ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/09/2012 Issue 14605 14605 الأحد 07 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 82

 

في ذكرى يوم عظيم
صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نحتفي اليوم بمناسبة وطنية غالية وعزيزة نستذكر فيها بطولات الآباء، ونستحضر السنوات الأولى للتأسيس للمجد والرخاء الذي نعيشه اليوم بفضل من الله وتوفيقه.. ففي مثل هذا اليوم وقبل اثنين وثمانين عاماً نجح الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -، وبإمكانات قليلة وفي مواجهة ظروف صعبة جداً، في وضع بذرة أهم مشروع لعلاج التشرذم في تاريخ الأمّة العربية الحديث. واستطاع وبعد جهود جبارة تأسيس هذا الكيان الشامخ الذي أصبح اليوم أحد أبرز القوى على الساحتين الإقليمية والدولية.

خرج المؤسِّس - رحمه الله - من الكويت متوجهاً نحو الرياض وبصحبته قلّة من الرجال، ليس معهم سوى إيمان قوي بنصر الله وعونه لهم، لتوحيد أراضي الجزيرة العربية، وإنهاء حالة الشتات ولوضع أسس بناء دولة حديثة تعلي راية الإسلام، تسعى لبذل كل ما أوتيت من قوة لإعادة الأمّة الإسلامية لمكانة العز والريادة، بعد أن عانت قروناً طويلة من الانقسامات والتهميش.

نحن اليوم نستذكر تلك البطولات ونتدارسها لنعرف كيف تمكّن الملك عبد العزيز ومَن حوله من رجال ونساء هذه الأرض الطيبة، من مواجهة التحديات الجمّة وتخطّيها، ليهيئوا لنا ما الآن نعيشه من أسباب الخير والرفاه. وحين أقدم الملك عبد العزيز على مشروع تأسيس المملكة في قلب الجزيرة العربية، لم تكن الظروف سهلة ولم تكن الإمكانات متوفرة، بل كان كل ما حوله يمثل تحدياً وعائقاً يفتّ عضد الرجال وهمّتهم.

ولكن بالإيمان بنصر الله وتمكينه وبالتخطيط والعمل الحكيم، وبالجمع بين الجسارة والحزم من جهة، واللِّين والعدل من جهة أخرى، استطاعت نخبة قليلة من الرجال المخلصين، وتحت قيادة - من أجمع المراقبون والكتّاب على وصفه بأنه كان من أبرز زعامات العصر الحديث - التغلُّب على جميع تلك التحديات وتطويع الظروف لتحقيق الهدف السامي - تأسيس مملكة تعيد للعرب والمسلمين اعتبارهم وعزّتهم.

كما نجح الملك عبد العزيز - رحمه الله - في تخطّي العوائق الداخلية؛ وأبرزها الفقر والجهل والانقسامات، فقد نجح في تسخير الظروف الدولية لصالح مشروعه النبيل؛ حيث استطاع بحكمته وفطنته، استثمار تنازع القوى الكبرى آنذاك (بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة) على المنطقة العربية، لضمان اعتراف هذه القوى بدولته الناشئة من جهة، وتجنيبها تداعيات تلك الإشكالات من جهة أخرى. وما هي إلاّ سنوات حتى تسابقت تلك الدول إلى الاعتراف بالدولة الجديدة في قلب الجزيرة العربية، وإرسال الوفود للملك عبد العزيز للتفاوض لإقامة علاقات مع دولة أدركوا ببُعد نظرهم أنها ستكون ذات شأن، وهذا ما تحقق خلال سنوات قليلة. حيث أراد الله سبحانه وتعالى لهذه الدولة التي تأسست على مبادئ إيمانية خالصة، أن تتوفر لها سبل القوة لتتمكن من استكمال مشروعها في استعادة الإسلام لمكانته في العالم، ثم سخّر الله تعالى لهذه البلاد المباركة ثروة كبيرة تمثلت في تدفُّق آبار النفط التي مكّنت المملكة من توفير موارد مالية ضخمة، نجحت القيادة بقرارات حكيمة وسياسات رشيدة في توظيفها لبناء الإنسان السعودي وتحقيق الازدهار أولاً، ودعم وتعزيز الأمّة العربية والإسلامية والرفع من شأنها والدفاع عن قضاياها ثانياً.

بدأت المملكة مسيرة تنموية طويلة وشاملة ولا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، هدفها الأول والأخير المواطن السعودي وتوفير كافة أسباب الخير والسعادة له. لقد تميّز المشروع التنموي السعودي الذي بدأ منذ اللحظات الأولى لتأسيس المملكة، بشموليته لكافة الجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية، وعلى أسس منهجية واضحة مكّنت المملكة من الوصول إلى مراتب متقدمة في هذه المجالات.

كما واجهت المملكة تحديات إقليمية ودولية منذ تأسيسها وعلى مدى العقود السابقة واستطاعت تخطّيها، تنجح المملكة اليوم مرة أخرى، وبسبب قراراتها الحكيمة وسياساتها المتأنية، في تجاوز التحديات الكبيرة التي تعيشها المنطقة، والتي عصفت بالكثير من الأنظمة وغيّرت وجه المنطقة، وبقيت المملكة وبتوفيق من الله عزَّ وجلَّ وتحت قيادة حكيمة راسخة واثقة، وتعزّز موقعها الإقليمي ومكانتها الدولية من جديد.

هذه الذكرى العزيزة لليوم الوطني للمملكة، فيها دروس عظيمة، علينا جميعاً استذكارها وإعادة إحيائها وإدراك قيمتها في نفوس الأبناء والأجيال الجديدة الذي يقطفون ثمار تلك التضحيات للأجداد والآباء، ولذلك فمسؤوليتنا جمعياً آباءً ومعلمين ومربِّين وكُتاباً، أن نساعد الأبناء على إدراك وفهم ما أحاط بتأسيس هذه الدولة العزيزة من ظروف صعبة جداً وبإمكانات قليلة، وفي مواجهة تحديات جمة وبيان الأسس التي قامت عليها، وتعزيز مكانة الوطن وقيمته في نفوسهم، وحثهم على العطاء والعمل من أجل بقائه شامخاً أبيّاً بإذن الله وتوفيقه.

فالأُسرة والمدرسة والجامعة وكافة وسائل الإعلام، تشترك في مسؤولية تنشئة الأبناء على حب الوطن والاعتزاز به، وتنمية مشاعر الانتماء والولاء للوطن الغالي حفظه الله من كلِّ مكروه، وسدَّد قيادتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، حفظهما الله وأعانهما في مواصلة مسيرة البناء على طريق الخير تحت راية التوحيد.

- نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة