ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/09/2012 Issue 14609 14609 الخميس 11 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

الذين تابعوا كلمات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأمير دولة قطر لاحظوا تبايُّناً في اهتمامات المتحدثين، فالرئيس الأمريكي حرصَ أن يكون خطابه مُوجهاً للداخل أكثر مما هو مُوجه إلى الموجودين في قاعة الأمم المتحدة الذين يُمثلون الخارج.

أوباما أراد أن يُظهر للأمريكيين أن الإدارة الأمريكية لن تخضع للمحتجين الذين تظاهروا ضد الفيلم المسيء إلى رسول الهداية ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، فرغم أن الأمريكيين «حسب قول أوباما» يُشاطرون المسلمين الغضب على الفيلم ويعتبرونه تافهاً ومقززاً، إلا أن حرية التعبير لا يُمكن تقييدها حتى وإن أغضب ممارسوها مليار ونصف المليار مسلم، فالمسيح عليه السلام يُنال منه جزافاً، وإنه شخصياً يتعرَّض للسباب والشتم ويحترم وجهة نظر من يُوجه إساءات له.

أوباما الذي تجاهلَ ما يقومون به من إجراءات ضد أي شخص يتعرض لليهود أو يُشكك في رواياتهم كأرقام ضحايا الهولوكست، أوضح أن بلاده لا تستطيع منع مَنْ يتعرضون للرموز الدينية بما فيهم الأنبياء رغم ما يُسبب ذلك من إشعال الكراهية، لأن حرية الرأي مكفولة..!!

ولكسب الناخب الأمريكي تعهدَ أوباما بجلب من قتلوا السفير الأمريكي في بنغازي ومرافقيه الثلاثة للمحاكمة، واعتبر الاحتجاجات ضد الفيلم المُسيء خرجت عن حدودها بمهاجمة السفارات والبعثات الدبلوماسية، وأن الفيلم لم يُزعج المسلمين فحسب، بل أزعج الأمريكيين أيضاً.

الاحتجاجات والمظاهرات التي أعقبت بث «اليوتيوب» للفيلم المُسيء أخذت من وقت الرئيس الأمريكي المُخصص للخطاب أكثر مما كان متوقعاً للحديث عن مأساة ماثلة تكبُر كل يوم، تُحاصر الشعب السوري وتُسقط منه كل يوم ضحايا بالمئات وتهدد المنطقة والسلام العالمي، إذ جعل من المأساة السورية قضية ثانوية مُقدِّماً عليها مسألة النشاط النووي الإيراني ليُظهر أن الإدارة الأمريكية ليس في نيتها الاهتمام بهذه المأساة على الأقل حتى الانتهاء من انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ألقت بظلالها حتى على خطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة.

عكسْ الرئيس الأمريكي كان خطاب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي ركّز من خلاله على الأزمة السورية مُظهراً عجز مجلس الأمن في إيجاد حل يُنهي معاناة الشعب السوري، مؤكداً بأن تداعيات هذه الأزمة تُهدد السلام والأمن في المنطقة، وهو نفس ما تناوله خطاب أمير دولة قطر الذي اعتبر عجز مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية في إيجاد حلٍ لهذه الأزمة يُهدد السلام والأمن الدوليين.

خطاب أمير دولة قطر تضمَّن مقترحاً يتضمن إرسال قوات عربية لحفظ السلام ومنعْ القتل اليومي للشعب السوري، وإذ تعذَّر تحقيق هذا المطلب الذي يُطالب به الشعب السوري العرب جميعاً، فلا بد من إقامة منطقة آمنة تُمكِّن اللاجئين السوريين من الاحتماء بها من مجازر قوات النظام السوري، وأن يزود الجيش السوري الحر بمضادات للطيران تمنع الطائرات المقاتلة من عربدتها في الأجواء السورية والتي أصبحت ناقلة للدمار والقتل من خلال إلقاء «براميل التفجير» فوق المدن لهدم المنازل وقتلْ المدنيين من سكان تلك المدن.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
المأساة السورية أمام الأمم المتحدة
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة