ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/09/2012 Issue 14610 14610 الجمعة 12 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا يخدعكم العنوان المسطر أعلاه فاللُحُوم بحمد الله ليست مسمومة ولا فاسدة أو غير صالحة للاستهلاك الآدمي. الحكايَّة وما فيها أن سعر قطعة اللحمة الحمراء دخل في منافسة مع أسعار الذهب والألماس ولم يُعدُّ بمقدور محدود الدخل الحصول عليها ولا حتَّى التصوير بجانبها.

النَّاس ينتظرون فقط الحلول العاجلة وهم في غمرة هذا الانتظار فاجأهم معالي وزير الزراعة المهندس فهد بالغنيم بتصريح صادم ومحبط. يقول في تصريحه: “إن متوسطي الدخل لم يُعدُّ بمقدورهم شراء اللُحُوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعارها لذلك توجه النَّاس لشراء لُحُوم الدواجن نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة بالحمراء “. لي مع هذا التصريح الذي بعث على اليأس وقفات طويلة وسأضطر لاختصارها تناغمًا مع مساحة المقال المحدودة، فبعد حادثة “رح اشتر” الشهيرة جاءت حادثة شبيهة تعبِّر عن عجز المسئول عن ايِّجاد الحلول لخفض الأسعار المُوَلِّعة وكأنه يقول: لا تأكلوا لحمًا والدجاج أحسن لكم وأرخص مع العلم أن الارتفاع يشمل الدجاج فسعر الدجاجة المبردة بوزن كيلو غرام وصل إلى خمسة عشر ريالاً وهو سعر مرتفع جدًا، فالأسرة التي تستهلك دجاجتين في اليوم ستصرف تسعمائة ريال شهريًّا على اللُحُوم فقط وعليك أن تحسب بقيَّة المصاريف من إيجار ومواد غذائيَّة وملابس إلى آخر المصاريف فكيف تعيش الأسرة في ظلِّ هذا الغلاء؟ الأمر الآخر أن معاليه يتحدث عن متوسط الدخل، فهل معالي وزير الزراعة يعيش بعيدًا عن الواقع؟ متوسط الدخل الذي يتحدث عنه معاليه بدأ بالانقراض من زمن، والطبقة الوسطى شارفت على التآكل التام بفضل غلاء الأسعار وغلاء العقار والخسائر في أسواق الأسهم والديون المتراكمة على المواطن بسبب القروض البنكيَّة. قل أن تجد مواطنًا واحدًا لم يستدن من البنوك، فزادت نسبة المحتاجين ومن يعيشون على الكفاف. وفي المقابل زاد مال التجار فأثروا ثراءً فاحشًا من جشعهم واستغلالهم للناس.

معاليه لم يأت بشيء جديد بالنسبة لغلاء اللُحُوم واكتفي بتشخيص المشكلة دون طرح الحلول. غلاء اللُحُوم الحمراء بدأت بوادره بالظهور من أربع سنوات تقريبًا ولم تتحرك الجهات المسئولة لإيقاف هذا الغول إلى أن بلغ سعر الذبيحة متوسطة الحجم ألف وخمسمائة ريال. وزن الذبيحة إجمالاً يقدر بخمسة عشر كيلو غرامًا وبعد تصفيَّة العظام والشحوم يصل الوزن إلى سبع كيلوات ونصف أي أن سعر الكيلو الصافي يعني لحمة حمراء خالصة بمائتي ريال وعليه فالأسرة التي تستهلك كيلوجرامًا صافيًا في اليوم تصرف ستة آلاف ريال شهريًّا وهو ما لا يقدر عليه المواطن محدود الدخل على اعتبار أن الإنسان متوسط الدخل نادر الوجود وأخشى أن يأتي اليوم الذي لا يكون له وجودٌ وهو أمرٌ خطيرٌ سأتحدَّث عنه في مقال مستقل لأهميته في حفظ توازن المجتمع. اللحمة الحمراء غاليَّة ولُحُوم الدجاج آخذة في الارتفاع الجنوني وأمام هذا الجحيم لن يظفر محدود الدخل ولا بالكتاكيت وسيُضْطر للتوجه قسرًا لصيد الطيور والضبان والجرابيع حتَّى تفنى الحياة الفطريَّة. النَّاس تريد الحلول العاجلة يامعالي الوزير وخذ بعضًا من الأفكار التي طرحها خبراء اقتصاديون، ومؤكد أَنَّك تدركها مثل دعم هذه السلع بنسبة لا تقل عن 30 في المئة، ودعم مشروعات تربيَّة الأغنام والدواجن وفتح أبواب الاستيراد من مختلف الدول كي لا يحرم محدودو الدخل من أكل اللحوم.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15
 

مسارات
لا تأكلوا لحمًا!
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة