ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/09/2012 Issue 14605 14605 الأحد 07 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 82

 

يوم شاهد على الإنجاز والعطاء
محمد أحمد عقيلي

رجوع

 

تتوالى السنون وتمضي الأيام سِراعاً، ويأتي يوم الوطن ليكون شاهداً على الإنجاز والعطاء وفرصة سانحة لتذكُّر آلاء الله علينا والتي قلَّ الانتباه إليها لكثرتها وتبلد الحس عنها، فلم نعد نشعر بأهميتها ولن ندرك جلها إلا إذا حرمنا منها لا قدر الله، فتعالوا لنجعل هذا اليوم وغيره من الأيام ميداناً لشحذ الهمم وغرس الفضيلة وشكر النعم، هلموا لنجعل هذا اليوم منبراً لتذكير الغافلين وإيقاظ المرفهين - وكلنا ذلك الرجل إلا من رحم الله - بأن ما حبانا الله به من نِعم خلال هذا العهد الزاهر مذ تم توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، ومن بعده أبناؤه الكرام الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد - رحمهم الله جميعاً - وإلى هذا العهد الزاهر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله وسدد على طريق الحق مسعاه - لم يكن إلا امتثالاً لأمر الله القائل في محكم التنزيل: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.

حقاً إن ما جعل هذا البلد آمناً مطمئناً يأتيها رزقها من كل مكان لم يكن إلا لحرص هذه الدولة - وفقها الله - وعلى رأسها ولاة أمرها - حفظهم الله - على إقامة حدود الله وامتثال أوامر الله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وسيبقى وعد الله نافذاً ما بقينا على ذلك بفضل الله ورحمته.. وإنه لحري بنا أن نحذر أنفسنا وأبناءنا مكر الله فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الظالمون.

وليكن هذا اليوم فرصة سانحة للجهاد في سبيل الله، جهاد للنفس، جهاد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جهاد في بناء الأمة وإعداد القوة، جهاد في طلب الرزق وعمارة الأرض، جهاد في التربية وبناء شباب الإسلام ليكونوا أمة منتجة قادرة على توفير متطلباتها واستخدام مقدراتها التي حباها الله، ثم ليكن اهتمامنا بتوجيه أبنائنا نحو الابتهاج المنضبط بضوابط الشرع، وإنه لمن أوجب واجباتنا أن نبين لهم حال هذه البلاد في الماضي القريب وكيف كانت صفحات تاريخها مليئة بويلات الحروب والتشتت والفرقة، وكيف كانت قصص الجوع والخوف تتسنم أحاديث المجالس وكتب التاريخ، وكيف انتكست الفطرة وعاد الإنسان إلى حياة الجاهلية والشرك بالله فلا تكاد تجد بلداً إلا وبها قبر يُعبد من دون الله أو ولي يُدعى مع الله، ثم ها هي شمس الحق تشرق مؤذنة بقيام دولة الإسلام المملكة العربية السعودية في مثل هذا اليوم لتصبح الأحلام حقيقة والخيال واقعاً فيعود الإخاء والمحبة ويشرق التوحيد وتزدهر الدعوة ويعم العلم ليصل إلى كل بيت، فأصبغ الله النعم وتوالت الرحمات وتوحدت الأمة والتأم الصف وانطلقت منارة الدعوة إلى الله ليس في أنحاء الجزيرة فحسب، بل أضاءت أنحاء المعمورة ولا تكاد تجد بلداً إلا وفيه مسجد أو جامعة أو معهد أو مركز للدعوة وحقّ لها التمكين من الله لامتثالها لأوامر الله.

ولما لأبنائنا الشباب من أهمية عظيمة في بناء مستقبل الأمة وبحكم اختصاصنا في مجال التدريب التقني والمهني الذي أولته حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامها فنشرت الكليات والمعاهد وبنت المباني وهيأت التجهيزات ووفرت الكوادر البشرية وأطلقت البرامج المتنوعة التي تهدف إلى بناء القاعدة العريضة من الأيدي العاملة المدربة القادرة على إدارة عجلة النمو وبناء الوطن، من هنا فإنني أناشدكم معشر الشباب أن يكون تعبيركم عن مشاعر الفرح بهذا اليوم مختلفة عما سبق، مقرونة بهمة الإنجاز ودافع العمل المخلص، فواجبنا الحق في هذه الحياة هو بناء القلب بالإيمان وبناء العقل بالفكر والمهارات وبناء الوطن بالإنجاز والأخذ به إلى طريق التقدم والازدهار فهل أنتم مستعدون؟ وإني على يقين أنكم قادرون فسيروا على بركة الله ولتكن مكافأة الجميل بالجميل، {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.. ولنعبر عن فرحنا بهذا اليوم شكراً وعرفاناً لله على نعمه العظيمة، ثم لهذا الوطن الذي أعطاكم الكثير ولم يبال وما قدمته حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين لقطاع التدريب التقني والمهني يفوق الوصف وقل أن تجد مثيلاً له حتى على مستوى الدول المتقدمة فاستغلوا هذه الإمكانات وترجموها إلى طاقات قادرة بعون الله على تحقيق الأهداف السامية وإدارة عجلة التنمية بكل كفاءة واقتدار.

وختاماً: لا يسعني إلا أن أجدد البيعة والولاء لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - سدد الله خطاه - وأقدم خالص التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية سائلاً الله عز وجل أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها ورخاءها وسؤددها، وأن يمد قادتها بعونه وتوفيقه وحكومتهم الرشيدة، وأن يسدد خطانا جميعاً إلى كل خير في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة هذا الوطن المعطاء بكل ما نملكه من إمكانات.

- رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة الحدود الشمالية - عميد الكلية التقنية بعرعر

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة