ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 24/09/2012 Issue 14606 14606 الأثنين 08 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 82

 

دام عزك ياوطن
أحمد بن فهد الحمدان

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحلُّ علينا ذكرى اليوم الوطني لتعيد إلى أذهاننا ذلك الحدث التاريخي الذي ظل محفوراً في ذاكرة التاريخ ومحفوظاً في قلب كل مواطن سعودي.. يوم أن وحّد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- شتات هذا الكيان العظيم، وأنهى كل عوامل التفرق والتناحر وحوّل المملكة إلى أرض واحدة تسودها المحبة والوحدة، ونشر الأمن والأمان في كل أرجاء الجزيرة العربية، بعد أن كانت تمزقها الحروب القبلية وتسودها الفرقة والشتات والاقتتال.

الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لم يكن منجزه التاريخي يقف عند وحدة الوطن، بل تصحيح وتجديد عقيدة الناس وحفظ كرامتها؛ فهو إلى جانب أنه قائد موحد فهو قائد مجدد، وهذه من أعظم النعم التي أفاء بها بعد توفيق الله على أبناء وطنه وأمته.

لقد كان الملك عبدالعزيز وحيد زمانه فيما اتصف به من مقومات شخصية فذة، ويمكن إيجاز صفاته ومناقبه حسب ما تطرحه العديد من الدراسات الدبلوماسية فيما يلي:

* كان مؤمناً عميق الإيمان، يعتمد على الله تعالى في كل أمر من أموره، ولا يسأل سواه فيما يتطلع إليه.

* كان يملك خبرة واسعة بشؤون دينه، فقد حفظ القرآن الكريم وكثيراً من الأحاديث النبوية الشريفة، وألم إلماماً واسعاً بالأحكام الشرعية ووضعها موضع التطبيق فيما ولاّه الله من السلطان، وظل طوال حياته يجتمع كل ليلة مع العلماء والفقهاء؛ حيث تُقرأ كتب العلوم الدينية ويدور الحديث حولها بينه وبين جلسائه.

* كان حكيماً يُعمِل عقله في كل حركة من حركاته، ولكل خطوة عنده حساب دقيق، يقلِّب الأمور على وجوهها ثم يختار الطريق الذي يراه أفضل الطرق، ويكون اختياره في الأغلب هو الاختيار الصحيح.

* كان شجاعاً إلى درجة كبيرة، فلا يتردد في خوض المعارك إذا اضطر لها مهما كانت قوة خصمه وعدده وعدته.

* كان قائداً عسكرياً موهوباً يجيد رسم الخطط الحربية وتنفيذها، وكثيراً ما استعاد وقائع معركة جرت وتحقق له الانتصار فيها ليبين أخطاء خصمه، وما كان يجب أن يفعل لينتصر عليه.

* كان شديد التمسك بأحكام الدين، فلا يتهاون إزاءها ولا يهادن، و فيما عدا ذلك كان رقيق القلب مرهف الإحساس.

إن الذكرى تعد نموذجاً يحتذى به وتزداد تألقاً لارتباطها بجهود مؤسس وموحد البلاد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود، فيوم الوطن فرصة لاستذكار ملامح بطولة الملك المؤسس، وباني نهضة البلاد الحديثة التي أكمل مسيرتها أبناؤه الملوك البررة من بعده.

في هذا اليوم الذي نتذكر فيه البطولات التي قام بها جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في توحيد هذا الصرح وبناء هذا الكيان الذي أصبح يوازي في تطوره ومكانته العديد من الدول العريقة؛ ففي اليوم الوطني لا يسعنا إلا أن نبارك لكل مواطن ومواطنة على هذه الأرض بما حقق من إنجاز في بناء الدولة الحديثة للمملكة العربية السعودية، وما وصلت إليه بلادنا من تطور وازدهار وتقدم.. وما شهدته مملكتنا الغالية من نقلات نوعية وتطوير شامل في مختلف المجالات التي تمثل نموذجاً رائعاً في تاريخ البلاد, وأن هذه المنجزات التي يشهدها الوطن على امتداده، شاهدٌ على صلابة التأسيس والبناء لهذا الوطن الشامخ.

على سَنن المؤسس، نهج أبناؤه البررة حتى رست سفينة العطاء والنماء إلى هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- القائد والزعيم والمعلم حاكمًا بالعدل، محبًا للرعية، مفتاحًا للخير، الناس عنده سواسية في النعماء والسراء لتصبح مملكة الإنسانية نورًا على نور، فحفظه الله لهذه الأمة، وحفظ سمو ولي عهده الوفي القوي الأمين وعضده المتين.

إن قيادتنا الحكيمة استطاعت عبر الأزمنة أن تنهض بطابع التنمية الشاملة ومواكبة متطلبات العصر في جميع المجالات، مع الحفاظ على ثقافة المملكة وتراثها وهويتها المتميزة فتأصلت المواطنة الحقة بكل معانيها وأبعادها الإيجابية.

والمتأمل للخريطة الثقافية في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله - يدرك هذا التطور الهائل والسريع للمنظومة الثقافية لتصبح مملكة الخير في الصدارة محليا وعربيا ودوليا سواء في معارض الكتاب أو الملتقيات الثقافية أو المؤتمرات الدولية، ونتذكر هنا معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح الأشهر عربياً، ومهرجان الجنادرية الذي يعد النموذج الأبرز للتواصل مع تراث الآباء والأجداد والمؤتمرات الثقافية التي تجد العناية والرعاية من قيادتنا الرشيدة لتنشر بآفاقها الرحبة في الكثير من الشعوب والأمم المختلفة.

أما نحن الناشرين السعوديين، حراس الكلمة النبيلة، والذين كان لنا شرف اللقاء مع خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وكانت لتوجيهاته الكثير من عوامل التفوق والنجاح عبر التمثيل المشرف في المعارض والملتقيات الثقافية فنعاهد قيادتنا أن نظل جنودا أوفياء لهم، وأن نكون عند حسن الظن دائما. وعلينا جميعاً أن نوصي بغرس حب الوطن في نفوس أبنائنا والاعتزاز به منذ نعومة أظفارهم ليشبوا عليه وليكونوا يدا واحدة في حمايته ودرعاً قوياً أمام أعدائه.

كل عام وأرض الخير بخير؛ دامت المملكة مجداً وعزاً وشرفاً، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وارزقه من حيث لا يحتسب، واحفظه، واحفظ لنا قادتنا الميامين وأدم أفراح الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية.

* رئيس جمعية الناشرين السعوديين - نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة