ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 04/10/2012 Issue 14616 14616 الخميس 18 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

هجرات اليهود إلى أمريكا ساهمت في استفحال نفوذهم
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

على الرغم من أن الحركة الصهيونية قد شهدت مولدها في أوروبا وخطت فيها خطواتها الأولى، إلا أن مركز الثقل فيها قد انتقل في أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة حيث لعبت دورا خطيرا وبالغ الأهمية في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وكان من بعض ترجمته العلمية ما منحته الولايات المتحدة لإسرائيل وأمدتها به من دعم اقتصادي وعسكري وسياسي منذ وجودها حتى اليوم.

وقد شهدت الولايات المتحدة أربع هجرات يهودية، على فترات امتدت من القرن السابع عشر إلى القرن الحادي والعشرين.

وقد بدأت هجرة اليهود «السفرديم» أي اليهود الذين هم من أصل إسباني أو برتغالي إلى القارة الأمريكية منذ اكتشافها حتى عام 1815 ومنذ هذا العام حتى عام 1884 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تشهد موجة ثانية من هجرة اليهود الألمان ومع عام 1880 حتى عام 1930 شهدت الهجرة اليهودية الثالثة وهم «الأشكناز» القادمون من أوروبا الشرقية وبخاصة من بولونيا وروسيا القيصرية، ويعتبر هذا العنصر الأشكنازي هو الأغلب ويشكل 85 في المائة من يهود الولايات المتحدة. أما الهجرة اليهودية الرابعة فقد ابتدأت من الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين حتى العهد الحاضر، وكان معظمها من اليهود الألمان الذين هاجروا إبان الحكم الهتلري.

والمهم بالنسبة لنا هو مدى تأثير هذه الأقلية اليهودية التي تسيطر على غالبيتها الحركة الصهيونية العالمية، في الحياة السياسية والاقتصادية الأمريكية والدور الذي تلعبه في توجيه السياسة الخارجية وبخاصة فيما يتعلق بأزمة الشرق الأوسط.

ويمكن أن نعتبر مؤتمر بلتيمور في سنة 1943 بداية الانطلاقة العلنية المنظمة لغزو الرأي العام الأمريكي من قبل الصهيونية العالمية وإن كانت للصهيونية من قبل ذلك مساع دائبة في هذا المضمار.

فخلال الحرب العالمية الثانية اعتبرت الصهيونية العالمية أن عطف الشعب الأمريكي على قضيتها يجب أن يأتي في طليعة اهتماماتها، نظرا للدور الكبير الذي ينتظر أن تمثله الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الدولية.

ولتحقيق هذا الغرض عقد مؤتمر خلال شهر مايو 1943 في فندق بلتيمور في مدينة نيويورك تحت إشراف مجلس الطوارئ التابع للمنظمة الصهيونية في أمريكا.

واتخذ هذا المؤتمر مقررات أهمها العمل على فتح أبواب فلسطين أمام اللاجئين اليهود وأن تعطى الوكالة اليهودية سلطة الإشراف على الهجرة لفلسطين والسلطة اللازمة لبناء البلاد بما في ذلك تنمية أراضيها غير المأهولة وغير المزروعة وأن تثبت فلسطين ككومنولث يهودية ضمن إطار العالم الديموقراطي الجديد كما قرر تشكيل قوة ضاربة تنضم إلى جيوش الحلفاء وتحارب تحت الراية اليهودية.

وقد ركزوا بصورة خاصة على الاضطهاد التاريخي الذي تعرض له اليهود والمذابح التي حلت بهم وربطوا ذلك بالدولة اليهودية التي يعملون على إنشائها كحل وحيد لمشكلتهم وتعويض منصف تقدمه الإنسانية لأولئك المضطهدين والمشردين عن الظلم الذي لحق في مختلف البلدان وتعاقب العصور.

وكانت أنباء الاضطهاد النازي لليهود والمذابح الجماعية، وأفران الموت، تذاع وتضخم ويبالغ فيها وتختلق في أحيان كثيرة، لإثارة الشفقة على اليهود الذين غدوا في نظر الجميع الضحية التي يجب العطف عليها وتضميد جراحها والأخذ بيدها إلى ملتجأ تحتمي به.

وساد الجميع شعور بالذنب تجاه ما عومل به اليهود من إذلال وامتهان، ولا سيما الأمريكيين المتحدين من أصل ألماني أو الهاربين إلى ألمانيا أو من الدول التي سيطرت عليها. ومن هؤلاء روبرت واعنر عضو مجلس الشيوخ الألماني الذي تألفت برئاسته «لجنة فلسطين الأمريكية» وأخذ يخطب في كل اجتماع ينظمه اليهود أو وليمة يدعون إليها، وعين جميع مساعديه من اليهود وقام بدعاية دائبة لفكرة الدولة اليهودية بين زملائه أعضاء مجلس الشيوخ وأصدقائه من كبار السياسيين كعلاج للنكبة المفجعة التي حلت باللاجئين الهاربين من الاضطهاد ولم يجدوا موطنا لهم.

«لجنة فلسطين الأمريكية» استطاعت حمل مجلس الكونجرس في 27 يناير 1944 على اتخاذ قرار جاء فيه».. بما أن الاضطهاد الغاشم للشعب اليهودي في أوروبا قد أظهر بوضوح الحاجة إلى وطن يهودي يلجأ إليه العدد الكبير ممن أصبحوا مشردين من جراء الاضطهاد، لذلك فقد تقرر أن تستعمل الولايات المتحدة نفوذها وتتخذ الإجراءات المناسبة لفتح أبواب فلسطين ليدخلها اليهود في صورة حرة، وتعطي لهم الفرصة التامة للاستيطان فيستطيع الشعب اليهودي في نهاية الأمر إعادة إنشاء فلسطين كدولة يهودية ديموقراطية حرة».

- الرياض

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة