ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 29/09/2012 Issue 14611 14611 السبت 13 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يثبت رجل الأعمال الأمريكي بيل قيتس أنه إنسان من طراز فريد ونادر في هذا العالم المادي الذي نعيش فيه، وكلما قرأت مبادرة جديدة له، خطر على بالي على الفور معظم أثريائنا، الذين لا يكلون أو يملون من جمع المال والمزيد منه، وليتهم يكتفون بهذا، بل إنهم يضايقون الفقراء من المواطنين في الخدمات المجانية التي تقدمها الدولة، فتجدهم يتعالجون في المستشفيات الحكومية، ويصرون على قبول أبنائهم في الجامعات الحكومية، على الرغم من وجود من هو أكفأ منهم من الفقراء، ولا أعتقد أن معظمهم سعيد بتوظيف المواطن في شركاته، لذا فقد اضطرت الدولة إلى إجبارهم على ذلك، وهذا أمر مؤسف، لذا ندعوهم لقراءة ما فعله السيد قيت.

لقد تبرع قيت بمعظم ثروته للأعمال الخيرية، ولم يكتف بذلك، بل إنه يعمل بلا كلل لحث الأثرياء الآخرين على القيام بذات العمل، وقد تبنى مشروعا لهذا الغرض في عام 2010، يهدف إلى حث رجال الأعمال الأمريكيين على التبرع بنصف ثرواتهم أو أكثر، وقد أثمر ذلك عن انضمام مجموعة من الأثرياء له في هذا المسعى الإنساني، إذ وصل عدد الذين تعهدوا بالتبرع بنصف ثرواتهم إلى اثنين وتسعين متبرعا، من أبرزهم مؤسس شبكة سي إن إن الإخبارية تيد ترنر، وريد هاستنق، وعمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبورج، والمخرج الشهير جورج لوكاس، وغيرهم ممن اقتنع تماما بالرؤية الإنسانية لبيل قيت، والغريب أن مثل هذه الأخبار التي يتم تداولها على نطاق واسع لا تحرك الغيرة لدى معظم أثريائنا، على الرغم من أنهم أحق بهذا العمل الذي يحث عليه ديننا من غيرهم، ولكن لله في خلقه شؤون.

كان أول من تحمس مع مشروع قيت هو الثري الآخر وارين بافيت، العصامي الذي جمع ثروة طائلة، ومع ذلك فلا يزال يعيش حياة بسيطة جدا، إذ تبرع بمعظم ثروته للأعمال الإنسانية، ولأن هناك استثناء لكل قاعدة، فقد رفض الثري دونالد ترامب التعاون مع مشروع قيت، وسخر منه قائلا إنه لم يتعب طوال حياته لجمع المال ليعطيه للفقراء الكسالى، وإنما فعل ذلك ليستمتع بحياته، ويورثه لأولاده، ومع يقيني التام بأنه من أصول أوروبية خالصة، إلا أن هذا لا ينفي بالمطلق أن هناك دماء عربية تسري في عروقه، ولو عن طريق أحد أجداده الأبعدين!

وفي الأخير، نؤكد أن هناك أثرياء نفخر بهم، إلا أنهم قلة لا تكاد تذكر، كما أن مساهماتهم الخيرية غير منتظمة، ويتولى تدبيرها من ينفقها بشروط مجحفة، وأحيانا مذلة، ويذهب معظمها لمشاريع لا تخدم المحتاجين، ولذا فإننا عندما نقرأ هذه الأعمال الإنسانية الكبيرة لأثرياء الغرب نشعر بخجل شديد، ويحار المرء كيف يشرح ذلك للأجيال الجديدة.

فاصلة: «الذين يؤثرون المصالح على المبادئ يخسرون الاثنتين».. ديويت ايزنهاور.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
ثراء المال وثراء الروح!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة