ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 22/09/2012 Issue 14604 14604 السبت 06 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

سنحلم وندعو أن يكون أقل احتقانا..وأكثر دفئا وصبرا وقابلية للتعامل مع المختلف ؟ أقل عنفا وأكثر ميلا إلى أن يستمتع بكلمة طيبة... بابتسامة حنونة... بمساعدة عامل فقير ينظف شوارعه وبالفرحة لأنه لا يزال حيا وقادرا عبر صحته وعمره أن يستمتع بالشمس وهي تمزق أستارها كل صباح.

سنتمنى لعالمنا الداخلي أن يكون أكثر أمنا وأن تجد فرقه ومدنه وقراه وقبائله على اختلاف أطيافها ومشاربها العرقية والدينية مكانا واضحا تحت خارطة الاهتمام الوطني بخدمات تعالج هذه الانفجارات البشرية وبمؤسسات تقدم مصلحة التعاضد الوطني والوحدة الوطنية على مصالحها القبلية أو الأيدلوجية أو العرقية.

نتمنى أن نصل إلى أعمالنا يا من نسكن المدن الرئيسية بوقت معقول حين يقل الزحام ويقلل الناس استخدامهم لمركباتهم ويتم إنشاء مواصلات عامة فعالة مثل كل البلدان يستخدمها قطاع عريض من البشر بحيث يقل الضغط على شوارع المدن الرئيسية الآخذة في الاختناق.

نتمنى أن ينخفض عدد البشر في المملكة حتى تستطيع المدارس والمستشفيات التي ضاقت بحملها أن تستوعبهم وأن يفكر الأب مليا قبل حمل زوجته الخامس فيما إذا كان يستطيع فعلا (مالا وصحة) رعاية كل هؤلاء الصغار.

نتمنى أن يكون الوطن للجميع قولا وعملا وأن لا توجد هذه الفوارق الفاحشة في الدخل والتقدير الحكومي التي غزت عالمنا حتى انك تجد من يئن حسابه من المليارات وتجد في مقابلة من لا يجد قوت يومه؟!.

نتمنى أن نتغلف بالشفافية الفاعلة بحيث توضع لوحات عريضة مكتوبة بخطوط كبيرة توضح مالكي كل الأراضي البيضاء والمسورة في كل مدينة ومنطقة وأن نمتلك الجرأة لطرح السؤال التالي وعاليا

من أين لك هذا؟ حجم الثروات المتراكمة في أيادي البعض والفقر المدقع للبعض الآخر يجعل قضية التنمية قضية معطلة ومنخورة من أساساها: التنمية هي العدل.. العدل في الوصول إلى الخدمات، العدل في توزيع الثروات القومية بين المناطق والمواطنين العدل في المعاملات وإنهاء الإجراءات دون وصاية أو وساطات. العدل في أن تصل إلى ما هو حقك سواء كان مقعدا في طائرة أو سرير في مستشفى أو مكان في مدرسة أو الحصول على مناقصة دون أن تتدخل اعتبارات العلاقات الشخصية والحظوة والقدرة على الوصول إلى من هم فوق.

نتمنى أن ينتفض الناس من سباتهم العميق بفعل الرعاية الأبوية للدولة وينتبهوا أن اقتصادهم يعتمد تماما على الثروة البترولية وإذا كانت أوروبا قد بدأت في إيجاد بدائل للطاقة البترولية وأن هذه الثروة ستنبض خلال عمر الجيل القادم وهو ما عبرت عنه التقارير الأخيرة فحري بهذا الوطن أن يعرف أن كل شيء سيقف حين يتوقف دخل البترول. الخدمات والرواتب والمدارس والمشاريع وحتى جلب المياه من مناطق أخرى لسقي الرياض مثلا قد تتعرض للتهديد وتخيل مدينة الرياض الناشفة أصلا بدون ماء!!

نريد وطنا تتوافر العدالة فيه من خلال نظام قضائي شفاف مقنن يطبق على الجميع رجالا ونساءه وتتوافر فيه الشفافية ليعلن أحكامه في كل القضايا بأن يتبع الأنظمة والإجراءات المتعارف عليها دوليا في التقاضي تحت المظلة الشرعية.

نريد وطنا قويا وهو كذلك لكن بمفاهيم عصرنا الحاضرة حيث تكون القوة في اقتصاد حقيقي فاعل متنوع وفي تعليم متحرر من المآسي الأيدلوجية التي يرزح تحتها الآن وفي مواطن يمتلك القدرة على أن يساهم بصدق وتعب وجد في عمله وفي بناء أمته في وطن ممتع ومبهج يجذب أبناءه إليه ولا يطردهم منه.

نريد مشاريع عملاقة كما نرى في المدن الرئيسية ولكن أيضا في المناطق النائية والأطراف وأن يتم مراجعة ومتابعة هذه المشاريع المجنونة التي أقلقت المدن لفهم أسباب تعثر الكثير منها أو توقفه بالمطلق.

نريد امرأة حرة قوية تشارك زميلها المواطن الرجل جنبا إلى جنب مهام بناء هذا الوطن المشترك ولن تكون هذه المرأة حرة وهي لا تعرف حقوقها وأن عرفت فلن تصل لها إلا بخرق القتاد.

نحتاج مدونة للأسرة تلملم جراح مئات الآلاف من النساء اللاتي عضلن أو ضربن أو حرمن من حقوقهن الشرعية والمالية دون وجه حق.. مدونة شرعية تضع بخطوط إجرائية ما أقرته الشريعة لها من حقوق يتعسف في إعطائها بعض الأولياء سواء كانوا آباء أو إخوة أو أزواجا وتتضح بنودها للجميع قضاة وأولياء ومولي عليهم بحيث تعرف المرأة وتتوقع ما قد يؤول إليه وضعها بعد طلاق أو ترمل أو فقد لولد الخ.

يومنا الوطني أيضا لن يكون إلا حين ندعو جميعا بأن يمنح الله العافية والصحة وراحة البال لقائد هذه الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يحمي دولتنا ويبقيها بملك حر قوي وطني وبمواطنين مخلصين لأمتهم أولا ثم لأنفسهم وهم يدعون في سرهم وجهرهم لمليكهم بالصحة وصلاح الحاشية. صباح الخير يا وطني.

 

في يومنا الوطني كيف نتمنى لعالمنا أن يكون؟
د. فوزية البكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة