كتب - سلطان المهوس:

فيما ينتظر العالم نهاية حتمية لحلقات مسلسل قضية إيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الموقوف مؤقتًا محمد بن همام العبد الله فجَّر رئيس اللجنة القانونية بالاتحاد الآسيوي فيصل مخدوم مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن سلَّم تقريرًا رسميًّا للقائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي حاليًّا الصيني جي لونج يتَضمَّن عدم وحود أي دواعٍ قانونية لإصدار الآسيوي قرارًا بإيقاف بن همام في السادس عشر من شهر يوليو الماضي ومنعه من ممارسة نشاطه كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد أن برأته المحكمة الرياضيَّة الدوليَّة من الاتهامات التي طالته من الفيفا وتحديدًا من قبل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر.

ووفقًا لمعلومات حصلت (الجزيرة) عليها فإنَّ المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد اتخذ قرارًا باحالة موضوع إيقاف بن همام الذي تَمَّ دون علمهم للجنة القانونية التي شدَّدت في خطاب سري اطلعت على محتواه صحيفة (الجزيرة) بأن إيقاف بن همام غير قانوني ولم يتمَّ عمل الإجراءات اللازمة لإدانته قانونيًّا ولا يوجد أي إثباتات للجنة القانونية تُؤكِّد أنه متورط بأيِّ قضايا ماليَّة معتبرة أن على الآسيوي ربَّما يتحمل تبعات قانونية وماليَّة بسبب ذلك..!

ويُعدُّ قرار اللجنة القانونية المتَضمَّن براءة بن همام هو الثاني من نوعه بعد أن برأته المحكمة الدوليَّة الرياضيَّة في التاسع عشر من شهر يوليو الماضي التي ضمَّت ثلاثة قضاة هم الإسباني خوسيه ماريا الونسو (رئيسًا)، وفيليب ساندس (بريطانيا) ورومانو سوبيوتو (بلجيكا)، وقد صوَّت اثنان مع القرار في مصلحة بن همام وواحد ضده.

ما طبيعة الإيقاف الآسيوي؟

الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبعد أن تَمَّ تكليف الصيني جي لونج بإدارة دفته كونه الأكبر سنًا والنائب الأول للرئيس تحوَّل إلى ما يشبه خلية التغييرات السريعة، فالصيني جي لونج استحدث لجنة سماها لجنة التقييم برئاسته وعضوية سبعة أعضاء خمسة منهم صينيون أو ذوو أصول صينة، وأدخل معهم الأمير علي بن الحسين والشيخ علي الخليفة من الغرب الآسيوي والأول معروف بعدائه مع ابن همام إبان وقوف ابن همام ضده في انتخابات نائب رئيس الفيفا ودعمه للكوري تشونج في كونغرس قطر 2010م. وقد تعاقدت اللجنة مع شركة محاسبية للوقوف على أدقِّ التفاصيل الماليَّة لحساب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتَمَّ وجود بعض الملاحظات على دخول وخروج بعض المبالغ من حساب الآسيوي لصالح أسماء لم يتبيّن شيء إزاءها، لكن وجدها الصيني جي لونج فرصة لإيقاف ابن همام وخصوصًا أن بلاتر ألمح له بقرب براءة ابن همام دوليًا، ولا بُدَّ من التخلص منه بأية قضية..!!

وخلال أربع وعشرين ساعة ودون معرفة الأعضاء تَمَّ إرسال خطاب من قبل لجنة التقييم بناءً على ملاحظات الشركة الجديدة للتقييم المالي إلى أمين عام الاتحاد الآسيوي أليكس سوساي الذي وبضغوط من رئيسه أرسلها فورًا للجنة الانضباط، حيث استقبلها رئيس اللجنة وحيدًا دون معرفة باقي الأعضاء وأصدر قرار إيقاف ابن همام مؤقتًا لمدة شهر (16 يوليو الماضي)...!!

بيان جديد

كما أصدر الآسيوي بيانًا قبل أيام يؤكِّد فيه استمرار إيقاف رئيسه السابق القطري محمد بن همام في اتهامات تتعلّق بـ»مخالفة النظام الأساسي وقواعد الانضباط والأخلاق»، بالرغم من انتهاء فترة الإيقاف المؤقت المفروضة عليه يوم الثلاثاء قبل الماضي.

وجاء في بيان الاتحاد الآسيوي «أن فترة الإيقاف المؤقت لابن همام انتهت في الرابع من سبتمبر»، مضيفًا «لكن إيقافه سيستمر عن أيِّ نشاط يتعلّق بكرة القدم بالاستناد إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بإيقافه لمدة 90 يومًا على الصعيد العالمي، التي بدأت في 26 يوليو 2012م».

الآسيوي خدم بلاتر..!!

قدم جي لونج ورفاقه بالاتحاد الآسيوي خدمة كبيرة وتاريخية لرئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر بعد أن وافقوا على تمثيلية الإيقاف الآسيوي لكي يعرقل بلاتر وصول بن همام للرئاسة الآسيوية من جديد وفقًا لخبير قانوني تحدث لـ(الجزيرة) قائلاً: الأمور باتت مكشوفة.. بلاتر يستخدم سلطته ونفوذه لازاحة بن همام بأيِّ قضية ويبدو أن الأمر سيطول ولن يعود بن همام لرئاسة الاتحاد الآسيوي سوى برفع قضية على بلاتر وهو ما يتجنبه بن همام أو على الأقل لا يرى حدوثه الآن معتبرًا أن الصيني جي لونج وقَّع في ورطة قانونية كبيرة إذا ما تم رفع إجراءاته للمحكمة الرياضيَّة (الكأس).