ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 30/09/2012 Issue 14612 14612 الأحد 14 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

تزداد شكوكي وتتجه نحو الترجيح إلى أن ثمة علاقة تنسيقية ما بين القاعديين والإيرانيين. وفي ظني أن قيادات القاعدة العليا تسعى بخطىً حثيثة لكي تصبح عملياً (مسدساً للإيجار) لأي أحد، بعد إحكام محاصرة تمويلاتها التي كانت تأتيها من بعض المغفلين والسذج المسلمين، ومنهم للأسف سعوديون، الذين يرون أنها (حركة مجاهدة)، ومن جهّزَ غازياً في سبيل الله فقد غزا.

سعد بن لادن ومعه مجموعة من أقطاب القاعدة كان (وربما ما زال) يعيش بالحفظ والصون في إيران، وقد كشفتهم إحدى بنات ابن لادن واسمها على ما أتذكر (إيمان) عندما لجأت إلى سفارة المملكة في طهران عام 2009، وطالبت بترحيلها إلى المملكة. كما أن تقارير متواترة تؤكد أن سعد بن لادن يتبوأ مرتبة قيادية متقدمة في (القاعدة) منذ العام 2003، وأنه يشارك في قيادة الشبكة الإرهابية للتنظيم من الأراضي الإيرانية ومعه مجموعة من القاعديين الذين هربوا من أفغانستان إلى إيران. وكان أحد قياديي القاعدة واسمه (سيف العدل) مصري الجنسية قد أعطى التعليمات لتنفيذ عملية (مجمع المحيا) في الرياض من إيران؛ وطبقاً لمعلومات تلك التقارير فإن قوة خاصة من وحدات (قوة القدس) التابعة للحرس الثوري الإيراني تتولى حماية نجل ابن لادن وبقية القاعديين في إيران، ولا أعتقد أن الأنباء التي تحدثت عن مقتل سعد بن لادن صحيحة، فليست في تقديري سوى تمويه لإبعاد الأنظار عن علاقة إيران بالقاعدة.

أعرف أن هناك من سيطرح التعصب السلفي المذهبي الذي يُبديه السلفيون الأقحاح تجاه الشيعة للرد على ما أقول، استناداً إلى أن التعصب المذهبي هو من ثوابت السلفيين، هذا - طبعاً - على اعتبار أن القاعديين سلفيون. القاعدة حركة محض سياسية وإن ادّعَت كذباً وزوراً وبهتاناً السلفية، ولن يعوزها المبرر ولن تعدم الحيلة والذريعة إذا وجدت مصلحة في التعامل حتى مع إبليس كما هو ديدن الميكافليين؛ فهي تقترب من طريقة السلف متى أرادت، وتُفجر المنهج السلفي وتنسفه رأساً على عقب إذا وجدت أن مصالحها الغائية تقتضي ذلك. خذ جواز (الانتحار) وقتل النفس، ثم اعطني عالماً سلفياً واحداً مُعتبراً خلال ألف وأربعمائة سنة أجاز هذا الفعل الشنيع قطعي الحرمة؛ في حين أن الفرقة الوحيدة في الإسلام التي أجازت هذا الفعل هم (الحشاشون) وهي فرقة يُقال أنها تنتمي إلى المذهب الإسماعيلي مع أن الإسماعيليين أنفسهم يتبرؤون منها؛ كما أن نزع يدٍ من طاعة، وخلع البيعة، هي من المحرمات (قطعاً) لدى السلفيين إلا بكفر بواح عليه دليل ناصع، ومع ذلك هاهم يخلعون البيعة ويُبدلونها ويُغيرونها كما يُغيرون ملابسهم، غير مكترثين بتبعات ما يُقدمون عليه؛ رغم أن (كل) علماء السلف وكذلك الخلف لم يتجرأ واحدٌ منهم له مكانة وقيمة واعتبار أن يقولَ بما يقولون به؛ وأمامك كتب فقهاء السلف فعُد إليها؛ هذا يعني أن اهتمامهم بالسلف وقيم السلف وفكر السلف ومقولات السلف وموروثات السلف هو اهتمام شكلي، يقتصر على اللباس، والمظاهر، وإطالة اللحى وتقصير الثياب، وبعض الجزئيات والسنن، لمجرد ذر الرماد في العيون، أما إذا جاءت القضايا السياسية أصبحوا ساسة، يتحالفون مع الشيطان طلباً لتحقيق المصلحة، ويضربون بكل مبادئ وثوابت السلف وقيمهم وأقوالهم عرض الحائط.

كما أن كل حركة أيديولوجية قد تبدأ ذات أهداف وثوابت ومبادئ لا تحيد عنها مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات، غير أنها تنتهي في الغالب إلى حركة محض سياسية تحسب خطواتها وتحركاتها وتحالفاتها انطلاقاً من المصلحة، حتى وأن اقتضت الضرورة أن تتحالف مع أعدائها الأيديولوجيين سابقاً، أو أن تسرق، أو تبيع مبدئها، أو أن تخطف وتطلب فدية كما فعلوا بالدبلوماسي السعودي في اليمن عبدالله الخالدي؛ ولن يعدم أصحاب الأهواء هؤلاء الذريعة والدليل في الخروج من المأزق والتناقض بإنزال النصوص في غير منازلها كما هو ديدن القاعديين في أكثر من حالة.

إلى اللقاء

 

شيء من
القاعدة وإيران
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة