ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 06/10/2012 Issue 14618 14618 السبت 20 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* ليس من الغريب على النادي الأدبي بالرياض لفت أنظار الأدباء، أو محاولة جرهم، أو إعادة الأدب لقضايا المجتمع وهمومه، حيث جاءت المحاولة لاستنهاض خيالهم، واستفزاز شعورهم من خلال المحاضرة التي نظمها بعنوان (نزاهة.. ومعركة الفساد) بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة).

* المتتبع لمسيرة تاريخ التحول في الثقافة والفكر يجد أن الرموز الأدبية المعاصرة لتلك الحقب الزمانية قد شاركوا - وفي أيّ فن يرتضيه الأديب - بمثل تلك الصراعات، أو التجاذبات.. والنص الأدبي، من أي الأجناس، أو الفنون، وحينما يُوظف في أيّ قضية، يُتاح لصاحب النتاج استخدام الوسائل الرمزية ما لا يُتاح لغيره، أو بمعنى أدق يمتلك من الأدوات الفنية التعبيرية ما لم تُوهب لغيره، وقد تكون في بعض صورها أحد ملاذاته الآمنة التي يهرب من خلالها من وصف الواقع بتجرد، أو بأسلوب تقريري مباشر، وبالذات في البيئات التي لا يكون للحريات الشخصية سيادة فيها كما هو الشأن في بعض دول العالم الثالث قبل ما اصطلح على تسميته بـ(الربيع العربي)، ولهذا يظل إبداعهم في بعض مظاهره للخاصة دون العامة، إلا حينما تترجم على خشبات المسرح، أو في دور التمثيل.

* انزواء الأديب، أو الابتعاد عن القضايا الاجتماعية التي تمس الاحتياجات المباشرة للناس، في حياتهم اليومية، ومنها ظواهر الفساد بكل أنماطه وصوره جعل حتى المتذوق من الجمهور للإبداع الأدبي يأنف من هذا الابتعاد، فقاطع، أو قلّ حضوره لمثل تلك الملتقيات التفاعلية التي تُعقد بين الفينة والأخرى، ومما لا شك فيه أن المبدع، أو الإبداع مرتبط نتاجه بقدر تفاعل الوسط الثقافي معه، وتعاطيه مع ما يطرح بشيء من الوضوح والشفافية.

* الراصدون لتاريخ الأدب العربي قديماً وحديثاً، والمقيمون له، أو الناقدون، وصموا بعض فتراته بالانحطاط، والانحدار، والتخلف، سواء كان ذلك في الشكل، أو المضمون، وقد نتج عن ذلك يأس، وإحباط، وانتكاسة، وتشاؤم في مسيرة التجديد في الأعمال الأدبية، يعرف ذلك من لديه أدنى اطلاع لمخرجات الأدب الذي صوّر تلك المرحلة، الثرية في الأحداث، المجدبة في محيط الإبداع.

* دائماً، وللأسف لا نستثمر، أو نغفل، ونحنُ نقيّم مسيرة الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية عن نقطة، أو مراحل التحول في تطويرها.. وأجزم أن هذا العصر الذي تعيشه الأندية الأدبية في طريقة تشكيلها، والذي يتم عبر الانتخابات النزيهة، الشفافة.. أقول هذا العصر يُشكّل منعطفاً إيجابياً في رسم التوجهات، والسياسات، ومسارات الإبداع للأندية، بل وآزر من هذه الخطوة الإيجابية فتح المجال للمبدعات من بنات هذا الوطن، على امتداده، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، واللائي أصبح حضورهن في كل منتدى، وفي كل جهاز حكومي، واستطاعت المرأة السعودية المتنوّرة، وعلى قدر ما أُتيح لها من مساحة نقل هموم جنسها، وانطلقت بفكر وأدب حر، دون وصاية، أو ترجمة من الطرف الآخر.

إذن هذه عوامل مع عوامل أخرى غائبة عن المشهد الثقافي الأدبي فيما مضى، أو بتعبير أدق في بعض مراحل تاريخنا، واستدراكها في حاضرنا كفيل بأن يطلق الأدباء خيالهم، وتتسع على إثر ذلك دائرة اهتماماتهم، ومن شأن هذا الانطلاق أن تصبح قيم النزاهة، وآثار الفساد، وتجريم سلوك من يقف خلفه مادة رحبة للأعمال الأدبية المستقبلية.

لنتذكر هذا الخطاب من أقوال خادم الحرمين الشريفين (سأضرب بالعدل هامة الجور والظلم).

(من الأدب)

وأقتلُ داء رؤية العين ظالما

يسيء ويتلى في المحافل حمدهُ

إذا المرء لم يدفع يد الجور إن سطت

عليه فلا يأسف إذا ضاع مجدهُ

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
الأدب في مواجهة الفساد
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة