ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/09/2012 Issue 14609 14609 الخميس 11 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

شاهدت قبل أيام تقريراً متلفزاً من لندن، يشير إلى أن بقاء التلميذ ساعة واحدة مع معلم غير جيد أو (سيئ) يؤثر في مجمل سلوكه المستقبلي. ويؤكد التقرير امتعاض الوزارة البريطانية المسؤولة عن التعليم من ذلك لورود مؤشرات تفيد بوجود مثل هؤلاء المعلمين، وقررت اتخاذ إجراءات إضافية من شـأنها مراقبة الفصول ومتابعة أداء التلاميذ وسلوكهم، وتدقيق غير مسبوق سيخضع له المعلمون، وأن المعلم غير المؤهل سيصرف لعمل آخر ينجح فيه. وكنت قبيل ذلك قد شاهدت تقريراً على مواقع التواصل، يُقال إنه من إحدى محافظات المملكة، يظهر فيه من قيل إنه مشرف طلابي، يجلد تلميذين بواسطة الفلكة؛ لأن معلماً ادعى أنهما ضحكا أثناء الحصة، وقبل هذا الحادث أوردت صحيفة إلكترونية خبراً مصوراً يظهر طلاباً في إحدى المدارس المتوسطة وهم ينفذون - كما قالوا - توجيهاً من مسؤول بالمدرسة بإنزال أكياس أسمنت من شاحنة صغيرة لتنفيذ صيانة بالمدرسة.

ويمكن التعليق الإيجابي السريع على ما سبق بالآتي: تكليف الطلاب بعمل ميداني جماعي ينصح به بعض خبراء التربية والتعليم (المدارس والمناهج التربوية)؛ فهو يبرز من خلال العمل الجماعي المهارات الفردية والتعليم بالممارسة والحث على روح الجماعة واكتشاف المواهب وتدوينها؛ لتنتقل مع ملف الطالب في المراحل التالية؛ ليمكن توجيهه حسب ميوله وقدراته. إذاً، إجراء المسؤول بالمدرسة لم يجانب الصواب كثيراً؛ فما ينقصه هو تنظيم العمل وإشعار التلاميذ بأهمية المشروع والهدف منه. أما ضرب التلاميذ المبرح بدعاوى بسيطة فهو - في نظري - مما يمكن استبدال التوجيه والتوعية وضبط النفس به ما أمكن، وأن يجعل المعلم من نفسه أباً رحيماً يستشعر المساحة الشاسعة بين ميزان عقله وعقول الصغار؛ ليمكن إدراك الفوارق الفردية وتجسيرها بالنصح والإرشاد والعطف واللين.. أليست المسألة تربوية تعليمية؟ أما ما يخص ملاحظات لندن على بعض معلميها فهو ما يبدو أنه لا يقتصر عليهم وحدهم؛ فالمعلمون بشر، منهم ذوو مهارات عالية وأمانة مهنية، ومنهم دون ذلك، ممن لا يبالون بأهمية تطبيق ما درسوه من وسائل ومناهج التربية والتعليم، وكأنه يريد وظيفة دون جهد مخلص، ومثل هؤلاء يشكلون عبئاً ثقيلاً على العملية التربوية، بل إن منهم من يسيء لها.

صباحات الأيام الأولى من بدء الدراسة شهدت أحداثاً، منها المضحك والمبكي والمزعج، فمن ذلك أن الطفل مشعل في أول ساعة له في عمره الدراسي يخرج من بين التلاميذ الصغار، ويتجه إلى والده الذي كان يرافقه فيسأله: متى الإجازة يا بابا؟! سؤال منطقي رغم أنه مضحك؛ إذ إن الطفل كان ينتظر من المدرسة الملعب الفسيح والمشهد البهيج والأناشيد الشجية التي وُعد بها من والديه والأقربين في الأسرة، فإذا به يصدم برجل يحمل عصا، وينهر الصغار، ويدفعهم إلى الفصول كنوع من التعويد على الطاعة من أول يوم، ومن المحزن جداً أن أباً في إحدى محافظات القصيم دهس طفلته الصغيرة التي كانت تستعد لركوب السيارة في أول صباح مدرسي فرحة جذلة بتحقق حلمها بالذهاب للمدرسة؛ لتلعب مع البنات كما كانت تأمل، لكنها انتقلت لموقع آخر مع الشافعين بإذن الله. ودمعة بدلاً من نقطة النهاية، على أمل العودة لهذه الصباحات.

t@alialkhuzaim
 

صباحيات مدرسية
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة