ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 05/10/2012 Issue 14617 14617 الجمعة 19 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

      

لم يكن يجري بخلد العبقري (أليسا جراي) أن تأخره نصف ساعة للذهاب لمكتب الاختراعات لتسجيل براءة اختراع التليفون ستفقده عمراً ومجداً وذكراً!.. فقد سبقه جراهام بيل بنصف ساعة وسجل براءة اختراع التلفون باسمه ومعه سجل اسمه على هامة التاريخ؛ وعندما تقدمت تلك الشابة لإحدى الشركات الكبرى بفكرة (حفاظات) الأطفال نالت مع تلك المبادرة عزاً ومالاً، والمفارقة أن قرابة 400 امرأة في قريتها الصغيرة فكرن بفكرتها ولكنها سبقت فنالت المجد ونلن الحسرة.

دين الإيجابية:

والإسلام دين الإيجابية والفعالية دعى للمبادرة وحث عليها، بل وجعلها شرطاً لتحصيل ما يتمنى، فآيات الحث على العمل وبذل الجهد والتحرك المغذية للإيجابية عديدة {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ}، فقدم العمل على النتيجة، وهذا موسى عليه الصلاة والسلام يؤمر بضرب البحر {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ} وذاك أيوب يقال له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} شرطاً للشفاء وسيد البشر يؤمر ويحرض على المبادرة {قُمْ فَأَنذِرْ} وإليك بعض التأملات في المبادرة ومحفزاً وداعياً إليها:

لن يكون لموهبتك قيمة ولا لذكائك أهمية ما لم تملك روحاً للمبادرة، فالفوز يحب المبادرين المقدمين، والمبادر مقدام شجاع لا يؤجل ولا يسوّف، وشعاره (الآن افعل) بعكس الكسول العاجز والذي يعتبر غداً هو يومهم المفضل! والغد كما يقول أحد الفلاسفة: ذو جاذبية وإغراء ولكن وعوده دائماً للأسف كاذبة.

من أراد أن يكون الحظ حليفه فيجب عليه أن يؤمن أن مستقبله بعد توفيق الله متعلق بالكفاءة، والكفاءة لا تكون بالقعود والبرود والأمنيات، بل بالعمل والنهوض والمبادرة، وهي شرط رئيس وركن ركين للنجاح، ولذا وضع ستيفن كوفي المبادرة عادة أولى من عادات الناجحين.

من أهم حقائق الحياة أن الإنسان لا يحصل على ما ينشده ويتمناه، بل على ما يسعى إليه و يحققه! فمستقبلك لا يحدده موقعك الحالي ولا موقعك الذي تنشد، بل يحدده سؤال خطير مفاده: هل ستبدأ أم لا؟.. لذا فإن أروع فوائد المبادرة أنها تنقلك من مربع التفكير لمربع التنفيذ والإنجاز.

المبادرة مظنة استغلال الفرص واهتبالها، ولنا في قصة عُكاشة رضي الله عنه شاهد ودليل، فربما أخفق المبادر ولم تنجح محاولته، لكن شرف المحاولة يكفيه! وكذلك فإن نسبة إخفاق المبادر أقل بكثير من نسبة إخفاق الجامد الساكن الذي ينتظر أن تتضح الرؤى وتنكشف الحجب ويتأكد من صلابة الأرض الذي سيطأ عليها.. وعندما يفعل هذا ستكون الفرصة غادرت لشخص أجرأ وأسرع مبادرة؛ وما أروع المثل القائل: إن من يفكر كثيراً قبل أن يخطو أي خطوة سوف يقضي حياته واقفاً على قدم واحدة!

المبادر يخلص نفسه ويعفي نفسه من تبعات تراكم الأعباء وتعقدها، والوسيلة الوحيدة للقضاء على أي عمل متراكم هو المبادرة بإنجازه والتخلص منه.

المبادرة تعني أن يتجاوز الإنسان الاستجابة لنداء الواجب ويتخطاه لشيء من المجازفة والإقدام، وهي كذلك لا تعني القيام بما يجب عليك أن تقوم به فحسب بل أن تكون سخياً وتعطي أكثر.

المبادر شخص عظيم يملك مفاعل داخلياً للتحفيز، فلا تجده ينتظر من يصفق له، ولا تراه متسولاً ثناء ولا تشجيعاً حتى يتحرك، بل يتحرك بمحرض داخلي وبدافع من قوة طموحه، لأنه يدرك أن الآخرين ربما لن يكونوا على الموعد عندما يحتاج إليهم.

ومضة قلم:

لا يحزنك أنك فشلت مادمت تستطيع الوقوف على قدميك من جديد.

khalids225@hotmail.com
 

فجر قريب
العادة الأهم..!
د.خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة