ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 15/09/2012 Issue 14597 14597 السبت 28 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

(سادت اللحظات).. وكيميائية الشعر
خليفة العيفان

رجوع

 

لقد اطلعت على السِّفر النَّفيس من ديوان الشاعر «عبدالإله المالك» المعنون بِـ»سادت اللحظات». لقد تصفحت ثنايا الكتاب ووجدت فيه الشيء الكثير لمتعطشي النص الفصيح. وبعد اطلاعي على القصائد لمست إحساس الشاعر المرهف والمخزون الشعري الغزير الذي ينم عن شاعريّة قادمة تستحق الاهتمام. يذكّرني بالشعراء القدماء الذين ما زلنا نردد قصائدهم، وقد مضى عليها عقود الزمن.

شاعر سعودي شاب استطاع أن يصنع لاسمه ولشعره مساحة بين عمالقة الشعر الفصيح، في زمن تكاد تنقرض فيه تلك النوعية من الشعر بسبب اكتظاظ الساحة الشعرية بشعراء النّبط مما حدا بالشعر الفصيح أن يكون في حالة إعياء وشيخوخة مبكرة. ولا يختلف اثنان أن الشعر هو ديوان العرب. لكني أجزم أن للشعر الفصيح مكانة لا تزال باقية، وستكون يومًا هي المغذي الرئيس لمحبي الشِّعر ومستمعيه على عكس ما يقال إن للفصيح طبقة نخبوية هي التي تهوى وتألف تلك الأشعار. بل إن هناك كثيرا من الناس تعشق القصيدة ولم يعد حكرًا على طبقة أو فئة بعينها.. إن (سادت اللحظات) يعيدك إلى الزمن الجميل من خلال نصوص شاعرية انسيابية ما بين القصيدة الخليليّة بنوعيّها العامودية والتفعيلية. نجومٌ تلألأت في سماء الشعر وزينت بمعانٍ راقية يرقّ لها القلب وتطرب لها الأذن، شاعرنا مزج بين التحصيل العلمي وحبه لكتابة الشعر، فنجد توظيفه لأغلب نصوصه مما يشعرك أن هناك تركيبا كيميائيا لا تستطيع الفصل بينهم والقصيدة أشبهها بحالتين: حالة فيزيائية وأخرى كيميائية؛ ففي الفيزياء هناك مواد فلزية ولا فلزية. أما في الكيمياء فهي معقدة في تركبيها ونتائجها وطرق الفصل فكان هناك احترافية شعرية في كتابة النص وانتقاء المعاني السامية والبناء اللغوي المحكم والتناسق اللفظي، فعندما تقرأ أحد النصوص تجد هندسة شِعريّة فلا تجد شطراً من بيت قصيد ينفصل عن الآخر على نسق واحد مما أعطى لصاحبها تفردًا عن غيره من الشعراء، فيقال إن هذا البيت أو الشطر لفلان. ولقد أجاد الشاعر في صياغة الأبيات على الإجمال والتفصيل. فسادت اللحظات اعتبره إثراء للمكتبة العربية بأسرها، وكذلك من أجمل ما قرأته من كتب الشعر.

الحدود الشمالية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة