ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/09/2012 Issue 14605 14605 الأحد 07 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حين تنشط الأقلام بالكتابة عن الوطن في ذكرى التوحيد لهذا الكيان الكبير فهي تكتب عن مشاعر تفيض بالحب والانتماء له. ولأن حب الوطن ليس شعارات ومشاعر نغدقها في كل مناسبة فحسب، بل هو عمل وعطاء بكل وسيلة مشروعة يمكن أن تسهم في بنائه؛ فإنه يسوء كل مواطن ما يمارسه بعض الشباب من سلوكيات خاطئة في اليوم الوطني تعبيرا عن حبه! وهو ما يؤكد أن حالة التعبير عن الحب تحتاج تصحيحا وتوجيها. ولعلنا جميعا لم ننس ما حصل في ذكرى التوحيد للعام الماضي من تجاوزات أصابت الجميع بصدمة وخيبة أمل بالشباب الواعد، حينما عمدوا لتغيير ألوان سياراتهم بأن كسوها باللون الأخضر، وتكسير لبعض المحلات ومعاكسات للعوائل، وهو ما يخالف الشرع والنظام. فالفرح لابد أن يكون منضبطا وفي حدود الأدب والمواطنة الحقة. وإني لأرجو أن يكون يومنا الوطني هذا العام هادئا محفوفا بحمد الله على نعمة الأمن والرخاء التي تعيشها بلادنا، وفرصة لتقييم وتقويم لعمل عام مضى، واستشراف لعام قادم محملا بالتطلعات والرؤى. ولو حددت كل وزارة يوم الوطن وقامت بتقديم عرض لمنجزاتها أمام المواطنين، وأسعدتهم بما حققته، واعتذرت عن التقصير وبررت أسبابه، لكان فرصة لتدافع جميع الوزارات بالعمل الدؤوب لعرض منجزها أمام المواطن الذي أصبح واعيا ومتطلبا وطموحا وناقدا، بل وقاصفا وعنيفا ـ بلا تردد ـ لكل خطأ أو تقصير. وددت وطنا شفافا أمام مواطنيه، ليس بالقرارات والأخبار فحسب، بل بعرض الإنجازات وخطوات تنفيذها وما يقابلها من صعوبات؛ ليشعر المواطن أنه شريك فيها، مقدرا للعمل وما يواجهه من عقبات وتحديات. لا ألوم مواطنا قط حينما يفرح بإرساء مشروعات عملاقة في بلاده ورصد المليارات لها، ثم ما يلبث أن يصاب بخيبة أمل وهو يرى أموالا تبدد وأوقاتا تضيَّع دون أن يناله حقه المشروع من خطط التنمية الواعدة في ظل طفرة اقتصادية هائلة وميزانية حكومية ضخمة. وحين لا يملك المواطن مسكنا، ولا يجد المريض سريرا، ولا يحصل الطالب على مقعد، ولا تجد المرأة منصفا ولا الطفل معيلا رحيما حين يفقد والديه أو أحدهما فإنهم سيجأرون بالشكوى ويزأرون بالتذمر! وسيكون المسؤول محاسبا أمام قائد هذه البلاد الذي ما فتئ يذكِّر الوزراء والمسؤولين بإبراء ذمته حين ولاهم الوزارات، وأقسموا أمامه بخدمة الأمة بعد تحميلهم الأمانة، عدا ما سيجده ذلك المسؤول عند ربه عندما تحمَّل الأمانة وقصَّر بها. نريديوما وطنيا تشرق شمسه صافية فتتخلل أشعتها قلب كل مواطن آمنا مطمئنا، لا يشكو من قصور خدمة، أو اعتداء على حق أو عدم الحصول عليه.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
وطن الشمس! وطن النماء..
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة