ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 15/09/2012 Issue 14597 14597 السبت 28 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

سوق عكاظ يأخذك إلى الماضي لكن لا تستطيع أن توغل في ذلك التاريخ، جغرافية المكان وجبال الطائف البركانية والنارية وقاعدية الدرع العربي, وأيضا أودية الطائف الأخدودية والعميقة جميع هذه التكوينات لا تسمح لك بالعودة إلى زمن أهل عكاظ في الألف الأول قبل ميلاد المسيح عليه السلام أو الهزيع الأخير من القرن الذي يسبق الهجرة النبوية.

العودة إلى الزمن الجاهلي وزمن الممالك العربية قبل الإسلام، لم تكن مطلوبة لأن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وضع محددات زمنية للعودة إلى تلك الممالك العربية القديمة التي كانت محاصرة من الساسانيين - فارس - وبيزنطة الحلف الأطلسي، ومن الأحباش مزيج دول إثيوبيا وإرتيريا والصومال وجيبوتي.

الأمير خالد الفيصل أراد من عكاظ الأجواء التاريخية وهو يرمي إلى عكاظ المستقبل، أراد الحاضر وجيل هذا الزمن، أراد زمان بلادنا وحاضرها. الفيصل كان واضحا في رؤيته كما هي جبال وهضاب الطائف لم يعد للتاريخ لأنه تاريخ بل لأنه محرض ومحرك ويشد للدافعية، أعتقد أنها فلسفة صائبة لا تجعلنا نغرق بالماضي ونحبس أنفسنا فيه ونهمل الحاضر نعيش بالأمس وتجاويف وجيوب الماضي، أراد الفيصل عكاظ اليوم وطائف اليوم وشعراء اليوم وطموح اليوم، لا يريد عكاظ البلدانيين أو المستشرقين والسجل التاريخي وحفريات الأمم التي طويت صفحاتها.

ولخدمة هذه الفكرة الأصيلة استشراف المستقبل ليكون سوق عكاظ مهرجانا بمواصفات عالمية، لابد أن نعكف خلال السنوات القادمة على تأصيل هذه الفكرة: عكاظ الحاضر يتكئ على تاريخ نعتز ونفتخر به ونعتبره أرضنا الصلبة والمتينة التي ننطلق منها, بأن نبقي الجغرافيا وطبوغرافية الأرض كما هي ونحرك الزمان. كانت عكاظ ملتقى للمثقفين والشعراء العرب، ووحدة اللهجات بين عرب الشمال وعرب الجنوب وملتقى لقوافل الحج والتجارة. ونحول الطائف إلى ملتقى تجاري، وربطه بمكة المكرمة وجدة ونطلقه إشعاعا للوحدة العربية الثقافية. وحتى نحقق تلك التطلعات لابد من ربط الطائف بمحيطه عبر الطرق السريعة والقطارات - ربطه - بالباحة والرياض في الجزء الشمالي الغربي للرياض. تحويل الطائف إلى مصيف بمواصفات عالمية يستفيد منها ضيوف سوق عكاظ لاسترجاع التاريخ وشم رائحة أرض العراقة والأدب، وبالتالي يتحول إلى مورد اقتصادي للسكان وقطاعات الدولة.

الطائف بصورته الحالية لا يستطيع استثمار نفسه إلا إذا سُمح للشركات العالمية المطوّرة للدخول في سوق عكاظ ونقله من حلمٍ وتطلع للأمير خالد الفيصل ليكون مشروعا لمحافظة الطائف تولد داخله المشروعات الاقتصادية والإنمائية والتطوير السكاني.

هذا المشروع استثماري وحضاري رعاه الأمير خالد الفيصل وأخرجه إلى النور والآن يحتاج منّا ومن جميع أجهزة الدولة دعمه كونه المحرّك والمُحفّز للاستثمار الذي سيعود ريعه - بإذن الله - لسكان أهل الطائف.

 

مدائن
سوق عكاظ الاستثمار القادم
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة