ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 03/10/2012 Issue 14615 14615 الاربعاء 17 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عكاظ بين ماضٍ تليد وحاضر مجيد
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

رجوع

 

هذا عكاظ وهذه أطلاله

أثرٌ من الماضي يظل رصيدا

الاهتمام باختيار المواقع الأثرية والسياحية عمل جيد ومحمود، والعمل على تسهيل الوصول إليها بتذليل طرقاتها ورصفها مع عمل اللوحات الإرشادية، وتوفير ما يحتاجه السائح من مسكن مريح ومواد غذائية وماء ومصليات وميادين ترفيهية للأطفال، وخلاف ذلك من المتطلبات الضرورية للرجال وللنساء مع إيجاد مرشدين على مستوى من الثقافة والدّراية، وإعطاء الزائر نبذة ومعلومات عن كل موقع وأهميته التاريخية، وما دار فيه من أحداث ومعارك خَلَّفت أثارا علمية وأدبية تُذْكر على تتابع الأجيال جيلاً بعد جيل، لأن كل ذلك يشجع السائح ليقف معتبراً ومستأنساً بما خلفه الأقدمون، ومن الاهتمام بسوق عكاظ الذي يعتبر من أبرز وأقدم المواقع الأثرية التاريخية ما قبل الإسلام وما بعده الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة الطائف، الذي أُوقظ من سباته العميق الطويل عبر القرون المتتابعة:

ألف عام خلت وبعض قرون

(وعكاظ) يلوي به التعريف

جهلوه وما دروا عنه حتى

زاد فيه الخلاف والتكييف

فأصبح الآن من المعالم الأثرية التي تحظى باهتمام المسئولين بالتطوير السياحي والحفاظ على الآثار التاريخية بدعم قوي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبمتابعة جادة من الجهات المعنية على استمرار المهرجانات السنوية والعروض المسرحية الهادفة، وبمشاركة كوكبة من الشعراء والأدباء بإلقاء ما تجود به قرائحهم من جيد الأشعار، وكلمات ساميات الهدف قوية السبك تشد السامعين وتنعشهم في تلك الأمسيات التي تتكرر عاما بعد عام، لذا جدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الدعوات لنخبة من الأدباء والشعراء والمفكرين، ورجال الأعمال لحضور المهرجانات الكبيرة لسوق عكاظ الذي كثيراً ما يجري فيها التنافس والتسابق بعلو المنبر الخطابي لتشنيف أسماع الحضور بغر بعض قصائد الشعراء، وجزالة كلمات الأدباء، وما يتخلل ذلك من برامج ترويحية وأنشطة مسرحية هادفة تشد السامعين والناظرين طيلة الفترة الزمنية الحولية لكل دورة وفي كل مناسبة..، وقد افتتح ذاك السوق بدورته السادسة مساء يوم الثلاثاء 24-10-1433هـ نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، حيا فيها الحضور وشكرهم على تلبية الدعوة مع تكبدهم مشاق السفر، كما شكر من أدرجت أسماؤهم في برنامج الحفل للمشاركة بقصائدهم وكلماتهم، والمعدين للعروض المسرحية والترفيهية، مُعبراً عن أهمية الآثار والحفاظ عليها، كما شكر جميع العاملين في القطاع السياحي، ولعل الأهم في فعاليات المهرجان الندوة التي أقيمت في رِحاب جامعة الطائف قبيل افتتاح حفل السوق، وكانت بعنوان (ما ذا يريد منا الشباب ؟ وما نريده منهم ؟)، ولقد اتصفت بالشفافية بين الطرفين ثم أفاض الأمير خالد في كلمته الضافية الأبوية التي شدت الحضور وهي عبارات وفقرات قصيرة مركزة تماماً، ولم يطلب من الشباب شئياً مباشراً لثقته بهم وإدراكهم بما ينتظره الوطن منهم وأهله، وذلك من أسلوب الحكماء، وهذا الموقف يذكرنا بقول الشاعر الحكيم على سبيل التوسع ورائحة المعنى:

والنفس إن دعيت بالعنف آبية

وهي ما أمرت بالرفق تأتمر

كما شارك في هذه الندوة أصحاب السمو الملكي الأمراء الأفاضل: الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن فيصل بن فهد وغيرهما من الحضور بمداخلاتهم الوجيهة، وأنا أستميح الجميع عذراً عن التفصيل خشية الإطالة، كما أعقب افتتاح السوق افتتاح الخيمة العكاظية الكبيرة رحبة الجوانب الفريدة من نوعها التي تتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مقعد مصممة تصميماً عجيباً..، كما جرى تجديد وإيضاح معالم جادة سوق عكاظ الموغلة في القدم..، فأصبحت ساحات سوق عكاظ وطرقاته تعج بكثافة عالية من الضيوف والزوار على اختلاف مستوياتهم الثقافية والعلمية، بل وبالجنسيات الأخرى من مختلف بلدان العالم:

جاءت إليها وفود الأرض قاطبة

تسعى اشتياقاً إلى ما (جدد) الباني

وتعتبر الآن من أبرز المواقع السياحية التي تُذكّر بالماضي البعيد، وحياة تلك الأمم وما كانوا يستخدمونه من أثاث وأواني ووسائل، ونحمد الله أن سخر لنا الوسائل الحديثة، وبهذه المناسبة السعيدة لا يسع جميع ضيوف المهرجان والعاملين فيه إلا الشكر الجزيل للأمير الكريم خالد الفيصل على حفاوته وكرمه، والشكر موصول للأستاذ الفاضل فهد بن عبدالعزيز بن معمر على كرم الضيافة السنوية، والحقيقة أن مثل هذه المناسبات الجميلة تبقى ذكراً خالداً في نفوس من حضر إلى هذا الملتقى السياحي التاريخي رجالاً ونساءً، مُختتماً هذه الكلمة الوجيزة بالدعاء الصادق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلي ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظ لهذه البلاد عزها ومكانتها وأن يمتع ولاة أمرها بالصحة التامة ودوام التوفيق، مردداً هذا البيت:

فلا أرتنا الليالي منكم بدلا

ولا خلت منكم الأشعار والخطب

- حريملاء

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة