ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 02/10/2012 Issue 14614 14614 الثلاثاء 16 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

الطريق مليء بالتحديات وتدخل الحكومات مطلوب
«درب الحرير» الجديد.. يستنير بالمصرفية الإسلامية ويربط «سويسرا الشرق» بالخليج

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - محمد السهلي:

حتى القرن الثالث عشر، كان «درب الحرير» بمثابة المنارة الأكبر بين الحضارات القديمة في الغرب والشرق.

فلقد خلق هذا الدرب ازدهاراً متبادلاً شجع على نقل المعرفة وتحسين التفاهم بين الحضارات. فصارت عمليات إنتاج ونقل القطن والأرز والحرير والتوابل والبهارات أساسا للإمبراطوريات الإسلامية والصينية.

وها هي التجارة والاستثمارات تعود إلى التدفق بين هاتين المنطقتين بعد 700 عام اتجهت فيها أنظار التجار بشكل رئيسي إلى أوروبا والأمريكيتين. ولكن ما يميز هذه المرحلة هي سلعة «الصيرفة الإسلامية».

فدرب الحرير الجديد هذا لا يحمل معه التدفقات النفطية الخليجية أو السلع المصنعة أو الابتكارات التكنولوجية فحسب، بل يحمل معه استثمارات مباشرة وعقولاً قيادية. ففي السابق كان الحرير أحد السلع الرئيسية التي يتم المتاجرة بها عبر هذا الطريق. أما الآن ومع بزوغ شمس المنتجات والخدمات المالية الإسلامية، فقد جلب كل ذلك مقدمي الخدمات المالية عبر القارات لكي يتاجروا عبر هذا الدرب الجديد. وبالتأكيد تقف سنغافورة, التي يطلق عليها سويسرا الشرق, كأبرز المنتفعين الآسيويين من هذا الدرب الجديد.

يقول حسين القمزي، الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الاستثمارية وبنك نور الإسلامي, نأمل أن نستطيع تشكيل اتفاقيات مع البنوك الإسلامية في جنوب شرق أسيا وذلك بغرض تمويل المشاريع في تلك المنطقة. إلا أنه استرجع وقال:» ولكن كيف يمكننا أن نربط هذين السوقين معا ؟ نحن لا نرى تعاونا واضحا من حيث فتح هذه الأسواق». فالعلاقات التجارية بين دول الخليج وآسيا لا بد أن تسير جنبا إلى جنب مع نمو الصرافة الإسلامية التي تعمل وفقا للشريعة الإسلامية، والتي تحظر الفائدة أو المضاربة. ويكمن التحدي الأكبر في الدور الذي ستلعبه حكومات دول آسيا والشرق الأوسط من أجل يجاد مناخ استثماري جاذب يمكن طريق الحرير الجديد هذا من تحقيق الإمكانات التي ينطوي عليها.

وفي دلالة على مدى جدية عاصمة المال الآسيوية الشهيرة، استضافة سنغافورة المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية بنسخته الثالثة(WIBC Asia) وذلك في خطوة ترجو منها تثبيت نفسها لدى الخليجيين بأنها الحاضنة المستقبلية لإدارة الأصول الإسلامية وكذلك صيرفة التجزئة.

وقبل سنوات ليست بالبعيدة تم إنشاء البنك الإسلامي الآسيوي,الذي يتخذ من سنغافورة مقرا له وتمتلك بعض العائلات الخليجية و السعودية الثرية ما يقارب نصف ملكيته. ويعمل هذا البنك كحلقة وصل بين آسيا و الخليج. وفي السنة الماضية تمكن البنك من تحقيق أرباح لم يكشف عن حجمها للإعلام.

أما فيما يتعلق باستثمارات الصناديق الإسلامية، فهناك المشروع المشترك بين شركة Keppel TالجزيرةT السنغافورية ومجموعة الراجحي السعودية لإنشاء أول صندوق للبيانات وفق الأحكام الشرعية.

الملاحة الإسلامية

ويروي العديد من المؤرخين عن الدور الفاعل التي لعبته الملاحة الإسلامية وخاصة حركة التجار المسلمين بين بلاد العرب في الجزيرة العربية والقارة الآسيوية. حيث ساهمت التجارة البحرية للمسلمين في نشر الإسلام في آسيا، .

أما على اليابسة فقد كانت مدينة «مالاكا» التاريخية الميناء الرئيسي بين آسيا والعرب. وبالعودة إلى زمننا الحاضر فإن آسيا بحاجة إلى المال. ودول الخليج ليست بالغة الثراء فحسب ولكن لديها احتياجات هائلة على صعيد البنية التحتية التي تستطيع الشركات الآسيوية المساعدة فيها.

سويسرا الشرق

وقبل سنوات ليست بالبعيدة قام المستثمرين السعوديين البارزين بقيادة الأمر الوليد بن طلال، بدفع ملياري دولار مقابل شراء حصة من ثاني أكبر بنك حكومي في الصين. إن الحركة لا تسير في اتجاه واحد فقط، . كما أن دبي تحتضن الآن مجمع تشاينا ماكس ماركت، وهو مركز تسويق ضخم للشركات الصينية التي تسعى لتسويق منتجاتها في أنحاء المنطقة. أما في قطاع التكنولوجيا، فتعتبر سامسونج من بين الشركات الآسيوية التي تعمل دون كلل في أسواق الشرق الأوسط.

ومن قلب آسيا تأتي سنغافورة التي تعد من أبرز العواصم المالية في إدارة الثروات. ولذلك يكثر تشبيهها بسويسرا. كيف لا وهي تدير ثروات بقيمة إجمالية تصل الى 1.1 ترليون دولار. فلقد توقعت دراسة بحثية من قبل شركة (بي دبليو سي) أن تتخطى سنغافورة سويسرا في مجال إدارة الثروات المالية بحلول السنة القادمة.

ومع توسع نطاق المالية الإسلامية، المعززة بأنشطة درب الحرير الجديد، فإن ذلك من شأنه أن يجلب معه تقاربا حول الاستثمارات ذات المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع المالي الدولي. وهذا ما تكتنفه التوجيهات الإسلامية التي تنص ليس فقط على تجنب الأنشطة الربوية، بل تشمل الأنشطة المتعلقة بالتجارة العادلة والأمينة.

العربية تدخل المنهج التعليمي

ويتجاوز توسع سنغافورة إلى الشرق الأوسط مجرد الأعمال التجارية والاستثمارية. إذ يتحدث كبار المسؤولين السنغافوريين عن نهج متعدد الأبعاد وطويل المدى لبناء علاقات مع المنطقة، مشيرين إلى الخطط الرامية إلى تأسيس معهد أكاديمي للشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية وجعل تعلم اللغة العربية خياراً متاحاً لطلبة المرحلتين الثانوية والجامعية في سنغافورة. حيث تدرس العربية الآن و مستويات متفاوتة بحسب إتقان الطلاب لها.

وبحسب تقرير لصحيفة « أسيا تايمز», فلا يزال رئيس الوزراء الأسبق جوه تشوك تونج، مهندس فكرة اندفاع سنغافورة إلى الشرق الأوسط، يشارك بنشاط في هذه المبادرة ذات المدى الكبير بصفته الحالية كأحد كبار الوزراء. ففي المقابلات التي تجرى معه، فإنه كثيراً ما يتحدث عن عهد جديد من العلاقات العميقة والواسعة بين الشرق الأوسط وشرق آسيا، وهو ما يطلق عليه «إعادة اكتشاف متبادل» للعلاقات الثقافية القديمة بين المنطقتين.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة