سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الغراء - الموقر

تحية طيبة.. وبعد:

نشرت صحيفة الجزيرة في صفحة اقتصاد بالعدد رقم 4598 الصادر يوم الأحد 29 شوال 1433هـ خبراً بعنوان (برنامج لتطوير الثروة السمكية بالمملكة) والمتضمن قيام صندوق التنمية الزراعية بعقد ورشة العمل الثالثة لمبادرته السابعة والخاصة بصناعة الثروة السمكية يوم الثلاثاء 2-11-1433هـ.

وحيث سبق أن أطلق صندوق التنمية الزراعية مبادراته السبع التي تهدف كما ورد في كلمة رئيس مجلس إدارة الصندوق المهندس عبد الله بن سليمان الربيعان إلى تحويل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي السعودي إلى فرص استثمارية كبرى وناجحة تعزز أداء القطاع، ودخل المزارع، والأمن المائي والغذائي، وخلق فرص جديدة للمواطنين في كثير من مناطق المملكة، وتحسين مستوى جودة وسلامة المنتجات الزراعية المقدمة للمستهلك بأسعار مناسبة ومستقرة.

ولا شك أن صدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 1-2-1430هـ بالموافقة على النظام الجديد لصندوق التنمية الزراعية قد منح الصندوق مرونة عالية ومساحة كبيرة للتحرك في مجال ممارسة دوره التمويلي والتنموي بما يعود بالنفع بنسبة أعلى وبمساهمة أكبر للقطاع الزراعي في إجمالي الناتج الوطني.

ويرى المتابعون لنشاط القطاع الزراعي الوطني أن إطلاق الصندوق لهذه المبادرات يعكس بوضوح حرص مجلس إدارة الصندوق على مواكبة التغيرات السريعة التي تطرأ دائماً على القطاع الزراعي العالمي، وبالتالي العمل على إيجاد القدرة للقطاع الزراعي الوطني على مجاراة هذه التغيرات والعمل على مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية والتغلب عليها.

ولتحقيق أقصى درجات التكامل ولضمان نجاح هذه المبادرات واستمرارية أدائها، استقطب الصندوق العديد من الفعاليات الزراعية من الجهاز الحكومي، والأكاديميين المتخصصين، والغرف التجارية، والشركات والمؤسسات ذات العلاقة وإشراكهم في مناشط هذه المبادرات للخروج بتصور موحد إزائها كل في مجال تخصصه تمهيداً لإيجادها على أرض الواقع تمشياً مع الأهداف الرئيسية لإستراتيجية الصندوق للسنوات المقبلة.

رغم هذه النجاحات المتوالية التي يقوم بها الصندوق في مجال المبادرات السبع إلا أن هناك مبادرة أهم لم تنل الاهتمام من قِبل إدارة الصندوق والتي كان من المفترض أن تحظى بالرقم واحد في مبادراته لتكون ثماني مبادرات بدلاً من سبع وهي تحقيق الاستقرار الوظيفي عبر برمجة حركة الترقيات بصورة منتظمة، وتهيئة بيئة مناسبة للإبداع والإنتاجية المتميزة، ورغم ما ورد في أهداف إستراتيجية الصندوق وكذلك التقارير السنوية من إيلاء وضع الموارد البشرية العاملة في الصندوق ورفع كفاءتها وتحسين أدائها وتطوير بيئة العمل ما تستحقه من الاهتمام كونها عاملاً مهماً في تحقيق تلك الإستراتيجيات والأهداف، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، حيث إن موظفي الصندوق يعانون وضعاً وظيفياً سيئاً نتيجة الإحباط الذي يلازمهم من فترة ما قبل صدور نظام الصندوق الجديد إلى وقتنا الحاضر، بل إن الكثير منهم لم يحصل خلال مدة خدمة وظيفية تجاوزت الثلاثين عاماً سوى مرتبتين، فرغم أن النظام الجديد تضمن مزايا عديدة لهؤلاء الموظفين، إلا أن الحافز الأول والأهم لا يزال غائباً تماماً عن رؤى إدارة الصندوق وهو العمل على حل معضلة وعقدة التجميد الوظيفي الذي أصبح سمة مميزة وعلامة فارقة للصندوق الزراعي.

إن تهيئة البيئة الإدارية المتكاملة والملائمة هي عنصر أساس لتحقيق النجاح في أي منظومة إدارية، وحيث إن تحقيق أهداف الصندوق الإستراتيجية وتنفيذ مبادراته الرئيسية ستكون من واجبات قواه البشرية، فإن هذا الأمر يتطلب إحداث تغيير إيجابي على حركة الترقيات الوظيفية ووضع خطة عمل للصندوق تأخذ في أول أولياتها تحقيق الاستقرار المهني، ورفع ومعالجة الإصابة بمتلازمة التجميد الوظيفي الذي ما زال يساور موظفي الصندوق.

- عبد الله محمد الفواز - الرياض