ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 03/10/2012 Issue 14615 14615 الاربعاء 17 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

من المتوقع أن تستكمل الجهة المعنية الخطوات العملية لتطوير مؤسسة مكة للطباعة والإعلام، وتحديث أجهزتها الإدارية والفنية، وتغيير اسم جريدة (الندوة) ليصبح (مكة)، وقد أقر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا التوجه ووقع على النسخة الأولى من الجريدة المقترحة من منطلق ما يوليه من تشجيع ودعم لكل مشروع خدمي وإعلامي يرمز لمكانة وقدسية العاصمة المقدسة.

ومكة المكرمة جديرة بما تحظى به عناية خاصة، وأن تكون لها صحيفة متطورة تعكس مستواها الحضاري، وتطورها العمراني والثقافي والاجتماعي، وترسخ مكانتها الدينية والتاريخية، واعتبارها مركز الإشعاع الروحي والثقافي، وحسبنا اعتزازا بها أنها (مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية الخالدة).

وقد أدركت قيادة المملكة الحكيمة منذ بداية التأسيس على يدي مؤسس المملكة ورائد النهضة والإصلاح الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) مدى أهمية الصحافة ودورها الإيجابي في مجالات التنوير والتطوير فعنيت بدعم وتشجيع الصحافة الوطنية فعمد بعض رواد الثقافة والفكر والأدب إلى إصدار ما أصدروه من الصحف الرائدة بجهودهم وإمكاناتهم الذاتية، ورغم عدم توفر ما تتطلبه الصحف من وسائل النقل والاتصالات الحديثة والسريعة في مرحلة التأسيس وكما قيل: (على قدر أهل العزم تأتي العزائم).

وبفضل عزم وطموح الرواد المخلصين كان إنشاء الصحف السعودية، وكانت مكة المكرمة المنطلق لنشأة الصحافة السعودية.

وصدرت في مكة المكرمة في العهد السعودي بعض الصحف الرائدة، وأول ما عرفت منها أنا وأبناء جيلي من القراء الجريدة الرسمية الأسبوعية (أم القرى) وجريدة (البلاد السعودية) التي صدرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان صدورها في 1 ربيع الثاني 1365هـ الموافق 4 مارس 1946م وهي أول جريدة يومية تصدر في المملكة.

وهي امتداد لما قبلها وهي جريدة (صوت الحجاز) وفي مرحلة دمج بعض الصحف عام 1378هـ - 1959م جرى اختصار اسم (البلاد السعودية) إلى اسمها الحالي (البلاد).

وكانت (البلاد السعودية) خلال صدورها في مكة المكرمة ملتقى النخبة من رواد الفكر والأدب، كما كانت المنطلق لأصحاب المواهب الأدبية من الشباب الذين اشتهروا فيما بعد بين الكتاب المرموقين.

وفي عام 1376هـ / 1956م صدرت في مكة المكرمة جريدة (حراء) لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ صالح محمد جمال، وفي عام 1377هـ / 1958م أصدر الأستاذ أحمد السباعي جريدة (الندوة) التي اندمجت مع جريدة (حراء) عام 1378هـ - 1959م وفي نفس ذلك العام تم الاتفاق بين الأستاذين أحمد السباعي وصالح محمد جمال على تصفية اشتراكهما في ملكية جريدة (الندوة) التي أصبحت ملكا للأستاذ صالح محمد جمال، وصار هو المختص بشؤون إدارتها وتحريرها، وكان الأستاذ صالح جمال يطمح إلى التطوير ويخطط للانقال بجريدة (الندوة) إلى مستوى أفضل من حيث الشكل والمضمون، ولكن قرار تحويل صحف الأفراد إلى مؤسسات لم يتح له تنفيذ ما كان يخطط له من التطوير والنجاح وآثر الاكتفاء بما قدمه من الجهد والعطاء (عمليا) في مجال الصحافة، وظل يمارس دوره الوطني كمفكر وكاتب غيور يعني بشؤون الثقافة والمجتمع، ويدعو إلى الخير والإصلاح.

وكل قيادة في الإدارة والتحرير لها خصوصيتها، وكان الأستاذ صالح محمد جمال يتميز ببعد النظر وحسن الإدارة والخبرة بشؤون وشجون الصحافة، ولهذه الاعتبارات يمكن القول إن مرحلة رئاسة الأستاذ صالح محمد جمال - رحمه الله - لجريدة (الندوة) هي المرحلة المتميزة، وسيذكرها الأوفياء المخلصون بكل التقدير.

ويعز على القراء احتجاب صحيفتهم المحترمة التي التزمت بالقيم الدينية والأدبية والاجتماعية عبر مشوار أكثر من نصف قرن من العطاء الصحفي الرصين الذي اتسم بنبل القصد وسمو الهدف.

ولاشك أن تاريخ الصحافة الوطنية سيسجل بكل تقدير دور جريدة (الندوة) الوطني والأدبي، وغيرتها وتصديها لمن يحاول طمس أصالة أمتنا الأدبية والفكرية.

ومن الوفاء أن نذكر بالتقدير جهود واجتهاد من تعاقبوا على إدارة ورئاسة تحرير جريدة

(الندوة) في ظل ظروف صعبة مالية وإدارية عاقت محاولات تطويرها، ولكنهم عملوا المستطاع وبقدر ما سمحت به الإمكانات المتاحة في العقود السابقة.

ونتمنى لصحيفة (مكة) الجديدة أن تكون علامة مضيئة لمكة العريقة الناهضة، وعلى بركة الله.

 

مكة منطلق الصحافة الوطنية
أحمد بن محمد الصائغ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة