ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 10/09/2012 Issue 14592 14592 الأثنين 23 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لا أكتمكم أن الحيرة لاتخصني وحدي؛ بل وجدت أن أمثالي كثيرون لايعلمون إلى هذه اللحظة: من المسؤول عن الثقافة في بلادنا؟ أهي وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية أم وزارة التعليم العالي التي تنهض ببعض الأنشطة الثقافية في الخارج؟! ولم تختص وكالة الثقافة بالعمل الثقافي الداخلي بينما تتولى وزارة التعليم العالي المعارض الثقافية الخارجية؟! وإذا كانت وكالة الثقافة لديها إدارة خاصة بالعلاقات الثقافية الدولية فما هي مسؤولياتها إذاً؟! من وضع هذا التقسيم الغريب؟ ولم لا يسند العمل الثقافي كله إلى وزارة الثقافة والإعلام وتتفرغ وزارة التعليم العالي لمهمتها الجليلة وهي التعليم العالي وتطويره والتوسع فيه؟! ويتفرغ الحرس الوطني أيضا لمهمته الوطنية العظيمة؛ وهي حراسة أمن الوطن واستقراره وتأمينه؟!

لقد قدم الحرس الوطني خلال أكثر من سبعة وعشرين عاما للثقافة مالا يمكن أن تقدمه وزارة متخصصة بدءا من مجلة الحرس الوطني وليس انتهاء بالمهرجان الوطني السنوي الرائد، أو الجائزة السنوية للثقافة التي يتوج فيها المهرجان شخصية ثقافية كبيرة بالتكريم والاحتفاء من يد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

وتولت وزارة التعليم العالي خلال عقود من الزمن تنظيم معارض الكتب الدولية السنوية إما من خلال إحدى الجامعات، أو بإشراف الوزارة نفسها، وشاركت بنجاح وتميز مشهودين في المعرض الدولية الخارجية للكتب في عواصم عالمية، وأسهمت باقتدار في التعريف بالكتاب السعودي والمثقف السعودي من خلال عرض وإهداء المؤلفات السعودية وتقديم شخصيات سعودية تتحدث إلى العالم بما تبدعه من أدب وفكر ودراسات.

لابد من أن نخص هاتين الجهتين؛ الحرس الوطني، ووزارة التعليم العالي بالشكر والتقدير لما قدمتاه من جهد متميز؛ لكن ألم يأن الأوان بعد - كما في كل بلدان الدنيا - أن نعطي للمتخصص تخصصه لكي يطور نفسه ويوسع نطاق نشاطاته ويبني كوادره ويكتسب مزيدا من التجربة والمران لينتقل إلى مرحلة التميز والابتكار والإضافة؟!

أكاد أزعم أننا بين خيارين لاثالث لهما: إما أن نوكل أمر الثقافة لوزارة الثقافة والإعلام لتتولى المسؤوليات الواجب عليها أن تنهض بها وتطور إداراتها وتستقطب القادرين من ذوي الخبرات والمؤهلين من الكفاءات لتلج بعمق إلى آفاق العمل الثقافي، ولتكون وكالتها البذرة الحقيقية المؤهلة في وقت قريب لتكون وزارة مستقلة للثقافة؛ أو أن نؤمن بأن هذه الوكالة وقد مضى على تكوينها وجمع موظفيها من جهات عدة مايقرب من تسع سنوات غير قادرة على النهوض بمسؤوليات العمل الثقافي في الداخل والخارج من معارض ومهرجانات وجوائز وغيرها، ونظل في التشتت الحاصل وتنازع الإشراف على العمل الثقافي بين الحرس الوطني ووزارة التعليم العالي وأمانات المدن وكأن وزارة الثقافة والإعلام غير موجودة؟!

وقد لحظت أن مما يثير تنبه وسائل الإعلام الأجنبية حين يقام معرض تشارك فيه المملكة أن من يتحدث عن جناح المملكة مسؤول من وزارة التعليم العالي، وليس من وزارة الثقافة؟ ويبلغ العجب منهم مبلغا كبيرا حين يعلمون أيضا أن جهازا عسكريا كبيرا كالحرس الوطني يتولى مسؤولية أكبر مهرجان وطني للثقافة ويديره بكل نجاح وتميز!

إن في توزع وتنازع الإشراف على النشاط الثقافي اعترافا مكشوفا لايمكن أن يتوارى بعجز وزارة الثقافة والإعلام عن تولي مسؤوليتها الثقافية، وتشتيت دمها بين القبائل! فلاهي تنهض بمسرح أو حفلات فنية كما تفعل أمانة مدينة الرياض، ولاهي تنظم وتشرف وتدير المهرجان الوطني، ولاهي تقوم بتنظيم وترتيب ووضع برنامج المشاركة السعودية في معارض الكتب الدولية؟! إذاً ما نصيبها من كعكتها التي لاتكاد تتذوق منها إلا رائحتها ليس إلا؟!

تنازع الإشراف على الثقافة يقول بصراحة: إما أن تنشأ وزارة مستقلة للثقافة نواتها الأولى الوكالة الموجودة الآن قادرة على إدارة كل المناشط الثقافية من الألف إلى الياء، أوتلغى وكالة لاتمارس ما أنشئت من أجله ونظل في مرحلة الشتات المزمنة!.

moh.alowain@gmail.com
mALowein@
 

كلمات
تنازع الإشراف على العمل الثقافي!
د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة