ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 01/10/2012 Issue 14613 14613 الأثنين 15 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محاضرة

 

زار جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وحاضر عن الاعتدال السعودي.. سمو ولي العهد:
الاعتدال ليس شعارًا براقًا يرفع بل منهج شامل والتزام بمـبدأ يحقق الخير والنماء

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

رجوع

 

جدة - عبدالله الدماس وعبدالله الزهراني:

قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مساء أمس الأول بزيارة جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

وكان في استقبال سموه لدى وصول مقر الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ومعالي وزير التَّعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب.

وفور وصول سمو ولي العهد صافح وكلاء الجامعة، ثمَّ اطلع سموه على معرض (الاعتدال السعودي: شواهد ومواقف) الذي يجسِّد مراحل من حياة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله- في المجالات التاريخيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة.

وبعد أن أخذ سموه مكانه في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة ألقى مدير جامعة الملك عبد العزيز كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد في زيارته للجامعة وإلقائه محاضرة عن منهج الاعتدال السعودي، منوهًا باطِّلاع سموه على مشروع منارات المعرفة.

كرسي للأبحاث

وأعلن معاليه موافقة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز على إطلاق كرسي علمي في الجامعة باسم سموه في مجال أبحاث الطاقة بتكلفة إجماليَّة قدرها 6 ملايين ريال يركز على إجراء الأبحاث في مجالات الطاقة المختلفة.

ثم قدم الأمير خالد الفيصل سمو ولي العهد لإلقاء المحاضرة التي سيتحدث فيها عن مؤسس منهج الاعتدال السعودي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مرحبًا بسموه في هذا المساء المبارك.

كلمة سموه

عقب ذلك بدأ سمو ولي العهد محاضرته فقال فيها:

الإخوة والأخوات أعضاء هيئة التدريس.

الأبناء والبنات الطلاب والطالبات.

الإخوة والأخوات الحضور.

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسعدني أن أكون معكم هذا المساء في رحاب جامعة غاليَّة على نفوسنا جامعة المؤسس، جامعة الملك عبد العزيز التي بدأت بفكرة من نخبة خيَّرة من أبناء الوطن من أهالي جدة كجامعة أهليَّة، ثمَّ تعهدتها الدَّوْلة لتصبح من الجامعات الحكوميَّة الرائدة ولله الحمد.

وأشكر لمعالي مدير الجامعة وزملائه على دعوتي ومشاركتكم هذا اللقاء الذي أعتزُّ به.

منهج عظيم

الإخوة والأخوات: الاعتدال منهج عظيم يحكم شؤوننا الدينيَّة والدنيويَّة، ولهذا حثَّ عليه الدين الإسلامي الحنيف في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} وسلكه نبيَّنا محمد عليه الصَّلاة والسَّلام وأصحابه والتابعون رضوان الله عليهم. فقد ثبت عن الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: (القصد القصد تبلغوا) والقصد هو الوسط بين الطرفين. وقال الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)، والاعتدال ليس كلمة تُقال، أو وصفًا لموقف أو شعارًا براقًا يرفع، وإنما منهج شامل والتزام بمبدأ يحقِّق مصالح عامة تهدف إلى الخير والنماء.

وحدة عظيمة

والاعتدال يشمل جميع نواحي الحياة، فهناك اعتدال في الأكل، واعتدال في الكلام، واعتدال في التَّربية، واعتدال في الإنفاق، واعتدال في التَّعامل وغير ذلك من شؤون الإنسان بصفة عامة.

والملك المؤسس عبد العزيز -رحمه الله- طبَّق منهج الاعتدال متبعًا في ذلك نبيَّنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم، وسيرة أسلافه، حيث اعتدل في مواقفه ورؤيته وسياساته، فكانت هذه الوحدة العظيمة التي ننعم بها جميعًا اليوم ولله الحمد والمنَّة.

فلقد اعتدل عبد العزيز في إعادة تأسيس الدَّوْلة السعوديَّة على المبادئ ذاتها التي تأسست عليها الدَّوْلة الإسلاميَّة الأولى، والدَّوْلة السعوديَّة الأولى، والدَّوْلة السعوديَّة الثانيَّة، فلم يكن مغامرًا أو مجازفًا بحياة الآخرين سواء ممن كانوا معه أو أولئك الذين كانوا من خصومه.

وبالرغم من نجاحه في توحيد البلاد بتوفيق من الله، ثمَّ بمساندة رجاله من أنحاء البلاد لم ينتقم أو يحقد على أحد، وإنما اعتدل ورضي بما تحقق، وشغل نفسه بما يحقِّق الأمن والرَّخَاء للجميع، بل ومن تميز اعتداله -رحمه الله- أنه استعان بهم في مناصب الدَّوْلة ومسؤولياتها، وحفظ كرامتهم.

لا تطرف ولا تفريط

واعتدل عبد العزيز في سياسته الخارجيَّة عندما كان محاطًا بالقوى الاستعماريَّة التي كانت تراقبه، وتحاول منعه من إعادة تأسيس الدَّوْلة السعوديَّة، واستطاع أن يتجاوز أخطارهم، وأن يؤسس المملكة العربيَّة السعوديَّة بعيدًا عن أيِّ حسابات إقليميَّة أو نفوذ أجنبي، وأن يجنب شعبه وبلاده ويلات الحروب العالميَّة.

كما اعتدل عبد العزيز في مواقفه من بعض مواطنيه الذين تردّدوا في قبول بعض التطوُّرات الجديدة والمفيدة لهم، فواجههم بالصبر والحلم والحكمة والعقل. عفا عن خصومه فأصبحوا من أقرب رجاله، وصبر على مخالفيه بسبب قصور في رؤيتهم تجاه المستقبل الذي هو لمصلحتهم، وحاورهم وأقنعهم.

واعتدل عبد العزيز في التزامه بالدين متأسيًا بنبيَّنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يتطرف أو يفرط، ولم يتنازل أو يتشدد.

قال الملك عبد العزيز حسب ما نشرته صحيفة (أم القرى) في عام 1356هـ «إن الحياة المُجرَّدة عن الدين والزاخرة بأنواع القوى ليست حياة، وإنما الحياة الدِّين والتمسُّك به، وإقامة حدود الله».

حقيقة الاعتدال

ولكي ندرك حقيقة الاعتدال الذي سلكه الملك عبد العزيز علينا أن نقرأ التاريخ لأولئك القادة الذين تطرَّفوا في سياساتهم وقراراتهم وهو ما عَرَّض بلادهم لويلات الحرب والفوضى، نتيجة لنزوة فرديَّة، أو أيديولوجيَّة بشريَّة زائلة.

الإخوة والأخوات:

نحن اليوم أحوج إلى الاعتدال في خضم التحولات والتيارات والمحاولات المُتعدِّدة لتغيير المفاهيم، وتشويه الحقائق، والتأثير على الآخرين باستخدام معلومات ظاهرها مغرٍ، وباطنها غير صحيح ولا ينشد المصلحة للناس.

ونحن بحاجة أيضًا إلى تطبيق الاعتدال الحقيقي منهجًا وسلوكًا وثقافةً والتزامًا في رؤيتنا للأشياء والحكم عليها وعدم تغليب الانفعال والاستعجال.

يقول الملك عبد العزيز كما ورد في صحيفة أم القرى: «إنني أتألم جد الألم إذا رأيت بعض الأشخاص يشذّون عن الطريق السوي، فيصغون لوساوس الشيطان، ومما لا شكَّ فيه أن المصلحة العامَّة هي فوق كل مصلحة».

مصلحتنا لم تتغيّر

ومصلحتنا اليوم هي مصلحتنا بالأمس؛ لأن أساسنا لم يتغيّر وإن تغيّر تفكير بعض النَّاس أو أسلوبهم في التعاطي مع أمور حياتهم.

واعتدالنا اليوم لا يقل أهميَّة عن اعتدالنا بالأمس؛ لتزايد التحدِّيات، وكثرة المغريات، وتخبط البعض، وتقليدهم للآخرين من خارج بيئتنا ومجتمعنا وديننا.

واعتدالنا هو أيضًا في الإفادة من العلوم والمخترعات والتطوُّرات الحديثة في إطار ديننا ومبادئنا وما يخدم مجتمعنا.

مطلب شرعي

الإخوة والأخوات:

اعتدالنا اليوم مطلب شرعي وضروري لمواجهة ما تعيشه الأمة من اضطراب وتجاهل للأسس والمبادئ كي نعزِّز وحدتنا وقوة بلادنا ونحافظ عليها.

وبلادنا ولله الحمد هي مهبط الوحي، وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، ومنطلق العروبة والإسلام. ولهذا أصبح دستورها القرآن الكريم وسنَّة نبيِّه الكريم. اعتدالها في المنهج والمواقف والرؤيَّة معتمدًا على أساسها الإسلامي الواضح.

فأين تلك الدعوات البشريَّة والانفعاليَّة لقوميَّة عربيَّة براقة لا أساس لها، وأين هي تلك الإيديولوجيات الكبيرة التي تابعها البعض وأيَّدها؟ لم تبق أو تصمد لأن أساسها غير حقيقي ولا يتصل بالإسلام ومبادئه، بل تناقضه وتصادمه.

منطلق العروبة

وبلادنا هي منطلق العروبة والإسلام، حيث نزل فيها القرآن بلسان عربي، على نبي عربي، وقام أبناؤها بنشر هذه الرسالة الخالدة بأمر المولى عزَّ وجلَّ في أنحاء العالم بشكل معتدل.

نحن شرَّفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين، وهي مسؤوليَّة عظيمة نتولاها بِكلِّ ما نملك من مقدرات، وما لدينا من شعب وقيادة. وشرَّفنا الله عزَّ وجلَّ أن نخدم قضايا الأمتين العربيَّة والإسلاميَّة، في اعتدال حقيقي يقوم على مبادئ الدين لا على أساس المصالح.

صداقاتنا معتدلة

وما نملك في بلادنا من ثروات ماديَّة لا ترقى إلى ما نملكه من ثروة العقيدة الإسلاميَّة، والرِّجال والنساء في بلادنا المخلصين لدينهم وأمتهم. ولقد استعملت بلادنا ولا تزال ولله الحمد والمنَّة ثرواتها المادِّية وغير المادِّية لخير الجميع من العرب والمسلمين، بل والعالم أجمع.

اعتدلنا ولا نزال في سياستنا الخارجيَّة منذ توحيد البلاد على يد المغفور له الوالد المؤسس الملك عبد العزيز ورجاله المخلصين في أنحاء الوطن. فصداقتنا معتدلة مع الجميع ونعطي الأولويَّة لاُمَّتينا العربيَّة والإسلاميَّة.

بل وبلادنا معتدلة أيضًا في مواجهة خلافات الآخرين، حيث تترك المجال دائمًا رحبًا للعودة والمصالحة دون انتقام أو انعزال أو مصادمة، وهذا هو الاعتدال الحقيقي.

واعتدالنا اليوم هو شكر لله عزَّ وجلَّ على ما حبانا من نعمة التوحيد والدين الصحيح، ونعمة الوحدة الوطنيَّة والأمن والاستقرار، التي نتفيأ ظلالها ويحسدنا عليها الكثيرون.

270 عامًا من الاعتدال

وبهذه المناسبة أدعو أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات إلى أن يلتزموا بالوسطيَّة والاعتدال في أمورهم وتفكيرهم، لأنَّهما هي الطريق الصحيح الذي سنَّه لنا الله عزَّ وجلَّ في وسط هذا العالم الذي يموج اليوم بالفكر والآراء، منها ما هو جيِّد ومنها ما رديء.

وهذه البلاد قامت على الاعتدال والعدل منذ تأسيسها قبل أكثر من مائتين وسبعين عامًا، واستمرَّت على منهجها الإسلامي العظيم هذا في عهد الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- وسار على منهجه أبناؤه الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد -يرحمهم الله- وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله-.

أساس وحدتنا

وهذا المنهج هو منهجنا جميعًا ونحن بصفتنا مواطنين مسؤولون عن المحافظة عليه، والالتزام به لأنَّه أساس قيام بلادنا على الكتاب والسنَّة النبويّة، وأساس وحدتنا في أنحاء هذا الوطن الغالي.

ولنتذكَّر ما قاله الملك عبد العزيز -رحمه الله- «على كلٍّ فردٍ من رعيتنا يحس أن ظلمًا وقع عليه أن يتقدم إلينا بالشكوى... وعلى كلِّ من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق، أو البريد المجاني على نفقتنا... وعلى كلِّ موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجَّهة ضد أولادي وأحفادي وأهل بيتي.

وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعيَّة عن تقديم شكواه مهما كانت قيمتها، أو حاول التأثير عليه ليخفف لهجتها، إننا سنوقع عليه العقاب الشديد.

لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر أو ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم، أو استخلاص حق مهضوم... ألا قد بلغت، اللَّهمَّ فأشهد.. ونحن سائرون بإذن الله على هذا المنهج وسنحافظ عليه.

والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المداخلات

وفي نهايَّة المحاضرة أجاب سموه على أسئلة الحضور، حيث قال سمو ولي العهد في إجابة عن سؤال حول دور المرأة في بناء المجتمع للإسهام في تأصيل منهج الاعتدال ونشره في المجتمع السعودي.. إن المرأة كالرَّجل في هذا الدور.. الأب والأم هما المدرسة الأولى لأبنائهم وبناتهم، مؤكدًا سموه أن ما جاء في كتاب الله وسنَّة نبيِّه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم هو أساس عزِّ ومكانة هذه البلاد، مشيرًا إلى أنه يجب على الجميع أن يعلموا أبناءهم وبناتهم من الصغر ماذا كانت عليه هذه البلاد وماذا كان فيها قبل الوحدة والحمد لله القائمة على كتاب الله وسنَّة رسوله وهو المؤكد في نظام تسير الحكم ومواده.

وقال سموه: يجب أن نعرف الأمن والأمان الذي نحن فيه الآن أتانا من تحكيم كتاب الله وسنَّة رسوله الكريم ولو وجدت في هذا الجمع الذي أمامي الآن لوجدت بعضهم يتحارب مع الآخر بسلاحه؛ لأن هذه كانت طريقة المعيشة ووجدت أن الإنسان في الماضي كان يخاف على نفسه وماله وأسرته من السلب والنهب، مضيفًا سموه أن الحمد لله هذه الدَّوْلة قامت على مبادئ الحق مبادئ الدَّوْلة الإسلاميَّة التي جمعت كل الأقاليم في هذه البلاد.

شرفٌ ومجدٌ

وأشار سمو ولي العهد إلى أن الدَّوْلة السعوديَّة الأولى والثانيَّة والثالثة قامت على أساس الكتاب والسنَّة وهو ما يقال لِكُلِّ زائر وكل إنسان يستقبلونه في المملكة.

وأكَّد سموه أنَّ الله سبحانه شرَّف هذه البلاد بأن نزل القرآن على نبي عربي في أرض عربيَّة بلغة عربيَّة، معتبرًا سموه ذلك شرفًا وعلوًا ومجدًا لها مشددًا على ضرورة إدراك المسؤوليَّة، حيث إن هذه البلاد صدّرت العروبة والإسلام للعالم كلّّه.

إخوة متحابون

وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع: إننا كنَّا نرى مجلس الملك عبد العزيز ونحن صغار السن الذين حاربوه أول أمس على يمينه ويساره من كل أقاليم المملكة، نجدهم إخوانًا متحابين متعاونين، بل نقول: إن المناطق أو الأقاليم أو أي مكان في المملكة عندما دخلها عبد العزيز استعان بأهلها العارفين وأهلها الذين عندهم خلفيات علميَّة واستفاد منهم وكون هذا الكيان والحمد لله على التوحيد وعلى التعاون والتحاب بين الجميع كلّّهم.

بخير ونعمة

وأضاف سموه: إننا ندرك أننا من يحبنا يغبطنا ومن يكره هذه البلاد والعياذ بالله يحسدنا على ما نحن فيه، داعيًا سموه إلى المحافظة على أمننا واستقرارنا، لافتًا إلى أن الإنسان يمشي من البحر الأحمر إلى الخليج وحده هو وزوجته أو بنته أو أهله لا أحد يعترضهم والحمد لله، مؤكدًا سموه أننا بخير ونعمة.

وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد... أقولها باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين وباسم هذه البلاد كل منكم إن رأى شيئًا يخالف مصلحة هذا الوطن أو المواطن عليه أن يتقدم به ونحن والحمد لله مجالسنا مفتوحة وهذه نعمة علينا.. إما يكون على حق فنستفيد مما يقوله.. وإما يكون فهمه غلطًا أو غير صحيح الذي في باله ونبلغه به.

ثقافة الاعتدال

وأضاف سموه قائلاً: أقول يا إخوان إن أندر النوادر في البلدان أن يأتي الإنسان بملكها ويقول له يا فلان يا عبد الله مثلاً من دون ألقاب ويتقبَّلها منه وأنتم ترون في الاستقبالات التي الملك يستقبلها وإخوانه من قبله ووالده كل أصناف هذه البلاد والذين قبل يمكن حاربوا ببنادقهم والآن كلّّهم إخوان وعلى الحق أعوان والحمد لله.

وفي إجابة لسموه حول كيفيَّة التزام الشباب السعودي بثقافة الاعتدال والبعد عن التطرف والغلو ونبذ الإرهاب أشار سمو ولي العهد إلى أن المسؤول الأول هو الآباء والأمهات حاثًا الوالدين على أن ينشئا أبناءهما وبناتهما من الصغر على الاعتدال وعلى ما جاء في كتاب الله وسنَّة نبيِّه.

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

دور الوالدين

كما ألمح سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى ضرورة أن يعرف الأبناء من والديهم حقائق واقعنا وماضينا ويجب أن يتحمل الجميع المسؤوليَّة كاملة وـن ينشأ الأبناء والبنات على الحقيقة وعلى الممكن وغير الممكن.

وعن كيفيَّة عرض تاريخ المملكة العريق الذي رسمة ملامحه الملك المؤسس -رحمه الله- بأسلوب شيق يتناسب مع معطيات العصر الحديث قال سمو ولي العهد: كل إنسان أو كل البشر تربوا في عصرهم الذي هم فيه يتأثرون بالثقافات المختلفة التي الآن أصبحت في متناول الجميع. التلفزيون ووسائل الاتِّصال بالتلفون والرسائل تجيء بالتلفون كذلك وجود التلفون والجرايد والكتب وغيرها هنا يجب على الإنسان أن يستفيد من هذه تمامًا ويجب كذلك أن يفكر إذا جاءه سؤال أو تساؤل عليه الرجوع إلى الحقائق فنحن الآن في عالم أصبح مشتركًا في كلِّ أموره ولذلك يجب ألا نخجل من السؤال.

وفي ختام حديثه حمد سمو ولي العهد الله عزَّ وجلَّ أن وجد في المملكة 25 جامعة حكوميَّة و7 جامعات أهليَّة بعد أن كان الإنسان في السابق يحاول أن يجد مدرسة لابنه أو ابنته.

ثم تسلَّم سمو ولي العهد هديَّة تذكاريَّة بهذه المناسبة من مدير جامعة الملك عبدالعزيز.

حضر المحاضرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للأرصاد وحمايَّة البيئة وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التَّربية والتَّعليم وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد المستشار بديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص والمشرف على المكتب والشؤون الخاصَّة لسمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز.

كما حضرها أصحاب المعالي الوزراء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وعدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة.

بعد ذلك غادر سمو ولي العهد مقر الجامعة مودعًا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة