ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 04/10/2012 Issue 14616 14616 الخميس 18 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

رحيل أي عزيز يزرع الشجن في وديان النفس ويتضاعف الشجن عندما يكون الراحل شاباً في مقتبل الحياة.

الشاب طلال بن عبدالرحمن الشبيلي غادر هذه الدنيا إلى رحاب الله في بدايات عمره عليه رحمة الله, وإنه لا ينزل السكينة على فقد مثل هذا الشاب إلا الإيمان بالله والطمأنينة والرضا بقضائه، فهي التي تجعل الإنسان المؤمن يتدثر بالسكينة والاستسلام - بقناعة - لإرادة الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أكثر عملاً وأوفر صبراً.

الشاب طلال عانى سنوات من وطأة المرض ولكنه كان صابراً ومحتسباً وكان أبواه الرحيمان بجانبه يخففان عنه, وكانا بين حوله يتابعان حالته ويرجوان رحمة ربه.

لقد كان والده العزيز أبو طلال يبعث الأمل في قلوب محبيه حول «حال طلال» حتى عندما كان يرقد في العناية المركزة في أيامه الأخيرة في فرنسا, كان والده الصابر رسول الطمأنينة لكل من سأل عن ابنه، ونسأل الله أن يجعل ما أصاب العزيز طلال تكفيراً لذنوبه، وممحصاً لسيئاته ليكون لقي وجه الله سبحانه وهو بلا ذنب ولا خطيئة، بحول الله.

إن عزاء والديه أنه غادر هذه الدنيا بكل مواجعها وانكساراتها وآلامها إلى رحاب ربه الغفور الرحيم، وبحول الله فإن مآله ومقره: جنة الخلود والنعيم التي لا آلام ولا أسقام ولا فراق فيها بل هي جنات ونهر وهناء في مقعد صدق عند مليك مقتدر. لقد كان «طلال» رحمه الله على قدر كبير من الخلق والأدب والصبر على الرغم من كل ما عناه.. - رحمه الله - والآن ذهب كل ذلك وبقي ثواب الله ونعيمه إن شاء الله، وحسبه تلك الدعوات الصادقة التي ارتفعت إلى السماء من كل من محبي والده واصل الرحم والمتواصل مع الناس، ومن محبات والدته الفاضلة ابنة الأسرة الكريمة.

لقد ربط الله على قلب والده ووالدته وأذاقهما حلاوة الإيمان رغم هول المصاب, ولعل حالكما كحال الشاعر الحكيم «أبو الحسن التهامي» الذي فقد ابنه الشاب الوحيد وقد كان أحوج ما يكون إليه.. لقد كبر وكان كفيفاً ولكنه صبر ورضي بقضاء الله، وقال في قصيدته اليتيمة التي رثا فيها فلذة كبده, بل عزى فيها نفسه بما لم يعزه به أحد مثل عزائه لنفسه:

جاورت أندادي وجاور ربه

شتِّان بين جواره جواري

بل حسبكم قول من جلّ في علاه على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم (ما لامرئ إذا قبضت صفيّه وصبر جزاء إلا الجنة)..

جعل الله هذا الجزاء هو ثوابكما وقد فقدتما صفيكما، ورحم الله فلذة كبدكما وأراكما في أختيه وفي ابنه «عبدالرحمن» ما ينشر الراحة في نفوسكم حتى تلتقوا بابنكم «طلال» ونلتقي جميعاً مع كل الغالين علينا الراحلين عنا في جنة المأوى.

hamad.alkadi@hotmail.com
فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi
 

رحيل الشاب طلال الشبيلي والسكينة على والديه
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة