ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/09/2012 Issue 14605 14605 الأحد 07 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأولى

      

يمثّل اليوم الوطني الثاني والثمانون لكل مواطن، معنى وقيمةً وحدثاً كبيراً ومهماً، بما يرمز إليه، وبما يجسده تاريخه البهي، فهذا يوم تاريخي قد لا يتكرر ما يماثله في تاريخ الشعوب والدول إلا قليلاً، ويمكن القول عنه بأقل الكلمات وبأصدق المعاني: إن الاحتفال به والاحتفاء برموزه، إنما هو وفاء من المواطنين لأولئك الأبطال التاريخيين، وتخليد للمجد الذي صنعوه، وللتضحيات الكبيرة التي قدّموها، من أجل وحدة وطن قوي وفاعل ومؤثّر على هذه المساحات الشاسعة من الأرض، التي تختزن في باطنها من الخيرات الشيء الذي جعلها قادرة ومتمكنة من بناء دولة عصرية متحضّرة على نسق وبمثل ما خطط لها وسعى من أجلها الملك الموحّد عبدالعزيز آل سعود.

* * *

والاحتفال السنوي بهذه المناسبة لا يعبّر عن حالة رضا لدى المواطنين بالمستوى المتطور الذي حققته المملكة فحسب، وإنما يفترض بهذا الاحتفال الذي يتكرر سنة بعد أخرى أن نتعرّف من خلاله على واقعنا، أين كنا وإلى أين وصلنا، وبماذا نفكر، وكيف علينا أن نعمل من أجل غدٍ مشرق ومستقبل أفضل، فالشعوب الحيّة لا تكتفي بما تم إنجازه، وإنما هي في حركة دائمة ومستمرة من أجل بلوغ أهدافها، اعتماداً على توجهات وسياسات وبرامج وخطط تعتمد على سواعد وعقول أبنائها، ضمن شعور جميع المواطنين بمسؤولياتهم ودورهم، وما هو مطلوب منهم لخدمة وطنهم.

* * *

والملك عبد العزيز حين قاد ثلة قليلة من المواطنين وبقليل من السلاح - كما هو موثّق- استطاع بقوة إيمانه وشجاعته وعزمه وتصميمه أن يوحّد المملكة، وقبل توحيد الأرض أن يوحّد القلوب على كلمة سواء وهدف واحد، بما مكّنه من أن يتفوّق على خصومه، وأن يلحق بهم الهزائم واحدة بعد الأخرى، ليقوم بعد ذلك برفع علم المملكة خفاقاً على امتداد ما أطلق عليه لاحقاً المملكة العربية السعودية، ومثل هذه الملحمة التاريخية لم يصنعها عبر التاريخ إلا الأفذاذ من الأبطال، ولا يمكن لمؤرِّخ أو قارئ للتاريخ أو منصف في رأي يصدر عنه يمكن له أن يستثني الملك عبد العزيز من قائمة أشجع الرجال، أو أن يقول عنه بخلاف ما هو عليه الإجماع من أنه بطل أول وحدة عربية على وجه التاريخ.

* * *

على أن الملك الموحِّد بكل تاريخه وسيرته ومسيرته لم يحقق مجداً لنفسه سواء بإعادة الوطن الممزق إلى الوحدة، أو حين قام بإقناع الناس بالتآخي فيما بينهم بعد سنوات مريرة من الصراع، وإنما حقق بحكمته وسداد رأيه وشجاعته مجداً لكل من ينتسب إلى هذه الأرض، ولكل من ينتمي إلى هذا الوطن، فلم يفاخر في حياته بما أنجزه إلا وأشرك المواطنين معه بدور أو أدوار في كل إنجاز تحقق، ناسباً - رحمه الله - الانتصارات التي تحققت على الأرض بالتعاون الذي وجده من شعبه، والترحيب الذي قُوبل به في كل مدينة أو قرية يتم استعادتها والسيطرة عليها وضمها إلى باقي ما كان قد تم استعادته من مدن وقرى أخرى، ضمن ثقة المواطنين بأن الملك عبد العزيز هو الملك والزعيم المهيأ والقادر على توحيد البلاد وحكمها بالعدل بين الناس.

* * *

ولابد من القول إن ما رسمه وخطط له الملك عبدالعزيز في بناء الدولة والتعامل مع المواطنين هو ما التزم به ملوك المملكة من بعده، بما مكَّن الدولة من أن تكتسي أوجه التطور بهاءً وجمالاً وعلى النحو الذي نراه الآن، ما يعني أن المملكة قد انتقلت من مربع الصراع إلى مربع التآخي بين المواطنين، ومن الشتات وتمزق الأرض إلى الوحدة تحت سيادة وقيادة واحدة، وأن المملكة في ظل هذه الأجواء قد لامست السقف الأعلى في الاستقرار والتطور واحترام حقوق الإنسان وتمتع المواطنين بالحريات التي لا تتعارض مع الثوابت، في تجربة غنية بالدروس، وفي رحلة حافلة بالنتائج التي أسهمت في تطور المملكة على النحو الذي أسعد المواطنين.

* * *

وليس مصادفة أن يشهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلَّ هذا التطور المبهر، وأن يمتد إلى كل قطاع في الدولة، وأن يركز الإنفاق المالي على ما فيه مصلحة أو خدمة للمواطن، وتحديداً في مجالي الصحة والتعليم، وبكل ما يتصل بتحقيق الرفاهية للمواطن، حيث التوسع في المنشآت الصحية، وانتشار الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس، وتيسير خدمات الطرق والمواصلات، وكل ما يمس حياة المواطن وله صلة براحته وأمنه واستقراره، ما يشكل في النهاية اطمئنان المواطن وأبنائه وأحفاده ومن يأتي بعدهم على حاضره ومستقبله بفضل هذه الوحدة التي خطط لها وأنجزها بطلها ورمزها الكبير الملك عبدالعزيز.

 

اليوم الوطني: من الملك عبدالعزيز إلى الملك عبدالله
خالد بن حمد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة