ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 04/10/2012 Issue 14616 14616 الخميس 18 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الدكتور محمد الرشيد يحاضر عن رؤيته في تطوير مناهج التربية الدينية ويقول:
أشهد لله أن مقرراتنا لا تبني النشء بل قد تهبط بمستوى عقولهم وتفكيرهم

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

كتب - فيصل العواضي:

على مسرح القاعة السابعة بجامعة الملك سعود استضافت الجمعيَّة السعوديَّة للعلوم التربويَّة والنفسيَّة «جستن» معالي الدكتور التربوي أو عميد التربويين كما سماه البعْض الدكتور محمد بن أجمد الرشيد وزير التَّربية والتَّعليم الأسبق في محاضرة قيمة وقيمة جدًا حملت عنوان رؤيتي لتطوير مناهج التَّربية الدينيَّة وحسنًا فعلت الجمعيَّة في أولى لقاءاتها الشهريَّة للعام الجامعي 33-34هـ وكان الدكتور الرشيد موفقًا في اختيار الموضوع الذي طرحه فقد أثار جملة من القضايا المُتَّصلة بمناهج التَّربية الدينيَّة كما جاء في المحاضرة أو مناهج التَّربية الإسلاميَّة كما حرص البعْض أن يسميها.

وتطرَّق الدكتور الرشيد في محاضرته الضافيَّة إلى جملة من القضايا التي جاءت في المنهج كقضايا شرعيَّة تتعلّق بالحلال والحرام في الصفوف الأولى التي قد تفوق مدارك الطلاب وتصوراتهم بحكم السن بمراحل. وتطرَّق الدكتور الرشيد إلى قضايا وأمثلة منها حرمة أكل لحم الفار والخنزير وعدم صحة الاغتسال بماء يغلب عليه الحبر وكثير من الأمثلة التي لا يجب أن نشغل بها عقول طلابنا وناشئتنا أولاً: لكونها قضايا غير مطروحة في البيئة وغير معايشة ولا يواجه الطلاب فيها أي إشكال وثانيًّا: أنها تأتي على حساب تزويدهم بقيم أهم وأعظم جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف كما قال المحاضر وشدد الدكتور الرشيد في محاضرته على أنه اختار مادة التَّربية الدينيَّة كونها أهم المواد التي تبني الطفل روحيًّا وتغرس في نفسه القيم التي سيظلُّ يتمثِّلها طوال حياته.

وأشار في محاضرته إلى أن المناهج تحتاج إلى مراجعة في مختلف المواد ولكن حجر الزاويَّة وأس البناء فيها هو المنهج التَّربية الدينيَّة الذي لو أحسنا اختيار موضوعاته نكون قد وضعنا أيدينا على مكمن الزَّاد الناجع في تربيَّة وتنشئة الجيل.

وأشار إلى أنه خلال العشر السنوات التي أمضاها في الوظيفة العامَّة كوزير للتربيَّة والتَّعليم كانت له عدَّة محاولات لكنَّها كانت تصطدم ببعض المعارضات غير المستوعبة لجوهر الرؤيَّة المُتَّصلة بتطوير المنهج مدللاً على أن هناك قضايا في الشرع مثل العتق والرق وأنواع المقادير كالمد والصاع وغيرهما لم تُعدُّ مثارة وقد يكون من قبيل ضياع الوقت وإشغال الطلاب فيما لا يفيد أن تورد هذه القضايا في منهج التَّربية الدينيَّة على حساب قضايا أساسيَّة.

وأوضح في محاضرته أنه تَمَّ تشكيل لجنة بناء على مقترح قدمه لولي الأمر وتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -أطال الله في عمره- وكان -آنذاك- وليًّا للعهد وتشكَّلت لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان -طيَّب الله ثراه- وضمَّت العديد من الوجوه وعهد إليها بمراجعة وتطوير المناهج وقال الدكتور الرشيد: إنه لا يعلم من إنجازات اللجنة سوى سلسلة من الاجتماعات ومبالغ من المكافآت المصروفة فقط، مؤكدًا أنه لم يُعدُّ يعلم شيئًا عن مصير اللجنة بعد أن ترك الوزارة وبعد وفاة الأمير سلطان -رحمه الله-.

ودعا الدكتور الرشيد إلى صحوة اجتماعيَّة تشترك فيها الأسرة مع الجهات المُعيَّنة في الدَّوْلة مع المفكرين والمختصين تتعامل مع مسألة تطوير المناهج بآفاق مفتوحة وبالذات مناهج التَّربية الدينيَّة بحيث إن رؤيته للتطوير لا تتناول الأساسيات كالأركان الخمسة وغيرها من الأشياء القطعيَّة وإنما في الفروع التي بعضها مرتبط بزمان معين وبعضها مثار خلاف بين الفقهاء وألمح إلى ما تناقلته القنوات التلفزيونيَّة عن سلوكيات بعض الشباب في اليوم الوطني وقال: إنها تدمي القلب وتساءل: أين القيم الإسلاميَّة التي يفترض أنهم تربوا عليها. وصرخ محذرًا: أشهد لله أن مقرَّراتنا لا تربي النشء، بل إنها قد تهبط بمستوى عقولهم وتفكيرهم مدافعًا عن دعوته لعدم الاهتمام بالحفظ فقط أن معظم الآيات القرآنيَّة تدعو إلى التأمُّل والتفكر والتدبر أفلا يتفكرون أفلا يتدبرون وقال: إن دين الله نتعبد به ونتعامل به ونبني به حضارتنا.

المحاضرة وضعت اليد على الجرح وأشارت إلى مكامن القصور في مجال يعنينا جميعًا فمن منَّا يستطيع القول: إنه محايد في قضايا التَّربية والتَّعليم وأنه لا يعنيه ذلك وهذا ما عكس الحضور اللافت الذي ملأ القاعة رغم تأخر وقت المحاضرة إلى العاشرة ليلاً أو ما بعدها بقليل.

كان الدكتور محمد بن أحمد الرشيد يدرك أنه يتحدث عن موضوع سيجد فيه كثر مدخلاً للنقد والاتهامات الجاهزة التي اعتدنا أن نسمعها وكان جريئًا في طرحه وفعلاً تبيّن من الحضور أن الحاضرين ومن خلال التعقيبات تنوّعوا فمنهم من تفاعل مع المحاضر. وأضاف إلى ما أورده جملة من الأمثلة ومنهم من كان شكليًّا ووقف عند الألفاظ والمصطلحات كأولئك الذين أخذوا على العنوان موضوع التَّربية الدينيَّة وليس التَّربية الإسلاميَّة مما دعا المحاضر إلى الاستدلال بقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} وأنه لا يعرف دينًا غير الإسلام اليعض من المداخلين ذهب إلى اتهام الدكتور الرشيد بالخرف وعدم التركيز أو إيراد أدلَّة واضحة متهمًا المحاضرة أنها كانت ضبابيَّة وأوردت عموميات ضبابيَّة. كانت التعقيبات من الجنسين وقد استدل أحد المعقبين الذي كان في الأكاديميَّة السعوديَّة بأمريكا أنه في عام 2005م قامت النيويورك تايمز بنشر مناهج التَّربية الإسلاميَّة وكان النَّاس لا يزالون حديثي عهد بأحداث سبتمبر ووجه سمو الأمير تركي الفيصل أن يَتمَّ دراسة الموضوع ورفع رؤيَّة خلال عشرة أيام وقال المعقب: إنه كان لا يزال حديث عهد بالأكاديميَّة وأطلعه مديرها العام على مراسلات مع وزارة التَّربية والتَّعليم تطالب بتعديل المناهج وألا تكون المناهج التي تدرس في أمريكا هي نفس المناهج التي تدرس في مكة وجدة والرياض والمدينة.

وأوضح أن المنهج احتوى على نواقض الإيمان وأورد حكم أن المشرك حلال ماله ودمه دون تفصيل في هذه النقطة.

بعض المداخلات من الحضور النسوي طالبت بأن تتبنى الجمعيَّة السعوديَّة للعلوم التربويَّة والنفسيَّة ورش عمل حول المناهج وكل مرة يتم اختيار مادة تكون محور الدراسة والاهتمام مع وضع خريطة بحثيَّة تكون مرشدة للطلاب في اختيار مجالات لم تكن قد بحثت أو أشبعت بحثًا وكذلك تكون أمام الأساتذة والدكاترة أيضًا حتَّى لا تضيع الجهود في موضوعات مكررة.. أحد المعلقين أشار إلى أن المدرسة السعوديَّة يمكن وصفها بالمدرسة المعطلة فبدلاً من أن يتعلم فيها الطلاب قضايا أساسيَّة علميَّة أصبحنا نركز على الجانب النظري وأصبح الطلاب يتعلمون سلوكيات سلبيَّة وقال: إننا لو أخذنا بمبدأ التقويم واختبرنا الطلاب في مواد اللغة والتَّربية الدينيَّة ربَّما لوجدنا المستوى متواضعًا لا يصل إلى الحدّ الأدنى من درجات النجاح وكذلك الأمر في الجانب السلوكي.

وقال: إن العالم يراهن على التَّعليم أكثر من أي وقت مضى وأن المملكة لديها تحدٍ أكبر كون 60 في المئة من سُكَّانها شباب وهؤلاء الشباب يتلقون تعليمًا متواضعًا جدًا لا يهيئهم لسوق العمل ولا لخدمة التنميَّة الشاملة ولربما إذا استمر التَّعليم بهذا المستوى فسيتسبب بأشكاليَّة ثقافيَّة واجتماعيَّة وتنمويَّة ونحن يسعنا ما يسع العالم ومفترض التركيز على المدخل المهاري وهو المخرج وأشار إلى وجود إشكاليَّة قد تخلق طبقيَّة في المستقبل هو وجود مدارس أجنبيَّة لا تقدم علوم اللغة والشريعة تجد إقبالاً متزايدًا وربما ينتهي القبول فيها بالصيف وهذه تعلم باللغة الإنجليزيَّة وقد نجد أنفسنا مستقبلاً أمام جيلين جيل أتيحت له الفرصة أن يتعلم تعليمًا نوعيًا بهذه المدارس وجيل تعلم في مدارسنا ومستواهم متباين وهذا ما عنيته بالطبقيَّة. متداخل آخر تحدث عن أن الدكتور الرشيد لا يزال يخوض في الرِّمَال المتحركة وتمنى له التوفيق وطالب أن يَتمَّ تطوير المنهج من خلال اختصاصيين تربويين توضع أمامهم المادَّة مع تحديد المستوى الفكري والقدرة لدى الطلاب وتراعي هذه الجوانب عند وضع المنهج وبالتالي ستكون النتيجة أفضل لكن فقط أن يراعى التخصص في الجانب الشرعي فقط مع مراعاة دراسة المخرجات فالطفل السعودي أكثر طفل يأخذ مواد دينيَّة وشرعيَّة ولكن ما المخرجات فلدينا مشكلات مع الشباب لدينا ضياع ولدينا انحراف أخلاقي ولدينا كثير من المشكلات والقرائن واضحة وآخرها ما تَمَّ التطرَّق إليه وهو ما حدث في احتفالات اليوم الوطني.

اختتمت المحاضرة تمام العاشرة والنصف مساء وحرص الكل حتَّى الذين اختلفوا مع الدكتور الرشيد على السَّلام عليه وتحيته.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة