ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 24/09/2012 Issue 14606 14606 الأثنين 08 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كلما زادت معرفة الإنسان ازداد إدراكه أنه ما زال جاهلاً، فيدفعه ذلك الشعور إلى المزيد من طلب المعرفة والعلم والثقافة. ولا يخفى على كل ذي فهم أن حياتنا اليومية بما فيها من تعامل مع كل ما يحيط بنا، وتأثرنا وتأثيرنا مع هذا المحيط يضبطه مدى وعينا النفسي والتربوي،

وللحق أقول وهذا رأي شخصي قد يوافقني عليه بعض القراء الكرام وقد يخالفني البعض الآخر أنه ينقصنا الكثير فيما يتعلق بهذا الجانب. والأسباب عديدة، منها نظرة الاستخفاف بعلم النفس وأنه يتعامل مع العلل والأمراض العصبية والنفسية ويغلب عليه الجانب النظري والفلسفة والبعد عن الواقع، ولعل المسلسلات والأفلام العربية هي التي شكلت هذا المفهوم الناقص والمشوش في ذهنية الجمهور. صحيح أن فرويد ملأ علم النفس بنظريات مضحكة أحياناً، لكن لكل علم جانب نظري وعلماء واختصاصيون ليس كل ما يسهمون به قابل للتطبيق أو كتاب منزل.

وعلم النفس وما تفرع منه كعلم السلوك والإرشاد النفسي والصحة النفسية والتربية وغير ذلك، تطور وأصبح له جوانب تطبيقية حتى في الرياضة والمصانع بل وفي الجيوش النظامية. أضف إلى ذلك تطور العلوم الذي طرأ بفعل الأبحاث ومساعدة التقنية وتطور أساليب المعيشة والحياة الذي بدوره أيضاً أسهم في تطوير جميع العلوم - أي أن التأثير متبادل - ومنها علم النفس، وما تطوير الذات وطرق الإبداع والدورات الإدارية المرتبطة بذلك إلا نتاج لتطور هذا العلم. خذ مثلاً التربية، الكثير منا لديه خلط بين الرعاية والتربية فنحن نرعى أبناءنا ونوفر لهم ما يحتاجون ونحميهم من الأخطار، لكن بعضنا أو أكثرنا لا يمارس التربية وهناك فرق بين الرعاية والتربية، ويكفيني هنا الإشارة فلست من أهل الاختصاص والحر يكفيه ذلك.

لدينا قصور ليس بالقليل في الوعي بالجوانب النفسية والتربوية على الرغم من أن هذا العلم ينهل من القرآن والسنة الشريفة معظم نظرياته. (خاطبوا الناس على قدر عقولهم) وحديث (لا تغضب) في السيطرة على سورة الغضب أو ما يطلق عليه الاستشاريون النفسيون (anger management), ما هي إلا أمثلة من ألوف على ذلك. المعرفة والثقافة الآن تيسرت بل وصارت تقدم وتعرض بطرق مشوقة يصعب حصرها والكتب الصوتية والاسطوانات إحدى تلك الطرق، فمن لا يجد الوقت للقراءة بإمكانه طلب المعرفة وهو بالسيارة. ولم أجد ما يبعد الضجر والسأم من شوارعنا الصاخبة وحفرها وتلوثها البصري والسمعي أفضل من شريط أو اسطوانة تصقل التفكير وتزيد المعرفة. وللحق يحسب للمكتبات الصوتية ودور النشر اهتمامها، إلى جانب الثقافة والتاريخ الإسلامي، بالألبومات التي تعنى بتطوير الذات وتلك الثقافية والفكرية وما يتعلق بالاستشارات التربوية والنفسية، كما تلك المتعلقة بالسير الذاتية للقادة والمفكرين مما يتيح معيناً عذباً لكل من ينشد المعرفة واقتباس جذوة تنير دروب الحياة، والله يرعاكم.

omar800@hotmail.com
 

وقفة
علم نفس بالسيارة
عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة