ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/09/2012 Issue 14610 14610 الجمعة 12 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

حال السلف مع القرآن

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن دار الحضارة للنشر والتوزيع صدر كتاب (حال السلف مع القرآن)، تأليف د. بدر بن ناصر البدر. وجاء في المقدمة:

إذا نظرنا في سير الصحابة، ومن بعدهم سلف هذه الأمة، نجدهم قد تلقوا هذا القرآن الكريم مدى الشرف الذي حباهم الله به؛ فأقبلوا عليه يحفظونه ويرتلونه آناء وأطراف النهار، جعلوه غذاء أرواحهم وقوت قلوبهم وقرة أعينهم، نفذوا أحكامه وأقاموا حدوده وطبقوا شرائعه، طهرت به نفوسهم وصلحت به أحوالهم ودعوا الناس إليه ورغبوهم فيه.

قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: إن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه سبحانه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغي؛ فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد؛ فالفقيه يستنبط منه الأحكام ويستخرج منه حكم الحلال والحرام، والنحوي يبني منه قواعد إعرابه ويرجع إليه في معرفة خطأ القول من صوابه، والبياني يهتدي به إلى حسن النظام ويعتبر مسالك البلاغة في صوغ الكلام، وفيه من القصص والأخبار ما يذكر أولي الأبصار، ومن المواعظ والأمثال ما يزدجر به أولو الفكر والاعتبار، إلى غير ذلك من علوم لا يقدر قدرها إلا من علم حصرها.

وقد جاءت أقوال السلف الصالح - رحمهم الله - المروية عنهم حاثة على التمسك بالقرآن والسير على نهجه والتزام طريقه والعمل به، فمن ذلك أن جندب البجلي خرج في سفر له فخرج معه ناس من قومه حتى إذا كانوا بالمكان الذي يودع بعضهم بعضاً قال: أي قوم، عليكم بتقوى الله، عليكم بهذا القرآن فالزموه على ما كان من جهد وفاقة؛ فإنه نور بالليل المظلم وهدى بالنهار. وعن زيد بن جبير قال: قال لي أبو البحتري الطائي: اتبع هذا القرآن فإنه يهديك.

والمروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في هذا المعنى والحث عليه كثير، من ذلك قوله: إن هذا القرآن مأدبة الله في أرضه فمن دخل فيه فهو آمن، آمن من عذاب الله وعقوبته لمن خالفه، وهو آمن أيضاً من فتن الشبهات والشهوات، وهو آمن أيضاً من الانحراف والزيغ والضلال، ولا يكون العبد من أهل القرآن حتى يتعلمه ويعمل به ويتلوه حق تلاوة.

قال عمر رضي الله عنه: تعلموا كتاب الله، تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله.

والمؤمن الصادق هو الذي ينظر حاله مع كتاب الله تعالى من حيث الإيمان التام والتصديق الجازم به، ومن حيث السمع والطاعة له والوقوف عند حدوده والعمل به، وبهذا انقسم الناس. وقد بيّن ذلك أبو موسى الأشعري رضي الله عنه بقوله: إن هذا القرآن كائن لكم ذكرى، وكائن لكم أجراً، وكائن عليكم وزراً، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه فيقذفه في جهنم.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة