ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/09/2012 Issue 14605 14605 الأحد 07 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 82

 

ملحمة التوحيد والوحدة
عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

الحمد لله الذي تَقْصرُ دون مِدْحَتِهِ الأوْصَاف نحمده أن جعلنا أمة واحدة وأسبغ علينا وافر الألطاف -سبحانه-أوجب علينا الاعتصام والائتلاف, وحَرَّم الفرقة بيننا والاختلاف.

الحمد لله العظيم الشان

حمداً بلا عيب ولا نقصان

حمداً يضيق به الفضاء مباركا

بهر الوجود على مدى الأزمان

والصلاة والسلام على النبي الأَغَرْ خَيْر من ألَّف الأشتات إيلافا, فأصبحوا في التلاحم أحلافا, وعن التنازع صُدَّافا

بَدَأْتُ بحمد الله مقصدي

وَصلَّيْتُ بعده على الطُّهْرِ أحمد

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان من المقتفين أسلافا, وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن نهج المسلم الحق دوماً شكر النعم وحمد المنعم خاصة عند تجدد النعم وتندد النقم، وإن من آلاء الله سبحانه ما أفاءه المولى جل وعلا على هذه البلاد المباركة فقد حباها مكانة لم تحظ بها بقعة من بقاع المعمورة، حيث كانت موطن الأنبياء، ومهبط الوحي، وبلد الحرمين الشريفين، جعلها الله مثابة للناس وأمنا, منها أشرق نور التوحيد وعم الأرجاء, وأضاء سناه جميع البقاع والأنحاء، فوضعت هذه الدعوة المباركة بلادنا الشماء في الذؤابة السامقة، فقصدها الناس من كل حدب وصوب.

إلَهي خَصَّهَا وقد اصطفاها

وأرسل للبريةِ مُصْطفاها

ومنها شَعَّ إسلامٌ حنيفٌ

أنار الأرضَ حتى مُنْتهاها

ومنذ أن أشرق نور التوحيد القريب والبعيد وتعاقبت الأيام والليالي حتى أظل بلادنا زمان حالك بالغوائل والمدلهمات مع سير في حرَّة كَأْدَاء, فتناوشتها نِصال أعداء أَلدَّاء, ورمقتها مُقَل ٌحاسدة أضْمَرت الكيد والضراء, هذا مع ما عانته من شتات ذاتي، ونفار وتناحر داخلي، حتى أصبحت أمة مفككة، شتتها القتال والصراع, ومزقتها الفرقة في شتى البقاع, وزاد بين أبنائها الشقاق والخلاف والنزاع والاختلاف.

ما كان سهلاً أن يُقَالَ عِثارُهَا

ويَدُور في فَلَكِ النجومِ مَدَارُهَا

حتى أرادَ اللهُ جل جلالُهُ

فَصَحا إلى إيقاظِهَا مِغْوَارُها

لقد أذن الله تعالى لهذه البلاد بالاجتماع بعد الفرقة، والتوحيد بعد الشقاق على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -تغمده الله بواسع رحماته- فنعمت البلاد والعباد بالخير والبركة والرخاء.

سَل التاريخ مَنْ أَرْسى العِمَادا

ومَنْ لِلْمُلْك شَمَّر واستعادا

أقام الدين والدنيا فعَمَّا

عرين العُرْب أمْناً واتحادا

تَوحَّدَتْ الجزيرة واستقرت

وصارت مؤئلاً للخير جادا

لقد عمل الملك المؤسس -رحمه الله وطيب ثراه- على توحيد الكلمة ورأب الصدع بين مختلف الأفراد والجماعات والقبائل, وقد أبان – رحمه الله – عن منهجه في الوحدة والاعتصام بقوله: « انا مسلم وأحب جمع الكلمة وتوحيد الصف، وليس هناك ما هو أحب إليَّ من تحقيق الوحدة» ثم أردف أقواله بالأفعال ونِعِمَّا هي.

وأينع السعي أمجاداً مؤثلة

ودولة ساعدها الشرع والسُّمُرُ

فلنلهج اليوم بالشكرى يؤرجها

حب وفخر وعهد زاهر خَضِرُ

إن ما ننعم به اليوم من أمن وريف، ومجد مؤثل منيف لهو من فضل الله تعالى أولاً ثم ما مَن َّالله تعالى به على هذه البلاد من ولاة الأمر الذين ينهجون النهج الإسلامي القويم، من التآلف والوئام، والتعاضد والاعتصام، انطلاقاً من قوله تعالى :( وَاعْتصِمُوا بِحَبْلِ الله جَميِعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فساروا جميعاً على الدرب القويم لا يبغون عنه حِوَلاً, وهو درس للأجيال والناشئة أن يسيروا على نهج أسلافهم في التوحيد والوحدة مع استثمار وسائل العصر وتقاناته في تعزيزها في بعد عن المسالك واللوثات المخالفة لمنهجهم العقدي وانتمائهم الفكري وولائهم الوطني.

بلادي في مراقي المجد تَسْمو

وتطوِي الأَعْصُرَ الهوجَ الشِّدَادا

رعاها قادةٌ صِيدٌ أُبَاةٌ

وكم شَهْم بِمَجْدِهِمُ أَشَادَا

أقاموا منهج الإسلام حكما

وصانوه نِظَاماً واعتقادا

لقد أثمرت ملحمة التوحيد والوحدة أُكُلَها, فتعاضد أبناء الوطن مع بعضهم وتكاتفوا مع ولاة أمرهم، وصاروا كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وإن ما نعيشه الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - من تقدم وازدهار، وأمن واستقرار، لهو أثر عظيم من آثار السمع والطاعة، والتمسك بالوحدة والجماعة, حيث تأتلف الدروب، وتتوادد القلوب، وتُدْحر الأراجيف والشائعات، والأباطيل السافرات، ونحن في طريق المجد نبني شامخ الحضارات، تحت قيادة حكيمة رشيدة، تُصْلح الدنيا بالدين، معتصمة بحبل الله المتين.

يا خادِمَ الحرمين سعيك راشد

وتقود ُ خَطْوَكَ للعلا أقدارُهَا

وسَّعْتَ في الحرمين ساحاتِ الُهدَى

فارتاح في أحضانِهَا زُوَّارُهَا

جزى الله خادم الحرمين خير الجزاء كِفَاء ما قدم للإسلام والمسلمين وشد أزره بولي عهد الأمين وإخوانه وأعوانه الميامين وأحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين- دُرة الأمصار وشامة الأقطار- من كل سوء ومكروه، وزادها أمناً وإيمانا, وسلاماً واستقرارا، وجعلها سخاءً رخاءً، وجعل أهلها إخوة مؤتلفين، معتصمين غير مختلفين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

* إمام وخطيب المسجد الحرام - الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة