ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 29/09/2012 Issue 14611 14611 السبت 13 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تحدث الرئيس الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مصري مدني منتخب يقف من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك في دورتها الحالية؛ فانطلق بحماسة مفرطة مبتدئاً بالقضية الفلسطينية التي اعتاد الزعماء العرب في كل العصور والعهود أن تكون قضيتهم الأولى في الخطابات والمناسبات وتكون قضيتهم الأخيرة في الواقع والقرارات! ثم عرج إلى ما يحدث في مصر من تغيرات جذرية في بنية الحياة العامة الاقتصادية والتنموية والإصلاحية، مبيناً عن الجهود المبذولة للخروج من مخلفات العهود العسكرية الماضية، ثم عرج على القضية السورية فازداد حماسة توهجاً وخرج على النص المكتوب وتدفق تلقائياً بخطابية مثيرة مهدداً ومتوعداً بأنه «لن يسمح باستمرار الوضع المأساوي في سوريا» ولن يرضى أبداً بأنهار الدماء التي تسيل، ولا بالمدن التي تهدم وتحرق، ولا بالتهجير والتعذيب».

ويقول: إنها مأساة حقاً، ولابد من توقفها، لكنه أيضاً لن يرضى عن تدخل أجنبي ولا بتقطيع أوصال سوريا!

جميل جداً يا فخامة الرئيس هذه الحماسة والخطابية المثيرة التي تكشف كم أنت مستاء من تدهور الوضع الذي لم يعد محتملاً ويزداد سوءاً كما يؤكد مبعوث الأمم المتحدة أيضاً الأخضر الإبراهيمي! جميل أنك تعلم أن الوضع مأساوي، وأن الإبراهيمي لم يتأكد من أن الوضع مأساوي إلا بعد أن وطأت قدماه أرض سوريا التي تحترق؛ لكن الأجمل والأوفق والأقرب إلى البحث عن طريق الخلاص يا فخامة الرئيس أن تدلنا على الحل السريع الذي يوقف المأساة؟! وأنت على قمة أكبر دولة عربية تملك مقدرات هائلة من العقول والتجربة السياسية الممتدة وأنت منسل من جماعة حزبية هي جماعة الإخوان المسلمين التي يا طالما ناضلت وكافحت ووضعت في بيرقها الرسمي سيفين وبينهما القرآن الكريم وتحته آية {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}، فماذا يا ترى اتخذت من حلول عاجلة لا تقبل التأخير أو المماطلة مع إخوانك العرب والمسلمين لوقف هذا النزيف ولإزاحة الحاكم المجرم المستبد الذي صرحت بأنه لابد من تغييره وأن الحلول الترقيعية أو الإصلاحية التي يدعيها النظام لن تجدي؟!

أتزعم أن جهدك في عقد رباعية استضافتها القاهرة كان أحد أطرافها شريك في الجريمة التي هي إيران كان كافياً أو مبشراً بحل؟ كيف تضع يدك في يد تقطر من نزيف دماء الأبرياء؟ وأنت قد وقفت على منبرهم منكراً ما يحدث في سوريا؛ لكنك لم تستطع أن تشير إلى أنهم شركاء في صنع هذه المأساة؟!

إن جماعة الإخوان المسلمين وقد تربعت على أكبر عاصمة عربية كأول تجربة عربية في الحكم بعد التجربة الإسلامية في تركيا على المحك؛ فإما أن تكشف عن صدق نواياها وطهارة تحالفاتها وتقدم للأمة (وهي أعلم بمصطلح الأمة) ما تطمح إليه منها؛ أو أن مثل هذه الأزمة الدموية الساخنة ستكون هي المحك، وتبين المخفي المبطن من الاتفاقات السرية غير المعلومة ولا المعلنة إلا لذوي الأفهام البصيرة النيرة مع العرب ومع العجم، ومع الأبالسة في الغرب وفي الشرق؛ لتكون الجماعة سيدة فحسب، سيدة تتلهى بآلام الأمة وتبني على أناتها أهرامات سلطتها، وعلى أحلامها بغد أكثر نضارة وجمالاً وزهواً مستقبلاً لن تنال منه سوى الشعارات والخطابات؛ أما الكلمة الفصل فهي للقوى الباغية المتسيدة في العالم التي أمعنت في إصرارها على أن يكون العرب والمسلمون لا عرباً ولا مسلمين، وأن يكونوا حسب «الشرق الأوسط الجديد» كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية غير الشرق الأوسط القديم، السيادة فيه ليست لأهله؛ وإنما لمن لا يمكن إلا أن يتعبد بالإله الجديد في العالم، أمريكا ومن في دولابها من ديار الغرب؛ وهي: إسرائيل وإيران. أما الاستهلاك الإعلامي الفج عن عداء إيران وحزب الله وسوريا لأمريكا، وأنها التي تمثل المقاومة والممانعة فأمر مضحك لا ينطلي إلا على السذج؛ فبشار وإيران وحزب الله ينهضون جميعاً بأشرس مهمة لو قامت بها إسرائيل لاشتعلت حرب عربية إسلامية إسرائيلية؛ وهي إبادة الشعب السوري عن بكرة أبيه، وتسوية مدنه بالأرض؛ لئلا تقوم له قائمة؛ لأن الغاية أن تظل إسرائيل سيدة المنطقة في الوسط وإيران سيدة المنطقة في الشرق كمرحلة أولى لمفهوم الشرق الأوسط الجديد!

نريد من الجماعة أن تطبق نظريتها الأزلية القديمة التي لم يتحقق منها بعد شيء «الإسلام هو الحل» نعم هو الحل؛ لكن متى وكيف؟

moh.alowain@gmail.com
mALowein@
 

كلمات
محمد مرسي: لن نسمح باستمرار الوضع المأساوي في سوريا!!
د. محمد عبدالله العوين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة