ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 18/09/2012 Issue 14600 14600 الثلاثاء 02 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بعنوان الذين (يتفسيكون) ثم (يتصعلكون) شن الصديق الرائع والكاتب المبدع حماد السالمي هجوماً ذريعاً لا هوادة فيه على صعاليك اليوم -هكذا أسماهم- لا سيما الذين (يهكرون وينكرون ويهتكون ويسرقون) روابط الايميلات وروابط التويتر وصفحات الفيس بوك. وقال إن هؤلاء صعاليك مرضى يتلصصون على خصوصيات المشتركين ورسائلهم وصورهم، ثم يبدؤون في عمليات ابتزازية حقيرة.

وأنا هنا أوافق الزميل حماد في هذه الأوصاف التي تنطبق على (اللصوص والحرامية) ولكنني لست معه في ربطهم بالصعاليك العرب الذين قال عنهم حماد في المقدمة أن لهم (شمائل عربية أصيلة وامتازوا بالصبر والشجاعة والمضاء وسرعة العدو وامتاز خطابهم الشعري بالترفع وعزة النفس والكرم والبر بأقاربهم).

وضرب الأستاذ حماد بأمثلة منهم كالسليك بن السلكة الذي كان همه أن يحرر أمه وخالته من العبودية، وكذلك الشنغري الذي انتقم لاستبعاده، وليته -أي الأخ حماد- تطرق إلى مالك بن الريب الذي كان يقطع الطريق على القوافل ليوزع الغنائم على فقراء قبيلته تميم، كما كنت أتمنى لو أنه أسهب قليلا في الحديث عن عروة بن الورد الذي كان (لوحده) يعتبر مؤسسة خيرية تحتضن الفقراء والمرضى وغرباء الناس وكان يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف حتى إذا ما أخصب الناس وألبنوا غزى بهم ووزع الغنائم عليهم فأما فقير فيغنى أو مريض فيشفى والحق كل مهتم بقبيلته. وامتدت الصعلكة في الجاهلية الثانية لتأخذ اسم (الحنشلة) وكانت ضرباً من الشجاعة والبسالة وكان الحنشولي يهب (ويُحذي) إذا سأله أحد فقراء القبيلة (العنية). وحينما ضبطت الحكومات سلوك الخروج على القانون منذ منتصف القرن الماضي ظهر نمط جديد من الصعلكة أسماه النقاد (الشعراء الصعاليك) الجدد. وهؤلاء الصعاليك المثقفين يتصفون حسب مقاييس النقاد بالوقوف مع الحق ضد الظلم ونقد بخلاء التجار والموسرين الذين لا يساهمون بمساعدة الفقراء والصدق بالقول والالتزام المبدئي الأخلاقي وسمو الذات ونبل الأهداف والكرم وشجاعة الموقف وعدم المساومة على القيم الإنسانية العليا و(التفرد الإبداعي) واستقلال الرأي وهذا النمط من الصعاليك أعتقد أنه أخذ بالتلاشي لأن سيفه كان القلم ورمحه العمود الصحفي وقوسه كلماته الساخرة اللاذعة والموجعة أيضاً. ولأن المساحة الورقية لم تعد قادرة على استيعاب حركتهم نظراً للتطور التكنولوجي فقد تشردوا في المواقع الإلكترونية. وجاء نمط لا يفرق بين (الصعلكة والتسكع!!) وهؤلاء ما أشار إليهم الصديق حماد، لأنهم لا أخلاقيين حقاً ولا يلتزمون بأية مبادئ إنسانية ولأنهم خلطوا الحابل بالنابل مع أن الصعلكة منهم براء لتميزها بالقيم العليا التي يفتقدها!!

هؤلاء المتسكعون في الفضاء الذين لا يفهمون استخدام هذه الأجهزة لخدمة الإنسانية بل بالإضرار بها وأعني بذلك لصوص الإيميلات والهكر، مع أنني حقيقة قد أشرت يوماً ما إلى أن الهكرز هم صعاليك تكنولوجيون لا سيما إذا كانت غزواتهم تفيد أوطانهم كحال ذلك الشاب الذي اخترق موقع جيش الدفاع الإسرائيلي وسبب لإسرائيل قلقاً هائلاً وكذلك أشير بكل الاحترام إلى (الهكر) الذي اخترق الموقع الخاص لبشار الأسد وكشف فضائحه وفظائعه. أي أنني أود القول إن النموذجين من الهكرز اللذين ذكرتهما آنفاً يتميزان بإبداع وصبر وتحمل حتى وصلا إلى ما وصل إليه أسلافهم الصعاليك العرب. أما الذين يتلصصون على الناس فهم كما قال الزميل حماد السالمي إنهم من الفصاميين الأغبياء والعدائيين البلهاء وأعداء للمجتمع والناس بل للبشرية جمعاء ويكرم عن ممارساتهم الصعاليك النبلاء.

 

هذرلوجيا
دفاعاً عن الصعلكة
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة