية ومشاريع وخطط الحج وخدمة ضيوف الرحمن حجاجاً ومعتمرين ومحبته للناس كافة والعمل من أجل مصالحهم، ومتابعة مشاريع التنمية في أنحاء المنطقة وصولاً إلى القرى من خلال اللجان المنبثقة من الإمارة ودعم دور رجال الأعمال في المنطقة وتذليل العقبات أمام استثماراتهم التنموية الإنتاجية.

لقد كانت جنازة الفقيد وأيام العزاء شهادة على المحبة الكبيرة والصادقة لهذا الرجل القيمة والقامة رحمه الله، حيث قدم الكثير من الشخصيات وأبناء المنطقة واجب العزاء ورثاه الكثيرون الذين يحملون أطيب وأصدق المشاعر لهذا الرجل ومنهم الأستاذ عبدالمحسن سلمان السميري والشيخ خلف عاشور الذي كان من محبي الفقيد العزيز، أحد أبرز رواد مجلسه بإخوة وصداقة على مدى سنوات طويلة وكلاهما يحملان عقلاً نيّراً وقلباً محباً للناس ووفاء لهذا الوطن العزيز.

رحم الله الشيخ حمد الشاوي وأدخله فسيح جناته وجعل كل ما قدم في خدمة دينه ووطنه في موازين حسناته، وخالص العزاء لأبنائه الدكتور محمد وفيصل وإخوانهم وأسرة وذوي الفقيد الغالي ونسأله سبحانه أن يلهمهم ويلهمنا معهم الصبر والاحتساب إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة