ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 24/09/2012 Issue 14606 14606 الأثنين 08 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 82

      

كلنا يذكر جيداً أن صحفنا المحلية الصادرة في يوم عيد الفطر المبارك الأخير (غرة شوال 1433هـ، الموافق 19 من أغسطس 2012م) طالعتنا بتهنئة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، وزير الداخلية، لأسر شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل وذويهم، الذين لم يترددوا

لحظة في تقديم أرواحهم رخيصة، دفاعاً عن دينهم، وحماية لوطنهم، وضمان أمنه واستقراره ورخاء أهله، ولا أقول لم يترددوا فحسب، بل كانوا سعداء أيما سعادة بلقاء ربهم شهداء أبرار من أجل هذه الغاية السامية النبيلة.

وفي تهنئته تلك، ترحم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، على أرواح الشهداء، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، ويمد إخوانهم رجال الأمن البواسل في ربوع بلادي الحبيبة، حماة الدين والأرض والعرض، بعونه وتوفيقه وتسديده لأداء واجبهم النبيل. مؤكداً حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظهما الله، على ترسيخ الأمن، والاضطلاع بواجبها الذي تسعد به كثيراً في رعاية أسر الشهداء وذويهم.

والحقيقة، عندما تأملت قائمة الشرف تلك، وجدتها مشتملة على نحو مائة وثلاثين فرداً من مختلف القطاعات الأمنية، شملت: الأمن العام، المباحث العامة، حرس الحدود، القوات المسلحة، الحرس الوطني، قوات الأمن الخاصة والمجاهدين. كما لاحظت أن رتبهم العسكرية تفاوتت بين لواء، عميد، عقيد، مقدم، رائد، نقيب، ملازم، رئيس رقباء، رقيب أول، وكيل رقيب، عريف، جندي أول وجندي. بالإضافة لمدنيين من إدارة المرور وغيرها من الإدارات الحكومية المعنية بمساندة القوات النظامية. وينطوي هذا على درس فريد، يؤكد أن الكل في خدمة الوطن والدفاع عنه وحمايته من شر الحمقى سواء، بل يتدافعون لنيل شرف الانتصار للوطن أو الشهادة في سبيل الدفاع عنه. ولعمري، ليس في الدنيا شرف أعظم من نيل الشهادة.

ولا أكتم القارئ الكريم سراً، فقد شعرت بزهو شديد، وفخر لا يدانيه فخر أبداً، بما صنع أولئك النفر الكريم. فاتجهت بقلبي للواحد الدّيان، الذي جعل من أصلاب هذا الشعب الأبي الكريم، فرساناً مغاوير، يذودون عن عقيدتنا وثرى وطننا الطاهر وأعراضنا بكل ما يملكون من قوة وجهد وسعة حيلة، ولا يقفون عند هذا الحد، بل يزيدون، فيدفعون الروح رخيصة في سبيل هذه الغاية النبيلة.. أقول: اتجهت بقلبي للواهب العظيم، اعترافاً بفضله علينا، شاكراً وحامداً وداعياً من أعماق قلبي، مع صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الداخلية، وسائر بني قومي، أن يتغمد الله أولئك الفرسان الشجعان الصادقين، بواسع رحمته، ويجعل منزلهم مع الصديقين والشهداء والصالحين.

أما وقد أدى أولئك النفر الكريم واجبهم على الوجه الذي يرضي خالقهم، ويسر أهلهم، ويشرف قيادتهم، فبلغوا قمة العطاء والتضحية، ولم يتفوق عليهم إلا من وهب، إلى جانب روحه، أهله وماله في سبيل الدين والوطن، من أجل أمننا وراحتنا نحن جميعاً، أما وقد كان الحال كذلك، فإن أقل ما يجب علينا من حق تجاههم، هو تخليد ذكراهم، ورعاية أسرهم وذويهم، والدعاء لهم بظهر الغيب، أن يجزيهم الله عنا خير الجزاء، ويثبتنا على طريقهم.

وصحيح.. دولتنا رعاها الله، مدركة لواجبها تجاه شهداء الواجب، مثلما تفعل مع جميع أبنائها، إذ قبل أن تجف دماء الشهيد الطاهرة الزكية، نجد ولاة أمرنا، حفظهم الله ورعاهم، في مجلس العزاء، يواسون أسر الشهداء وذويهم، ويخففون من مصابهم، ويتكفلون بتأمين سكن لائق لهم، وسداد جميع ديونهم ورعاية أبنائهم حتى إكمال تعليمهم، ويلتزمون بتخصيص معاش دائم لهم، وتوظيف أبنائهم حسب رغبتهم، مؤكدين التزامهم التام بمتابعة سائر شئون أبناء الشهداء إلى الأبد، لأن مسؤولية الدولة عنهم دائمة. وكلنا نتذكر جيداً دموع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، على شاشات الفضائيات، وهو يحتضن أطفال شهداء الواجب. كما أن مشاهد صاحبي السمو الملكي، الراحلين الكبيرين، سلطان ونايف، وهما يحملان أطفال الشهداء في أحضانهما ويقبلان رؤوسهم، لن تغادر ذاكرتنا أبداً.

وصحيح.. شاهدنا اهتمام ولاة الأمر ورعايتهم وعطفهم ومؤازرتهم، وغير هذا كثير من مناقب الخير التي تأسست عليها بلادنا الغالية، إذ لم يتركوا حاجة لأسر شهداء الواجب وذويهم، إلا استجابوا لها في حينها، على أرقى المستويات، إدراكاً للمسؤولية، وتقديراً لهذا العطاء النبيل.

ومع هذا، أرى أن ثمة واجباً علينا، نحن أبناء هذا المجتمع، الذي من أجله استشهد هؤلاء، بالوقوف إلى جانب الدولة في رعايتها لأسر شهداء الواجب وذويهم، كأن نؤسس صندوقاً خاصاً، يدعمه كل منّا بما تجود به نفسه الكريمة، لاسيّما أن بيننا رجال أعمال موسرين، مشهود لهم بإخلاصهم لعقيدتهم، وحبهم لوطنهم وولائهم لقادتهم. ومن ثم تستثمر تلك الأموال في مشروعات يخصص ريعها لرفد جهود الدولة في رعاية أسر شهداء الواجب، وتأسيس أوقاف لأرواح الشهداء الطاهرة.

وأرى، بجانب هذا، أن ثمة واجباً أديباً أيضًا علينا، تجاه هؤلاء الشرفاء الأبرار، فنحن كما يؤكد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع دائماً، شعب واحد وأسرة واحدة، لا تفرقة بيننا ولا تمييز، يساعد بعضنا بعضاً، يوقر صغيرنا كبيرنا، ويعطف كبيرنا على صغيرنا، ولأنني أتشرف بانتمائي لقبيلة التعليم، أناشد اليوم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم، طباعة صور شهداء الواجب، إلى جانب بطاقة تعريفية، تشمل الاسم والرتبة وجهة العمل وتاريخ الاستشهاد، في الصفحات الأولى من كل مناهجنا الدراسية، التي تطبع أو تعاد طباعتها مجدداً، أو على الأقل في كتب التربية الوطنية، اعترافاً بفضل هؤلاء علينا جميعاً، وامتناناً لما قدموه من تضحيات وبطولات تفوق الخيال، وحتى لا ننساهم، كما عاهدهم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، في معايدته تلك لأسرهم الكريمة وذويهم. وخيراً نفعل إن وضعنا لوحة شرف في مدخل كل دائرة حكومية، تضم أسماء شهدائنا الأبرار وأبطالنا الأشاوس، الذين لقوا الله دفاعاً عن عقيدتنا وبلادنا وأعراضنا وهويتنا الوطنية.

واستجابة لدعوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، لتفعيل التعاون بين الدارة والوزارات والجهات الحكومية من أجل خدمة تاريخ المملكة وإثراء مناسباتنا الوطنية المجيدة، أناشد الدارة وكل الجهات الحكومية المعنية للتوثيق لهؤلاء الشهداء الأبرار، فمن قدم روحه فداءً للوطن استحق بجدارة أن يخلد الوطن اسمه في سجل تاريخه المجيد.

وصحيح.. مهما نفعل تجاه هؤلاء الشهداء الأبرار وأسرهم وذويهم، يظل جهدنا قطرة متواضعة في بحر لا ساحل له، مقارنة بعطائهم وتضحياتهم العظيمة من أجلنا، فالروح لا تشتري بثمن مهما عظم. وأحسب أن الجميع يتفق معي في أن دور شهدائنا اليوم لا يقل أهمية عن دور الرواد الأوائل، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وصحبوا المؤسس، الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمهم الله جميعاً، في ملحمة الرياض المجيدة، يوم الخامس من شوال عام 1319هـ، الموافق للخامس عشر من يناير عام 1902م، التي وضعت اللبنة الأولى في تأسيس هذا الوطن الشامخ الراسخ أبد الدهر إن شاء الله، لأن لا شيء يعدل فرحة (إخوان نورة) مثل استعدادهم للدفاع عنه بعقولهم الذكية النيرة، وسواعدهم السمراء القوية؛ وحتى الاستشهاد في سبيله إن اقتضى الأمر، تدفعهم عقيدة نقية خالصة، ونية صادقة، ويحدوهم أمل كبير في غد مشرق لوطنهم بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بجهد قادتهم الكرام من آل سعود الأوفياء لرسالتهم السامية النبيلة، وسواعد أبناء الوطن المخلصين.. وكل عام وطننا بخير.. وأهله يتقلبون في النعيم.. تحفهم رعاية الله وتحفظهم من كل مكروه.

 

في يوم الوطن.. التحية لشهدائه الأبرار
اللواء الركن د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة