ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 04/10/2012 Issue 14616 14616 الخميس 18 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قال أبو عبدالرحمن: هذه الأسبوعية مزاحمة مني لكتاب معالي الدكتور الخويطر؛ لأن ذكرياته تداعت بذكرياتي وإن كان في آخر هذه الأسبوعية شيئ عن ذكريات الدكتور.. وإنني لأعجب من سلسلة كتاب: (وسم على أديم الزمن)..

..التي صدر منها الجزء السادس والعشرون الصادر عام 1433هـ: عن ذكريات معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر فيما بين 1406 - 1408هـ هل كان مضمراً هذا العمل بادئ ذي بدء، مُدَوِّناً الأحداث في يومها في قصاصات.. أو أن ذلك استرجاع من الذاكرة؟؟.. فإن كانت الأولى فقد زالت الدهشة، وإن كانت الثانية فذلك هو المُحَيِّر؛ ومعنى هذا أن معاليه شاخ ولم تشخ ذاكرته؛ ولست ههنا حاسداً، ولكنني غابط، والغِبْطَةُ في العلم فضيلة.. ومع عنايتي (بالمذكرات) وأنا المُسَيْكين فقد أكل قلبي رسائل من أعلام لا يُستهان بهم أضعتها أو مزقتها تخفيفاً على الأضابير لما كان المنزل ضيِّقاً، ومن هؤلاء الأعلام سماحة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ ابن بسام، والشيخ ابن خميس، والشيخ حمد الجاسر، والأستاذ الدكتور إحسان عباس، والشيخ محمد إبراهيم الكتاني، والشيخ عباس القبَّجي، وسماحة الشيخ ابن باز وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى.. وأما سماحة الشيخ عبدالله بن حميد، وسماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي، وشيخي البحيري رحمهم الله تعالى فقد كانت ذكرياتي معهم شفهية بلا مراسلة.. حتى بعد اتساع المنزل وكثرة الأضابير أضعت أعزَّ رسالة وصلتني من معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله تعالى، وكان قد غمرني فضله، وأرسلتُ له بلندن هدية يُستحيا منها من ناحية القيمة المادية مع جلالها في مضمونها، وهي مصحف مُذَهَّب، وسجادة سادَة لا يشغل نَقْشُها المصلي، ولوح عسل مستورد، وما استجد من تأليفاتي.. ودعوته أن يزورني في رحلة خاصة لإقامة أحدية على شرفه؛ فجاءتني رسالته مُعَظِّمةَ الهديَّة بثناء عاطر يليق بجلال قدره.. ولكن آخر الرسالة مليئٌ باليأس والتشاؤم؛ فالبداية أنه في حِمْية من الأكل، ويدعو لي وله بحسن الخاتمة، وأنه معتزل الحفلات، وأن آثاره مبثوثة في المكتبات، وأنها في رؤيته المتواضعة لا تستحقُّ الاهتمام - وكنت مع الدكتور أمين سليمان سيدو شرعنا في كتيِّب عنه.. ودوره هو العمل الببليوجرافي؛ ودوري تحليل بعض النصوص -، ثم توقف العمل بسبب تَمَلُّص معاليه من الاهتمام بهذا الموضوع.. والموحش في الرسالة تشاؤمه من نِياَّت (والنوايا صحيحة أيضاً خلافاً للمتنطعين) مُبَيَّتة لديار العرب والمسلمين.. وكأنه يقول لي: (ألا تَقْرأ؟)، وأنا مقصوص الجناح لا أجيد إلا الفصحى والعامية الشقراوية المليحة؛ ومن يومها استكثرتُ من اقتناء الكتب المترجمة عن القرنين الماضيين والقرن اثالث الذي نحن فيه.. ثم تسارعتْ الأحداث تُصدِّق تشاؤم الدكتور.. وسبب مرضه رحمه الله تعالى غامض، ولا أشك - لفرط إحساسه ورهافته - أن بداية مرضه إحباط ويأس وخوف على أمته من أدبيّاتٍ سياسية ماكرة يقرأُها بلغة أهلها، وافتداح المسلم بهموم أمته من باب الاستشهاد في سبيل الله إن شاء الله.. ومما زاد من حسرتي ضياع خطاب من الشيخ محمد إبراهيم الكتاني (بل خطابات كثيرة) بعد زيارتي له مع الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد عام 1399هـ فيما أظن بالرباط؛ لأنني وجدت بُهتاناً من القول كتبه محمد بن الحسين السليماني بمكة المكرمة في 11-12-1427هـ في مقدمته للتحقيق السقيم للنص الناقص من كتاب (المسالك في شرح موطإ مالك) للقاضي أبي بكر ابن العربي عفا الله عنه، وهذا الكتاب عن نسخة ناقصة.. ولقد فاته في عرضه مؤلفات ابن العربي ثلاثة أجزاء من تفسيره قانون التأويل توجد عندي صُوَرُها، وفاته أن المطبوع باسم (قانون التأويل) ذو تسمية غير صحيحة؛ وإنما هو رحلة علمية، وفي مقدمته ما يُبيِّن ذلك، وهكذا التعريف به في فهارس المخطوطات، وهذا هو واقع الكتاب نفسه.. وقد قال السليماني في المجلد الأول ص 109: ((ذكر أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه: ((ابن حزم خلال ألف عام)): أن محمد إبراهيم الكتاني كتب له برسالة يفيده فيها بأن محمد زاهد الكوثري يزعم أن من ((النواهي والدواهي)) لابن العربي نسخة خطية بإحدى مكتبات مصر.. قلنا: وقد خابرنا في هذا الموضوع الأستاذ محمد الراوندي، فأفادنا بالكلام التالي: ((في مرةٍ فاتحت الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني فيما يدَّعيه ابن عقيل الظاهري، فقال: إن هذا الرجل عريض الادِّعاءات، كثير المجازفة، لا يُعوَّل عليه في نقل، ولا يعتمد في نقل خبر)).

قال أبو عبدالرحمن: بحمد الله لم أخسر من ضياع رسائل الشيخ الكتاني شيئاً؛ لأن كذبته الصلعاء أو كذبة المنقول عنه ظاهرة الإفك؛ لأن كتابي لم يصدر إلا بعد وفاة الشيخ؛ فهل خابروه بعد موته؟!!.. وإن كانت عيوبي كثيرة فليس منها بحمد الله الكذب، بل هو أقبح الخصال عندي، ولم يُجَرِّبْ عليَّ أحد ممن داخلني كذبة واحدة.. وأما تمليح الواقعة، أو تخيَّلُّ ما يقع شبيهه كما في كتابي عن ثلاث قصص في القرية فذلك على مذهب الأدب الواقعي وهو مباح بلا ريب؛ لأنه تخيُّلٌ تمثيلي لما يقع شبيهه، أو كِذبْة مزاح مع الأحباب أُبيِّن في حينها أنها مزاح؛ ولعلَّ ذلك من اللمم إن شاء الله.. ومات الشيخ رحمه الله وكل واحد مِنَّا بَرٌّ بأخيه.. ومكتبتي عامرة بصُوَر مخطوطات نفيسة، ومقالات جليلة الفائدة أرسلها إليَّ أو ناولني إياها؛ فالكذبة الصلعاء من السليماني نفسه، أو مِنْ مَن سمَّوه الراوندي، وأحاشي الشيخ الكتاني من الكذب.. ولكن باعث هذا الافتراء أمران: أولهما: أن السليماني متعصب لمذهب مالك بغير علم حتى لو كان في مذهبه أن صيام ستٍّ من شوال بدعة؛ وامتداداً لهذا التعصب تعصَّب لابن العربي عفا الله عنه الذي كشفتُ سفاهته مع الأئمة العدول في مقدمتي لكتاب التقريب الذي حقَّقه الشيخ عبدالحق التركماني حفظه الله؛ فقد أقذع في حق الإمامين أبي حنيفة وابن سريج، ووصف قولاً للإمام ابن جرير بأنه فتوى يهودية، وسخر بالإمام الشافعي بأنه سحبان وائل عند قومه، وفضَّل مالكاً عليه في اللغة، ووصف الظاهرية بأنهم حمير.. ومثل ذلك كثير، وكل ذلك لا يصدر عن ورع، بل لا يصدر إلا عن سفيه، وخطب الجمعة بحديث موضوع خرافي؛ فقال القوم: أعيدوا صلاتكم.. والإمام الشافعي رحمهم الله جميعاً إمام في اللغة بلا منازعة؛ وإنما جهل محمد بن داود الظاهري مفرداتٍ لم يفهم معناها، فانبرى الإمام ابن فارس (وهو إمام الأئمة في اللغة)، وبعده البيهقي؛ فذكروا ورودها في اللغة في بادية الحجاز، وذكروا شواهدها من الشعر الصحيح.. ولقد أحصى الشيخ أحمد الشنقيطي التركزي في رحلته لحناً كثيراً عند الإمام مالك وغيره سوى الشافعي رحمهم الله تعالى جميعاً.

والأمر الثاني: أنني لا أستبعد أن ذلك بإيحاء من يوسف القرضاوي المقدِّم للكتاب الذي ألجمتُ أباطيله في جريدة الشرق الأوسط.. وتقلُّباته في دين ربه تبعاً للسياسة معروفة جداً.. ويُقوِّي عدم استبعادي أنه عرَّض بي في مقالة له - ولم يجرؤ على ذِكْرِ اسمي - محقِّراً لي من غير تصريح إثر مقالة لي عن الابتداع والاتباع مُدَّعياً أن السلف هم أهل السنة من أهل الحديث، وأهل السنة والجماعة الأشعرية والماتُرِيدية، ولم يدر أنه لا سلف غير السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم المعروفين بأعيانهم عَدّاً وإحصاءً لأسمائهم ورواياتهم وفتاواهم، وهم القادة والفرسان في حروب الردة والفتوح المباركة، وأن من بعدهم مِمَّن يتحرى منهجهم: تابعون يُوزن اتباعهم بالإحسان.. ولقد كان القرضاوي حريصاً على مزيد مما يُسمَّى الحريق العربي إلا في سوريا فإنه شنَّع على المتظاهرين في الإمارات المُتَّحدة ضد النظام الطائفي الباطش، واتخذ أفراخ الباطنية وليجةً من دون الله.. والعجب أنه لا ينكر ما حوله بعد أن ذاق طعم المال والكساء والمركب، بل حضر جنازة تُشَيَّع بالموسيقى فلم ينكر؛ فهل يحلم أن جمهور المسلمين وعقلاءهم سيبايعونه أميراً للمؤمنين أو خليفة للمسلمين؟!.

قال أبو عبدالرحمن: ولن أستبدَّ برسم الأديم عن معالي الدكتور الخويطر ولو بِنُفاضةٍ من الجراب، وحقه الكامل في المستقبل إن شاء الله؛ فقد أبدى في 26 -36 - 38 الوَجَلَ من ضياع المخطوطات التي امتلكها معالي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله تعالى.. وهذا الوجل مُتحقِّق الوقوع؛ فقد كان بالمكتبة المحمودية مخطوطات أشار إليها صاحب التراتيب الإدارية بالرقم، ومنها كتاب ابن رسول البرزنجي عن كتابة رسول الله r في صلح الحديبية؛ فأتعبتُ السيد حبيباً رحمه الله في البحث عنها؛ فأتعب العاملين بالمكتبة بعد توحيدها مع مكتبات أخرى باسم مكتبة الملك عبدالعزيز؛ فلم يجدوا لها أثراً، ثم بيَّن لي الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى أن هناك قراءً يسرقون المخطوطات على ملازم بالتدريج؛ ولا أحب ذكرهم فالله يعفو عنهم.. وزُرْتُ مع الشيخ أبي تراب الشيخ محمد نصيف رحمهما الله تعالى للبحث عن نسخته الخطية من كتاب: (إبطال القياس) للإمام ابن حزم رحمه الله تعالى، وكان قد كبُر وضعُف؛ فمكَّننا من الاطلاع على المكتبة، ثم نخلناها نخلاً فلم نجد له أثراً، وبعد مُدَّة صورته من مكتبة شستربيتي فإذا عليه ختم الشيخ محمد نصيف، وتبين لي من أبي تراب أن غلاماً سقيم العقل يبيع مخطوطات الشيخ على الحجاج بالحلويات.. وهكذا المخطوطات التي أُهديت للملك عبدالعزيز وأرسلها إلى الشيخ يوسف ياسين رحمهما الله تعالى لا نجد لها الآن أثراً كتاريخ ابن قاسم.. وكان قلم الرقيب يومها غافلاً عن تفتيش الحقائب للمنع من خروج المخطوطات والوثائق خارج المملكة، وإلى لقاء إن شاء الله، والله المستعان.

 

الاختلاسُ من الوسم على الأديم
ابو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهرى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة