ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 17/09/2012 Issue 14599 14599 الأثنين 01 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بالتأكيد أن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وهو يعمل على بناء فكرة سوق عكاظ كانت تجربة الجنادرية حاضرة وشاخصة, وأيضا بالتأكيد أن الأمير خالد لا يريد استنساخ الجنادرية ويكررها رغم الفارق الزمني والتاريخي بين التجربتين، فالجنادرية تركز على التراث الشعبي الذي لا يتجاوز عمره (200) سنة في حين أن سوق عكاظ يعود إلى ما قبل (1500) سنة, كذلك فارق المضمون فيما بين التجربتين الجنادرية تتحدث عن الإرث الحضاري لدولتنا ورموزها التاريخية وعكاظ تقوم على الإرث الشعري والتجارة العربية قبيل الإسلام وصدر الإسلام... لذا كان الأمير خالد الفيصل حذرا وهو يبني عكاظ على الورق ومناقشات الطاولة وأثناء التنفيذ وهذا ما لمسناه أثناء تواجدنا في سوق عكاظ في الندوة التي انعقدت على هامش السوق والافتتاح الذي قام على صخرة من صخور سوق عكاظ التاريخي والخيمة الحديثة التي شكلت رمزية للماضي والحاضر، وكذلك الجادة التي أعطت الفضاء الرحب للشعراء, وتحول إلى ميدان لتجارة الأمس واليوم، حيث تم استحضار عكاظ المكان وأصبحت الخيمة غطاء حديثاً لأنشطة استمدت روحها من الماضي.

إذا أردنا للطائف أن يولد اقتصادياً من جديد، لا بد أن يكون له اقتصاداً لا ينحصر فقط بأيام المصيف ثم تنكفئ الطائف على نفسها في ظلمات الجبال السوداء بعد أن يغادرها المصطافون ويرحلون لتبقى أعالي جباله والأودية ومساكن الزوار خالية، لماذا لا يتحول سوق عكاظ إلى مدينة عكاظ تضم: المركز الحضاري الرسمي، والمركز الثقافي, وقاعات المناسبات, والسوق الشعبي الموسمي، وملاعب الأطفال, والساحات الخضراء المفتوحة والحدائق النوعية, يتحول السوق إلى مدينة ثقافية وترفيهية وتجارية طوال العام تقام فيها جميع مناسبات الطائف، تجمع بين عدة أفكار نفذت في مدن المملكة: المركز الحضاري والمركز الثقافي، وساحات البلدية، والسوق الشعبي الموسمي للمبيعات مثل مواسم الورد والمنتوجات الزراعية والحرفية المحلية، وصالة للمعارض الدولية، ليصبح مركزا اقتصاديا يستفيد منه المواطن ويساهم في تدوير الاقتصاد المحلي مما يجعله ينعكس ماليا على الأفراد في خلق فرص وظيفية ويحقق أهداف السياحة الدائمة وأهداف الدولة في المشرعات المستدامة والتي ترتبط باقتصاد الفرد لأن الطائف لديه كنوز بيئية تقوم على تركيبة البيئة الجيولوجية للجبال, ولقربه من مكة المكرمة كمدينة لوجستية لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، ولأهميته الاستيطانية كونه ملتقى سكاني يجمع ما بين سكان مدن جنوب غرب المملكة وبين سكان مدن وسط المملكة وتحديد سكان شمال وجنوب غرب الرياض أي أنه يجمع بين سكان جبال الحجاز وهضاب نجد، يضاف إلى ذلك تميزه في المناخ البارد الماطر. هذه العناصر الأربع مجاورته المشاعر المقدسة, والتراكبية الجيومورفولوجية والتركيبة الديموغرافية السكانية والمناخ لو تم التركيز عليها واستثمارها تجاريا فإنها ستغير اقتصاد الطائف واقتصاد مجتمعه وينعكس على الاقتصاد المحلي للأفراد وتتغير دخولاته المالية ونمط معيشته، وهذه ضمن البدائل التي تسعى الدولة إلى تحقيقها, تنوع مصادر الدخل لقطاعات الدولة وللمجتمع.

 

مدائن
سوق ومدينة عكاظ
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة