ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/09/2012 Issue 14610 14610 الجمعة 12 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يفكرأحدٌ منا في الوصول إلى مكان ما..فعليه أن يفكر بعمقٍ وتأنٍ أي الطرق يسلك ليتجاوز الازدحامات المرورية الخانقة.. ويتفادى أزمة السير المزمنة التي تعاني منها غالبية مدن المملكة، وخاصة مدينة الرياض.. اختناقات مرورية وأزمة سير باتت تشكل أحد أخطر الآفات المدرجة في خانة مسلسل آفات مستعصية الحل، وبالتالي تحتاج إلى تشخيصٍ شامل لطبيعتها التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم رغم أنها مؤشرٌ لنبض وزخم الحياة.

فإذا كانت معالجة أي أزمة تصادفنا [وما أكثرها من أزمات] تبدأ بمعرفة الأسباب التي بلورت هذه الأزمة وزادت من تفاقمها فما بالك إذا كنا أمام أزمة كبرى بل معضلة من معضلات عصرٍلا يفتأ يسوق لنا كماً من أزمات معطياتُها آثارٌ مريرة اقتصادياً ونفسياً واجتماعياً.. معضلة الازدحام المروري الذي أصبح جزءاً من الروتين اليومي لكل مواطن ومقيم وطوابيرالسيارات التي تتجاوزفي بعض الأحيان عدة كيلومترات طولاً فتشكل منظراً مألوفاً معتاداً في الطرقات والطرق الرئيسية.. إذن أين تكمن أسباب ظاهرة الزحمة الخانقة التي تطال وتعم غالبية الطرق خاصة في فترتي الصباح والظهيرة، وبالتالي تشكل هاجساً مقلقاً للمواطن الذي يبقى لساعات طويلة محصوراً في عنق زجاجة مرورية ؟ وهل الأزمة محصلة ونتيجة اجتماعية قبل أن تكون معضلة هندسية مرتبطة بإجراء إصلاحات وتوسعة في هذا الشارع أو ذاك ؟وهل هناك شيء من التوافق والتناسب بين كمٍ هائل من مركبات وعدد المستخدمين لها ؟ وهل يمكن أن تعترف تلك الفئة التي لا تتقن أو حتى تلتزم بفن وأخلاقيات القيادة بأن عليها ترك المجال لغيرهم ممن هم أهلٌ للجلوس خلف مقود المركبة والالتزام بأخلاقيات القيادة على الطرق..؟ والسؤال الأهم والذي يأخذ حيزاً كبيراً من التفكيرعند كثير من الناس...هل يشكل حس المغامرة عند بعض المواطنين أوالسائقين لُبً أزمة السير والاختناقات المرورية؟ قائمة طويلة من أسئلة متراكمة ولا تخلو من إضافات قد تستجد بين الحين والآخر لتزاحم مجمل الأسئلة المتراكمة.. وتدخل في صلب الأزمة وتصبح جزءاً لايتجزأ من منظومتها المستديمة.. والضريبة التي ندفعها جميعاً هي هدر الوقت والمال والطاقة وضحايا الطرق.. ضريبة ترتفع تكاليفها يوماً بعد يوم مع تزايد نمو عدد المركبات بتزايد الانفجار السكاني الهائل ومع ذلك، يظل استعمال الطريق أمراً حيوياً يطال الجميع دون استثناء رغم كل أسباب الاختناقات المرورية التي لا تعد ولا تحصى.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية بين فترة وأخرى للحد من الأزمة المرورية.. تضع الخطط وتحاول جاهدة إيجاد حلولٍ جذرية لردم بؤر اختناقات السير المتزايدة والتي تخرج عن السيطرة في كثيرمن الأحيان إلا أن المشكلة لازالت قائمة وفي تزايد ولا أبالغ إن وصفتها بمشكلة ناقصة ومبتورة إذا لم نضع في الاعتبار الأبعاد المغايرة لآفة استثنائية تحول الطرق للعشوائية والفوضى.. وتتطلب عدم إسقاط المحاسبة والهيبة من قاموس القوانين المرورية بأي شكلٍ من الأشكال...

آفة تميزت بها فئة من الناس سائقين أم مشاة...وعذراً إن اطلقت عليهم مسمى [صعاليك الإسفلت] يتذمرون ويشتكون من الإختناقات المرورية وأزمة السير وهم من يصنعونها..! يمارسون المخالفات وهم الأكثر اعتراضاً على أزمة السير والأكثر شكوى من [لاأخلاقية] السائقين والمشاة..! فأن نرى مثلاً سيارة أحدهم تسير إلى الخلف في أحد الطرقات أو نراه يركنها في وضعٍ مخالف فهذا أمرٌ ليس بغريب فقد اعتاد على ذلك...وأن نرى سيارة آخر تنعطف وبشكلٍ فجائي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون استخدام إشارات الانعطاف فهذا أيضاً أمرُ لا بأس به وليس بمستغرب...! أن نرى من يجتاز الإشارة الحمراء ويعاكس السير لينتقل للجانب الآخر من الطريق فهذه شطارة وبراعة ودهاء ينم عن حس المغامرة..! أن يتبارى الهواة لإبراز مهاراتهم البطولية على الطرقات دون وعي للأخطار التي قد تلحق بهم وبغيرهم فهذا وللأسف يُعد في نظرهم غاية البراعة التي تجمع المجد من أطرافه..! فلا غرابة إذن إذا كنا نحن من يسكب الزيت من الإبريق ! وبعدها نتذمر وننتقد...نشتكي ونلقي باللائمة على الغير.

فإذا كانت إشكالية زحمة السير والاختناقات المرورية هي أحد أبرز وأهم الإشكاليات التي تشغل وتؤرق بال المواطنين والمسؤولين على حدٍ سواء...فكم من علامة استفهام تأتي بعد سيلٍ لا متناهي من أسئلة تتزاحم في الذهن كتزاحم السير على الطرقات، وكم من أسئلة خلف كل أزمة سير وتبحث عن إجابة.

zakia-hj1@hotmail.com
 

عود على بدء
علامة استفهام..؟ بعد كل أزمة سير
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة