ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 14/09/2012 Issue 14596 14596 الجمعة 27 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

أكد أن الأمة الإسلامية من أغنى الأمم بالعظماء وسيرهم.. د.أكرم العُمري لـ»الجزيرة»:
إذا لم يحب أطفالنا رسول الله منذ نعومة أظفارهم فلن يكون قدوتهم وهم كبار

رجوع

 

الدوحة - خاص بـ «الجزيرة»:

دعا أكاديمي متخصص في الدراسات الشرعية المسلمين إلى زيادة الاهتمام بالنشء، والحرص على تربيتهم تربية إسلامية صحيحة مستندة إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وذلك منذ مرحلة الطفولة المبكرة حيث إنها من أهم المراحل في بناء شخصية الإنسان، فإذا أردنا تربية نشءٍ مسلم يحب الله ورسوله، فلنبدأ معه منذ البداية، لأنه يكون في تلك المرحلة سهل الانقياد، فيستأنس الطفل منذ الصغر بهذا الحب، ويسهل عليه قبوله عند الكبر، فنشأة الصغير على شيء تجعله متطبعاً به، والعكس صحيح، فمن أغفل في الصغر كان تأديبه عسيراً في الكبر، وإذالم يحب أطفالنا الرسول صلى الله عليه وسلم فلن يقتدوا به مهما بذلنا معهم من جهد.

جاء ذلك في حديث لفضيلة الأستاذ الدكتور أكرم بن ضياء العُمري الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة قطر، وعضو لجنة إحياء التراث الإسلامي والنشر العلمي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر، والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، عن أهمية تعليم الأبناء سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأهمية غرس محبة الله ورسوله - عليه الصلاة والسلام - في نفوس الأبناء منذ نعومة أظافرهم، حيث إنه من تعليم أبناءنا السيرة، ولابد أن نغرس فيهم منذ الطفولة حب الله سبحانه وتعالى ونقرنه بحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونرسخ ذلك في نفوسهم ليشب الطفل على سيرته العطرة وسنته الحسنة فتكون حصنه الحصين وسراجه المنير، فنحاول الوصول إلى عقولهم حسب أعمارهم، وإقناعهم بأن كل عاقل حكيم صالح مؤمن ذكي يجب أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه رسول البشرية الذي تسبب في هداية العالمين إلى الحق والنور والإيمان بالله، وأول خطوة لتعليمهم ذلك الحب هو أن يحبه الوالدان أولاً، فالطفل يلتقط كل ما يدور حوله من مواقف وأحداث، فإن صدق الوالدان في حبهما لرسول الله، أحبه الطفل بالتبعية، ودون أي جهد أو مشقة من الوالدين، لأنه سيرى ذلك الحب في عيونهم، ونبرة صوتهم حين يتحدثون عنه، وفي صلاتهم عليه باستمرار، وفي شوقهما لزيارته، وفي اتباعهم لسنته... إلخ، وهكذا يشرب الطفل حب النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أن نبذل جهداً مباشراً لتعليمه ذلك الحب، فالقدوة هي أيسر وأقصر السبل للتأثير على الطفل.

وطالب د.العُمري بالحرص على بيان جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائنا، وأنه هو القدوة والنموذج والمثال لكل من أراد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، والتأكيد على فضائله ومكانته عند ربه سبحانه، ومكانته بين الأنبياء، وفضله يوم القيامة ومكانة شفاعته ومقامه في الجنة - صلى الله عليه وسلم -، معرباً عن أسفه أن قلوب أبنائنا أصبحت في الوقت الحاضر تتعلق باللاعب الفلاني أو الممثل الفلاني أو المطرب الفلاني... إلخ، وعلينا أن ندرك أن هذا الأمر خطير جداً، ويهدد مستقبلهم وثقافتهم وبنيتهم التركيبية السلوكية الخُلُقية، فيجب أن ندق ناقوس الخطر ونحذر من هذه الظاهرة، ونحاول أن نربي أبناءنا الصغار على حب القرآن، وحب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلينا أن ندرّبهم ونعلمهم ونعوّدهم على قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسيرة صحابته الكرام. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: «كنّا نعلم أبناءنا مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كنا نعلمهم الصفحة من القرآن».

وفي هذا الصدد، أكد فضيلته أهمية أن نحكي لأبنائنا عن معجزاته - صلى الله عليه وسلم -، ونحكي لهم عن أخلاقه العظيمة، ونصرته للمظلومين، وعطفه على الفقراء، ووصيته باليتيم، ورقته ورحمته وبكائه، وبأنه هو النبي الوحيد الذي ادخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته، وبيان كيف كان يحبه أصحابه رضي الله عنهم ويضحون في سبيله بأنفسهم وأبنائهم وأموالهم، كذلك يجب التأكيد على بيان معنى الاتباع لسنته بأسلوب مبسط، وتحفيظهم أحاديثه صلى الله عليه وسلم.

وقال: إن الطفل في هذه المرحلة يكون شغوفاً جداً بالاستماع للقصص، لذا فمن المفيد أن نعرِّفه ببساطة وتشويق بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام، بأسلوب قصصي مشوق، ونحكي له مواقفه عليه الصلاة والسلام مع الأطفال، وحبه لهم، ورحمته بهم، واحترامه لهم، وملاطفته ومداعبته لهم... إلخ، وهي مواقف كثيرة جداً، كما يمكن تحفيظ الأطفال أحد الأحاديث الشريفة القصيرة كل أسبوع، مع توضيح معناها لهم بأسلوب مبسط وبما يتناسب مع أعمارهم، ومن المهم جداً أن نناقشهم ونطلب رأيهم فيما يسمعونه من أحاديث وقصص وأحداث، وتوضيح ما أشكل عليهم منها، وعلينا أن ننتهز الفرص المناسبة لنحكي لأبنائنا عن أخلاق وطباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك أثناء اجتماع الأسرة للطعام أو اجتماعها للتنزه في نهاية الأسبوع، أو نقوم بتشغيل شريط في السيارة يحكي عنه صلى الله عليه وسلم أثناء الذهاب للنزهة مثلاً، ويمكننا كذلك أن نهديهم كتباً تتحدث عنه - صلى الله عليه وسلم - بأسلوب قصصي شيق وجذاب.

وخلص الدكتور أكرم العُمري إلى القول: إن أساليب تعليم أبنائنا للسيرة النبوية متعددة ومتنوعة، فنحن لدينا ينبوع تربوي لا ينضب أبداً، ويمكننا أن نستقي منه زاداً قصصياً رائعاً إلى يوم الدين، فأمتنا الإسلامية من أغنى الأمم بالعظماء وسيرهم، فما عرف التاريخ قدراً من العظماء يملؤون الدنيا بمآثرهم وآثارهم، كما عرف ذلك تاريخ أمتنا الإسلامية العظيمة. ولكم يحتاج الأطفال في زمننا هذا إلى الارتواء من نبع هؤلاء العظماء، إذ إننا في عصرٍ ندرت فيه صور التضحية والجهاد والوفاء والإخلاص والإباء، فلم يعد من السهل على الطفل أن يرى هذه الصور حية أمام عينيه في واقع الناس، اللهم إلا من فئة اعتصمت بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن هنا تأتي أهمية قصص وأخبار العظماء، إذ إن لها المقدرة على أن تجعل الطفل يرى مثل هذه الصور سمعاً وفهماً وفقهاً وتطبيقاً، كما قال ابن الجوزي رحمه الله: «عليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم»، وهكذا، نجد أن لدينا نبعاً صافياً معطاءً للحكايات النافعة التي لا يستغني عنها أطفالنا ولا نستغني عنها نحن أيضا كعامل مؤثر في عملية التربية.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة