ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 06/10/2012 Issue 14618 14618 السبت 20 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

** تبقى ذكرياتُ زمن الدرسِ مساحةَ ظلٍ لا نفطنُ لجميعِ تفاصيلها ، وفيها - لمن شاء - مُدّكر، ويذكرُ أن وعيًا مبكرًا لدى أستاذه “الحكم الدولي حمد الحميميدي” قد جعله ينأى بحصة الرياضة عن أن تكونَ مجردَ إزجاءِ فراغٍ وقسرًا لمن لم يهبه اللهُ مقدرةً في فنونها؛ فاختصَّ جانبًا منها لشرح قانون كرة القدم، وكان يمليه علينا ونحن نكتبُ في كراسةٍ ذاتِ أربعين صفحةً لا يدري ما صنع اللهُ بها ؛فمشكلتنا عدمُ التفاتنا لأوراقنا المتواضعة التي يعلو بها الزمنُ فتصبح وثائق ونفتش عنها فنحلم بسرابٍ ويباب.

** درس جانبًا من العام في فيصلية عنيزة وانتقل في نهايته إلى عزيزية حائل، ولا يعلمُ ما صنعه أستاذنا” أبو علي” مع زملائنا ولكنه يدين له بفضل التأصيل المعرفي لمادةٍ لم نتهيأْ “ ربما حتى اليوم” لمأسسةِ مرتكزاتها النظريةِ ، ويجزم أن ما قام به هذا المعلمُ العلمُ تجاوزٌ لما درجنا عليه من أداء العمل بأيسر سبيل وأقل تكلفة .

** استعاد الحكاية وقد مر بمكتبه شابٌ يبحث عن وظيفة معلم، ويحمل شهادةً جامعيةً في تخصصه؛ فسأله حول مبادئ ما يتعلمه طلبةُ الصف الرابع فلم يُحرْ جوابًا، وطلب منه إعراب مبتدأٍ وخبرٍ فأخطأ فيهما ، وحين أبلغه اعتذاره عن عدم مناسبته لهذه الوظيفة المرزوءةِ بنماذجَ “وطنيةٍ” شبهِ أميّة ردّ بأن التعليم لا يحتاج لأكثر من قراءةِ المقرر وشرحِ مافيه دون فهمٍ أو مزيد، وبما أنه مواطنٌ فلا مجال لرفضه.

**لم يلتفت إليه واستدعى صورةً مضادةً حين كُلف شيخُنا “حمد المحمد البسام” رحمه الله - وهو متخصصٌ في العلوم الشرعيةِ- بتدريسنا مادةَ “ التأريخ الأندلسي” في الصف الأول الثانوي فرأيناه عاكفًا على القراءة في مكتبة المعهد من أجل التحضير للدرس ، وامتلأَت نسخته من الكتاب المقرر بتعليقات عرضيةٍ وطوليةٍ طغت على ما هو مثبتٌ في الكتاب الأصلي وتلافى- بنهجٍ عملي قاده إليه إخلاصه- نظرةَ العاجزين والمكتفين بترديد ما يجدونه بين أيديهم مطمئنين إلى أن الطلبة غيرُ معنيين باستزادةٍ واستفادة.

** التعليم فاصلةٌ لا نص ، والتمثيلُ به لا يعدو تقريبَ صورةٍ ذهنيةٍ لما يمكن أن تصنعه المهنيةُ من جانب والصدق من جانب موازٍ في أحوالنا العامة ؛ فالاستنساخُ الذي يعيشه أو يعايشه الوزير والغفير، والعالمُ والمتعلم يُحيلُ الماء الجاريَ إلى آسنٍ غيرِ طهورٍ ولا طاهر، ويُشرِع البابَ فسيحًا أمام لغة التذمر العالية التي باتت تتجاوزُ الخِدمات المتصلة باحتياجات المجتمع المحلي المتواضعة.

** تبدو الحاجةُ ماسةً لتجديدٍ شاملٍ يحتوي الإطار والمسار؛ فلا معنى لاستمراءِ الواقع وكأنه عصيٌ على التغيير ، أو كأن التغيير عصيٌ على التدبير ، والغدُ لن يأذنَ كما لن يغفر ، وسوف يتحملُ المسؤولُ أوزارَ القصور والمقصرين، وستتضاعف المشكلات مالم تتبدل معاييرُ الاختيار والمتابعة والمحاسبة العادلة الشاملة التي لا تعرفُ المهادنةَ والاستثناء.

** الأمانةُ ضميرٌ ومصير.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

مسؤوليةُ الغياب
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة