ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/09/2012 Issue 14609 14609 الخميس 11 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ورحلت أم علي

رجوع

 

كنت على وشك الإيواء إلى فراشي كعادتي كل ليلة رمضانية من شهر الله الفضيل كانت ليلة الجمعة / السبت الثاني والعشرون من هذا الشهر كان الهدوء قد أناخ رحاله والسكينة ضربت أطنابها. والنعاس يداعب الجفون وفجأة تعالت رنات الثابت كاسرة هدوء المكان. حقيقة كانت تجتاحني هواجيس مقلقة كلما طرق سمعي رنات هاتف في ساعات سحر أولي كهذه وكنت أتمتم عسى خير كان على الطرف الآخر العزيز عبدالرحمن العماش... وصدقت هواجسي ورحلت أم علي وكانت دمعة... أكبر من كل مشهد... وأصدق من كل تعبير رحلت بعد سهد وعناء جسدي... وطول معاناة... وكبد وأنات رحلت النفس المطمئنة إلى عليين إن شاء الله حيث راحة أبدية تحت ظل رحيم كريم قابلت الأخ/ علي قبيل أسابيع وسألت عن حالة الوالدة أجاب تحت الأجهزة دعوت لها بحسن الختام... ووارف الجنان... ورقدة سلام كنت كلما لاحت فرصة في هذه الأزمنة المادية العفنة أنخت ركاب سيارتي عند بابها رحمها الله أطرق الباب... وبعد الأذان أدلف حيث كانت تجلس على سريرها متجللة ثوب الصلاة لاهجة بالدعاء والأذكار أقترب وأقبل الرأس الغالي... كانت بمثابة أم ثانية لنا جميعاً كنت كلما مر طيف والدتي بخيالي كانت أم علي بجانبها رحمهما الله توقفت عند خبر الوفاة وعادت بي عقارب الزمن نصف قرن تقريبا... حيث الشوارع المتربة... ولحظات الشقاوة في شارع الخر (الشانزليزية) خلال حقبة الثمانين الهجرية... وسراديب ذلك البيت الطيني العتيق كنا وكانت أم علي وأم العماش بلغة ذلك الزمان كانت الصدر الحنون والحضن الدافئ الذي طالما كفكف دمعه. وهدد خاطر. وجبر عثره صغير كانت معنا سحابة كل يوم تقوم بمهام الأم من اهتمام ورعاية وحتى وصلت إلى درجة الرضاعة في ظل مشاغل والدتنا رحمها الله في متجرها الصغير (متجر هاوردز) حيث كانت الساعد الأيمن للوالدة في إنجاز عمل أو خدمة زبون وشكل الاثنان ثنائي ذلك الزمان أم المطلق... وأم العماش في عالم الاقتصاد... وتنوع التجارة. وسهولة التعامل. كانت بمثابة نجده عاجلة... وخدمات طوارئ 24/24 كلما دعت الحاجة أو طرأ طارئ تحملتنا بكل شقاوتنا وشقوتنا. عنفوان تقلبات أمزجتنا. كانت رحمها الله جزءا من تاريخنا البسيط. وجزءا من كل تفاصيل حياتنا وركن من أركان منزلنا العتيق. شاركتنا كفكفة دموع وشهقات وأنات ذلك الزمان سوف تبقى أم علي قابعة في ذاكرتنا وسويداء قلوبنا كانت اللمسة العطرية التي جملت وعبقَت أجواء حياتنا سحابة الصيالتي بللت جفاف عروقنا الطيف الليلي الذي أوقد شموع آمالنا القلب الكبير الذي اتسع كل شغبنا ومشاغباتنا إلى جنان الخلد أم علي... والكل على نفس الدرب فالبشر خلق والموت حق ما أجمل لقاء الخالق في شهر فضيل ... وليلة عشر سماوية جليلة وليلة قدر متوقعة وجمعة فضيلة وجسد طاهر عفيف طبت حية وميتة يا منيرة الإبراهيم الدغيم حفظ الله الجميع.

محمد إبراهيم الغفيلي - أبو نوف - الرس

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة