ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 14/09/2012 Issue 14596 14596 الجمعة 27 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

عندما يصغي الطرف للآخر باهتمام، ويحاول كل منهما أن يفهم وجهة نظر الآخر، حتى ولو لم يكن مقتنعا بها، فإن هذه التجربة، في حد ذاتها، ستشكل رابطا قويا باعثا على الاحترام بين المتحاورين.. ان غياب الحوار، سيجعلنا دائماً فريسة الوهم؛ بأن البحث والتفكير الذي أعملناه في مسألة ما، قد أخذ حد الكفاية، جعلتنا نرضى بالنتيجة التي خلصنا إليها.. الحوار يعلمنا البحث والتقصي للتحضير، قبل الدخول في الحوار مع الآخر، والحوار يجبرنا على مواجهة الخلاف والتعاطي معه، بدلا من الهروب، وتفادي الحوار؛ والحوار يعلمنا التعبير عن قناعتنا بأسلوب حضاري بدلا من التعبير العنيف، والحوار يعمل على توجيه طاقة الانفعال إلى طاقة لضبط النفس وحسن الإنصات؛ والحوار يجبر المتحاورين على التخلي عن التزمت الفكري، والحوار يهذب ما يحمله كل متحاور من قناعه متأصلة؛ والحوار سيتطلب من المتحاورين، التفكير المعمق، والاستعداد للمواجهة المباشرة مع الآخر، التي يقتضي أن يكون كل منهما مجهزا بمسوغات ما خلص إليه من نتائج والتي ستكون مناقضة لنتائج الطرف الآخر، والحوار سيتيح الفرصة، لإعادة تقييم الافتراضات، التي بنيت عليها النتائج.

ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتأسيس مركز الحوار بين المذاهب، التي أقرها ميثاق مكة، سيعمل على تقريب المسافة بين مختلف المذاهب.. فالمرء يصبح مسلما بمجرد نطقه للشهادتين، ثم العمل بباقي أركان الإسلام؛ من صيام وصلاة وزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.. والحوار، هو الوسيلة إلى بناء جسور الثقة بين معتنقي المذاهب؛ وهو الوسيلة إلى تهذيب وتحجيم الخلاف بينها، وهو الوسيلة لتحقيق النعمة من الاختلاف وليس النقمة؛ والحوار هو الوسيلة إلى الابتعاد عن التصنيف الذي يقتضي الإقصاء، وهو الوسيلة إلى نقل الخلاف من الشارع إلى طاولة الحوار.. ان أركان الإسلام الخمسة، تمنح المساحة الكافية للحوار، بين معتنقي المذاهب الإسلامية، دون أن يفضي التباين والاختلاف، بينهم، إلى إخراج الآخر عن دائرة الإسلام.. عندها سيحصل التقارب بين المذاهب، وستشرق شمس التعايش الحضاري الآمن على أرض معتنقيها، وأهمها؛ الشيعة والسنة

الخلاصة:

أصبحت المسؤولية بكاملها، اليوم، تقع على عاتق علماء الأمة الإسلامية نحو، أولا؛ تنقية الخلاف المذهبي، من عوالق التراكمات التاريخية والخرافات؛ وإزالة ما يكتنفه من غلو أو تطرف، ثم، ثانيا؛ الحوار حول جوهر الخلاف المذهبي الإسلامي، وتحقيق التقارب، ونحن اليوم أمام إنجاز غير مسبوق؛ فقد صنع خادم الحرمين الشريفين، للامة الإسلامية، الكيان اللازم لتحقيق التقارب.. ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية التي أقرها ميثاق مكة، لمؤتمر التضامن الإسلامي، تعتبر مبادرة تاريخية غير مسبوقة؛ فلم يسبق أن سجل التاريخ الإسلامي مبادرة مماثلة، بل على العكس من ذلك؛ فمنذ ولادة الخلاف المذهبي، واستشرائه، في مختلف الإمارات الإسلامية، سجل التاريخ الإسلامي، الاجتهاد الضخم، الذي بذله، أشباه العلماء، لإذكاء شعلة الخلاف المذهبي بين المسلمين، توارثته أجيال الأمة الإسلامية.

khalid.alheji@gmail.com
twitter @khalidalheji
 

الحوار بين المذاهب .. مبادرة غير مسبوقة
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة