ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 01/10/2012 Issue 14613 14613 الأثنين 15 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ذات مســاء تحدثنا أنا والزميل الأستاذ محمد العبدي مدير تحرير الشؤون الرياضية، ونحن خارجان معاً بعد يوم عمل في الجريدة حول أسباب انقطاع زيارات الرموز من المثقفين والأدباء والباحثين عن الأقسام الثقافية والفنية والتراثية والشعر الشعبي في صحيفتنا الجزيرة؟!.. لا أدري: هل ذكر القسم الرياضي أم لا..؟

الزميل العبدي ذكر الأمر على هيئة سؤال جميل وأنيق، وانصرفنا عبر البوابة الزجاجية اللامعة بعد أن عقم العبدي يديه بمطهر أو محلول السلامة بوعائه المعدني الصقيل، فيما لم آبه بأمر التعقيم لتكريس مفهوم قرويتي وريفيتي التي لا تجعلني أحرص على مثل هذه السوائل على الرغم من أنها عادة صحية قد تكون مفيدة ولا غبار عليها!!

فلماذا إذاً هذا الغياب للرموز المعرفية والوجوه الإبداعية عن الأقسام الثقافية؟! .. سؤال العبدي لا بد لي أن أبحث له عن إجابة! ولا أتركه يذهب أدراج الرياح، أو يتوه في حي الصحافة وشوارعها في مساء كهذا.

بل ربما سأحمله للزميل الدكتور إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية لعلي أعثر لديه على إجابة ما، تعيد ترتيب أولويات وأسباب انقطاع هؤلاء الرموز من المثقفين والمبدعين من أن يغشوا أقسام الثقافة والأدب في الصحافة. وإن كان هناك سبب أو مسبب.. فمن أين؟

سأنبري للحديث عن ذكريات جميلة في تلك اللقاءات التي كانت تمس جوهر هذه الظاهرة الصحية والمساندة العفوية التي كان يمارسها الكثير من المبدعين من كبار المقام والوسط والمبتدئين، لا سيما حينما يكون الحضور في ليلة صدور الملحق الثقافي أو الأدبي أو الملف في أي مجلة.. حيث تضيء بهجة اللقاء وهي تختلط بروائح حبر الطبعة الأولى الذي لا ينساه أي شخص أدرك تفاصيل العمل الصحفي وألم به، وتفاعل معه من قبيل المشاركة في الكتابة، أو العمل التحريري، أو الإجازة، أو الصياغة، أو المتابعة الفنية على مختلف مراحلها.. فكانت الأحبار والأوراق والحروف تتحد معا في الذائقة لتطرز مفهوم التواصل الجميل.

فالأمر ليس مشكلة داخلية لدينا نحن في الجزيرة، أو يمكن أن نقول عنها إنها قضية إجرائية في الصحف بشكل عام، إنما هي حالة نلمسها عند الجميع وفي مختلف المطبوعات، حيث نستشعر عزوف البعض من هؤلاء الكتاب والمثقفين ورموز العمل الصحفي عن متابعة ما ينشر، ناهيك في الحرص على الحضور والإطلالات وإن كانت متباعدة، ولو من باب هذا التقليد الجميل في انتظار صدور الملاحق الثقافية.

أما لو تلمسنا مزيداً من الأسباب فإن التقنيات الحديثة ستطل برأسها وسنوجه إليها سهام النقد بأنها هي المتسبب فعلا في قتل هذه الفكرة الجميلة عند هؤلاء حيث بدأ العمل يأخذ شكل التواصل الالكتروني، وترتيبات العمل التقني، وتشعب الصحافة في فروع كثيرة، فلم تعد الثقافة هي الحاضرة بملاحقها وملازمها.

عزوف الرموز الثقافية والأدبية عن ممارسة دورهم الريادي ولو في هذا التقليد - على الأقل - عززه اعتمادهم على توقيع مؤلفاتهم وإهداء مطبوعاتهم في مناسبات وأماكن أخرى غير أجواء الصحف وحميمية الأقسام الثقافية.

كما أن انحسار الأثر الثقافي والأدبي في الذائقة، وتطور تقنيات النشر وتعددها ربما يكون سبباً من هذه الأسباب أيضاً، فلم يعد المد التنويري مرتبطا كما في السابق في الطرح الصحفي والمقالي أو متبنياً له أو داعما لتحولاته وخطاباته، إنما باتت هذه التجارب - إن وجدت - جزءا بسيطا من كليات العمل المعرفي والصحفي.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
سرُّ الغياب؟!
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة