ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 06/10/2012 Issue 14618 14618 السبت 20 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم تعد مشكلة المياه في المدن والقرى السعودية في حكم الأزمة العابرة، فالأخبار اليومية عن انقطاع المياه عن القرى وبعض أحياء المدن تكاد لا تنقطع عن صفحات الجرائد اليومية، بالرغم من كثرة الإعلانات عن ترسية المشاريع الجديدة لتحلية المياه، ولكن ذلك لم يعجل بانقطاع حركة سيارات نقل المياه في شوارع المدينة، ولا زال اقتصاد بيع مياه الشرب مربحاً عند تجار أزمات المياه المتكررة، ولا أخفي أنني أحياناً أصاب بالإحباط عندما أقرأ عن أحياء في العاصمة لا زالت تعاني من الجفاف، ولكن هل ستنفرج الأزمة، وهل سيكون هناك حل جذري في المستقبل الجديد، أم أن قدرنا أن نعيش على حافة خطر العطش.

يعتبر الماء الشريان الحقيقي في حياة الإنسان، ولا يحتمل أن يكون سلعة لها بورصة في شوارع المدينة، لكنه في بلادنا دخل في طور التجارة، وقد نشأت بالفعل سوق خاصة لبيع المياه ونقلها بسبب التأخير في إيجاد الحلول، ويعتقد البعض أن هذه التجارة الرابحة جداً دخلت مرحلة العائق الحقيقي للحل النهائي للأزمة في السعودية، لأن بعض رجال الأعمال يملك أسطولا من الوايتات، ويحتاج إلى الأزمات المتكررة من أجل تشغيلها.

تم تأسيس شركة المياه منذ أكثر من أربع سنوات، ولم تظهر إلى الآن الحلول طويلة الأجل لمشاكل المياه، ولم يتم تصحيح تسرب المياه إلى باطن الأرض، لكنها تجيد إعطاء قسائم عقوبات تسرب المياه من المنزل إلى الشارع، وكان الأجدر أن توقف التسرب الأكبر في باطن الأرض، وأن تسأل صاحب المنزل عن مصدر الماء المتسرب، وهل مصدره شركة المياه الوطنية أم أشتراه المواطن من تجار المياه في شوارع المدينة، ويبدو أن شركة المياه تعوض غياب الحلول بالعقوبات، بالرغم من أن الأزمة الحالية ليس نقص مياه حقيقيا، فناقلات المياه تدور في شوارع المدينة محملة بالماء، ومنتظرة انقطاعه عن حي جديد.

أكاد أجزم أن المدن السعودية من أكثر مدن العالم التي تمشي في شوارعها ناقلات المياه العملاقة، وأكبر سوق للمياه، جمع فيه تجار الأزمات ثروات عالية من بيع المياه للمواطنين العطشى، وتلك خصوصية تستحق أن تكون بمثابة جرس الإنذار لمستقبل العيش في المدينة السعودية، ومع ذلك لم يشعر الناس بالخطر، ولم يدركوا أن الأزمة تجاوزت مرحلة الحل القطعي، ودخلت مرحلة الحلول المؤقتة، يساهم في ذلك تعثر مشاريع توصيل المياه في بعض أحياء وضواحي المدن، وقد أصبحت مفردة “تعثر” مثل الماركة المسجلة للمشاريع بكل عام، لكن مشاريع توصيل المياه في بعض القرى والضواحي لا تتعثر فقط، ولكن تعتبر في حالة الشلل التام، ما لم تتدخل شخصية اجتماعية مهمة لتحريك مشروع إيصال المياه الجديد إلى مساكنها أو مزارعها.

أصبح المواطن يتحرى عن منطقة السكن في المدينة، وقد قيل من جاور السعيد يسعد، فإذا كان جارك شخصية هامة، فلن تحتاج إلى شراء المياه من “الوايت الأزرق”، وربما لا ينقطع أبداً، لكن حظك سيكون تعيساً لو ابتعدت أكثر من اللازم عن “السعيد”، عندها ستكون صيداً سهلاً لتجار المياه، لذلك أقترح أن يتم توزيع مساكن الشخصيات المهمة على أحياء الرياض، وذلك من أجل أن لا تنقطع المياه عن سكان الأحياء.

 

بين الكلمات
تجار أزمات المياه
عبدالعزيز السماري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة