ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 07/10/2012 Issue 14619 14619 الأحد 21 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الرجل القوي في إيران حتى العام 2009م، هاشمي رفسنجاني، رئيس “مصلحة تشخيص النظام”، أصابته بالاكتئاب والإحباط صورُ بشار الأسد التي رُفعت في تظاهرات استعراضية افتعلها ما يُسمى، تقيةً، “حزب الله”، في عدة مناطق لبنانية، فبادر إلى الهمس في أذن ابنه (مهدي)، الذي كان في طريقه من مطار طهران إلى السجن (يوم الأحد 30-9-2012م)، قائلاً: انتهى نظام الأسد، بعد أكثر من سبعين ألف شهيد، و400 ألف مفقود، و780 ألف سجين، ومليونين وخمسمائة ألف مُهجّر في الداخل السوري، و350 ألف نازح إلى الجوار السوري، ومليون هارب إلى جميع أنحاء العالم.

وحين عُرضت أمام رفسنجاني أشرطة فيديو، صوّرتها السفارة الإيرانية لدى دمشق، عن أقذر أعمال وحشية في التاريخ ارتكبها الشبيحة العلويون (بلغ عددهم من المُدَرّبين على يد ضباط الحرس الثوري الإيراني نحو 150 ألفاً)، من تعذيب مُروّع وإذلال لم يُمارسه بشر ولم يحتمله بشر، بحق السوريين العزّل، بادر رفسنجاني إلى لقاء الولي الفقيه علي خامنئي، ليُبلغه بضرورة الاستعداد لمواجهة تسونامي الكارثة السورية، وهو في طريقه إلى إيران نفسها. اضطر علي خامنئي، إثر لقائه رفسنجاني، للاعتراف، علناً (وكالة أنباء فارس في 3-10-2012م) بما أسماه “أخطاراً جسيمة” تُهدد إيران، التي “تحتاج إلى عشرين عاماً للوصول إلى المكانة التي تتناسب مع علو شأن الشعب الإيراني”، الذي دعاه إلى “الوقوف بوجه الضغوط لاجتياز جميع العقبات الخطيرة”.

بعدما تكرّر ظهور صور بشار الأسد في تظاهرات ما يُسمى “حزب الله” في لبنان، تساءل أعضاء نافذون في مجلس إدارة الحزب:

كيف يستقيم ادّعاء الحزب استنكار الإساءة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبر فيلم أقل ما يُقال عنه إنه تافه وسخيف، ولا قيمة له إلا بهذه التظاهرات الابتزازية الاستعراضية..

..وبين، أولاً، رفع صور بشار الأسد في هذه التظاهرات..

.. وبين، ثانياً، أفلام الفيديو التي تُصور شنائع مرعبة ارتكبها، ويرتكبها، شبيحة الأسد العلويون بحق السوريين العزّل، حين يدوس - مثلاً - هؤلاء الشبيحة رقاب السوريين المُقيدين، الذين تنزف الدماء من كل أجزاء أجسامهم، مع همجية الضرب المُبرّح والتعذيب حتى الموت، لكي يُعلن أشباه الموتى هؤلاء بأعلى أصواتهم بأن “لا إله إلاّ بشار !!!”.

حذّر الأعضاء النافذون في مجلس إدارة ما يُسمى “حزب الله” رئيس مجلسهم حسن نصر الله، من أن خسارة الحزب ستكون قاصمة مُهينة لو قُيّض لهذه الأفلام المُروّعة من يُحرّك قضيتها ومضامينها، مثلما حرّك قضية الفيلم التافه، لكانت أشرطة الفيديو بتأليه الأسد، أكثر وأعمق وقْعاً وتأثيراً بين شعوب العالم كافة، لا بين الشعوب الإسلامية وحسب.

ملالي طهران اعترفوا ويعترفون، بشكل يومي، بأن اندحار نظام “إلههم !!” الصغير بشار الأسد، هو اندحار لهم ولنظام ولاية الفقيه. ويبدو أن اختيارهم وقع، أخيراً، على بشار الأسد، ليكون “إمام زمانهم” المُتألّه، الذي يؤمنون بأنه سيفتح لهم دول العالم برمتها، ليُسيطر عليها سيطرة كاملة، ويجعل من شعوبها عبيداً، ومن ثم يُنصّبهم قادة لتلك الدول، وجزارين لهذه الشعوب، يفعلون بها ما شاءت لهم أهواؤهم العبثية الخرافية الغبية.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

ملالي طهران يُراهنون على تأليه الأسد
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة