ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/09/2012 Issue 14608 14608 الاربعاء 10 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

عطاء بلا ضجيج محمد بن عبد العزيز الراجحي
إبراهيم بن محمد السماعيل

رجوع

 

رحل وبهدوء رجل الخير والبر والوفاء الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي بعد معاناة مع المرض استمرت سنوات، رحل بجسده ولكنه بقي بأثره وعمله الخيري، لقد أدرك الشيخ محمد الراجحي أنّ الحياة وإنْ طالت لا بد لها من نهاية، وأن الموفّق من أيقن بالموت وعمل لما بعده، فسعى - رحمه الله - لضمان استمرار عمله بعد موته، وأمامه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث.. وذكر منها الصدقة الجارية)

لقد كان محمد بن عبد العزيز الراجحي - رحمه الله - لوحة مضيئة في فضاء العمل الخيري، وحقق مفهوم التكافل الاجتماعي واقعاً عملياً ملموساً على أرض الواقع، فهو مؤسسة خيرية في صورة رجل يبذل المال تلو المال إيماناً منه بأنه ما نقص مال من صدقة، أَعطى بلا ضجيج وبَذَل بلا منّه، محمد بن عبد العزيز الراجحي - رحمه الله - قدّم الكثير لهذا البلد كرجل أعمال عبر منظومة من المشاريع الاقتصادية (صناعية وعقارية وزراعية) وما غفل عن حق هذا البلد وأهله في هذا المال، فبذل وأعطى وتصدق ابتغاء وجه الله وساهم بدور بارز في دعم جهود الدولة التنموية وبرامجها لمحاربة الفقر، فأنشأ المجمعات الخيرية والمساجد وقدم الدعم والعون للشباب الراغبين في الزواج وللفقراء والمساكين وساعد الأيتام والأرامل والمحتاجين، وقد تميّز الشيخ الراجحي - رحمه الله - عن غيره من الأثرياء بأعماله الخيرية ومسارعته إلى إيقاف الأوقاف وتنظيمها، حيث كان له قصب السّبق في ذلك، وقد قامت فلسفته في تنظيم هذه الأوقاف على أساسين الأول ضمان استمراريتها، ولتحقيق ذلك وجّه كل وقف من أوقافه نحو مصرف معيّن (أيتام، زواج، مساجد، فقراء ... الخ)، ولم يترك الأمر مرتبطاً بمؤسسات يمكن أن يزول الوقف أو يتعطّل بزوالها، والأساس الثاني ضمان نموِّها، حيث خصص جزءاً من ريع كل وقف لإعادة استثماره وضمّه إلى رقبة الوقف الأصلي، كما حرص - رحمه الله - على توزيع هذه الأوقاف بين مدن ومحافظات المملكة من شماله إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، لقد منَّ الله على الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي بأن وفّقه لبذل جزء كبير من ماله لوجه الله تعالى، في الوقت الذي شحّ به الكثيرون ظناً منهم أنه سيبقى لهم، وما علموا أنه سيؤول إلى غيرهم، لقد أدرك الشيخ أنّ مَالَهُ من مَالِهِ إلاّ ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدّق فأمضى وأنّ إنفاق المال قربة من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، فجعل من إنفاق المال مطيّة للآخرة طلباً لما عند الله مما وعد به أهل البذل والعطاء، لقد عرف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي، أنّ المال مال الله وأنّ الله هو الواهب له والمنعم به، وأنه هو أحقّ من يُشكر وأنّ شكره يكون في بذل جزء من هذا المال في سبيله.

نسأل الله أن يجزي الشيخ محمد الراجحي خير الجزاء وأن يغفر له ويرحمه وأن يجعل ما قدّم من أعمال خيرية في موازين أعماله الصالحة، وأن يوفق رجال الأعمال بهذه البلاد المباركة للسير حذو الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي وأمثاله من أصحاب الأيادي البيضاء الذين سلّطوا أموالهم على هلكته في الحق فيبذلوا أموالهم ويعوا مسؤولياتهم أمام الله ثم أمام مجتمعهم، ويسهموا بدور في رفع المعاناة عن الفقراء والمعوزين.

(*) الرياض

Imis1234@hotmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة