ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/09/2012 Issue 14605 14605 الأحد 07 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

سيبقى الجدل طويلاً حول مسمى الربيع العربي “هل هو ربيع فعــلا؟” سيزداد السؤال إلحاحاً هل هذه نتائج الربيع العربي؟

صحيح أننا أمام تغير تاريخي، بل أمام حجم تغيرات لم تتحقق بهذا النحو في منطقة جغرافية واحدة ودون حروب، باستثناء الوضع السوري، لكن هل كل هذا التغير للأفضل، أم أنه تحول وحسب من أنظمة شمولية إلى شيء آخر، اهو كشف آخر، وتأكيد لسيطرة الغوغائية السلفية، والعاطفة الدينية اللاعقلانية؟!

الحضارات المزدهرة هي التي ثارت من داخلها وحملت النور طريقاً لمستقبلها، وصححت من أدبياتها وعاداتها وثقافاتها وانتقلت من فوضى الرعاع إلى تهذيب المجتمع، وفرض إرادة العلم وتطوير الحياة المدنية وتوسيع المشاركة، وبناء منابر النور.

وموت الحضارات العظيمة على أيدي رعاعها، وذبول العلم والحضارة جاء من سيطرة التعصب، وفرض رأيه، وأيضا التأخر في قمعه.

لكن هل يقول لنا التاريخ اليوم إن الثورات العربية، ليست ثورات أنوار أو علم، حيث واقعها جماهير يائسة محطمة ومحبطة، حدث أيضاً أن حظهم من التعليم والثقافة محدود، ويقبعون في أسفل معدلات التنمية البشرية على هذا الكوكب؟!

كما أن الرموز هنا غائبة، والسطوة والحضور لتيارات وأحزاب الإسلام السياسي في الغالب التي تجيد الكذب والمواراة والتقية، وتروج لسلعتها السياسية بغطاء ديني لا ريب فيه، وباستخدام فاعل للدين في السيطرة على - الجماهير - والناس وتوجيههم وتحويلهم إلى مجرد جماهير مطيعة، فيما النخبة خائفة من الغوغاء وحملة الإعلام الجديد!

خذ مثلا، ردود الفعل الأخيرة والعنيفة على الفيلم الرديء والمقزز المسيء للرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان بالون اختبار مكرر، وفيما قد نتفهم بعض الاحتجاج، إلا أن ردة الفعل العنيفة غير مبررة، ومن الطريف أن يموت ويجرح عدد من المحتجين في أفغانستان مثلا!

طاقة رهيبة مستعدة للتعبير عن نفسها بهذه الطريقة الكاشفة عن جهل وطاقات غضب داخلي عارم، في حيثياتها وفي ردة فعلها.. ونعود إلى سيكولوجية الجماهير لغوستان لوبون:

يمكن أن نعفي أنفسنا من ذكر العقل إذا ما عددنا العوامل القادرة علي التأثير في روح الجماهير، لكننا سنتحدث عنه كعامل سلبي لا كعامل إيجابي في التأثير، فقوانين المنطق العقلاني ليس لها أي تأثير علي الجماهير، فلكي نقنع الجماهير ينبغي أولاً أن نفهم العواطف الجياشة في صدورها، وأن نتظاهر بأننا نشاطرها إياها ثم نحاول بعدئذ أن نغيرها عن طريق إثارة بعض الصور المحرضة، بواسطة الربط غير المنطقي أو البدائي بين الأشياء.

 

هل هو ربيع فعلاً؟
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة