ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 08/10/2012 Issue 14620 14620 الأثنين 22 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

من رجالات الدولة الأوفياء:
الأمير محمد بن عبد العزيز يد للسخاء وسيف للتوحيد
عبدالرحمن بن حسين

رجوع

 

مع كل ذكرى عطرة لتوحيد كيان دولتنا الفتية، لا بد أن نستلهم أمجاد رجالاتها الراحلين، الذي أفنوا حياتهم لخدمة الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه وخدمة الأمة الإسلامية والمسلمين، فعانقوا ذرى المجد بطيب أفعالهم وحسن أقوالهم.

ومن أبرز أولئك الرجال الأفذاذ المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، الذي كانت له أدوار مشهودة في ترسيخ وحدة هذا الوطن المعطاء تحت راية لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

لم تخف حداثة سن سموه قوة شخصيته ولا علو همته, فنال ثقة والده الملك مبكراً إذ تم تكليفه بأولى المهام الرسمية ليسير في اليوم 23 - 4 - 1344 هجرية على رأس فرقة من الجند نحو المدينة المنورة لمحاصرتها وفرض استسلامها متخذاً من توجيهات والده التي قامت على أن لا يتوقف الفتح على الحرب بالسلاح, بل لا بد من فتح القلوب بالسخاء والعطاء, وهو ما سهل لسموه تسلم المدينة المنورة بعد حصارها دون معارك وذلك يوم السبت 19 - 5 - 1344 هجرية وكان أول عمل قام به سموه بعد دخولها الصلاة لله حمداً وشكراً بالمسجد النبوي ومن ثم زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتحقق لأهل المدينة المنورة من خلال الأمير محمد ما طلبوه من الملك ليكون أحد أبنائه أميرا لها وقد استمرت إمارة سموه للمدينة المنورة قرابة 46 عاما. لكن ذلك التشريف بالإمارة وقتها لم يحل دون مشاركات سموه لوالده المعارك التي خاضها ضد الخارجين عليه, فقد شارك مع والده حرب خصومه في معركة سهل السبلة وذلك في 19 شوال عام 1347 هجرية والتي أبلى فيها سموه بلاءً حسناً في فنون القتال وإتقان الكر والفر مما جعل الجميع يشهد له بالشجاعة حتى عد من فرسان آل سعود الذين يحسب لهم في المعارك ألف حساب.

وسار سموه وبأمر من الملك عبد العزيز على رأس قوة عسكرية من الرياض إلى أبها وخميس مشيط لدعم قوات الملك لمواجهة قوات إمام اليمن في جنوب المملكة إلى جانب أشقائه الأمير سعود والأمير فيصل وأيضاً شارك سموه بمعركة الدبدبة وهي أواخر الحروب التي خاضها الملك عبد العزيز.

لم يكن سموه يطمح أو يحرص على تولي مهام قيادية في السلطة رغم أنه شغل بعهد والده الملك عبد العزيز منصب نائب رئيس مجلس الوكلاء في أواخر العام 1350 هجرية.

وكذلك إمارة المدينة المنورة في وقت استمر الأمر الذي صدر من شقيقه الملك سعود ليكون مستشاراً له في الرأي سارياً حتى في عهدي شقيقيه الملك فيصل والملك خالد.

فقد عرف عن سموه زهده بالمناصب وعدم ميله لها حتى أن الكثيرين ممن عرفوا سموه يدركون أن المناصب مهما كبرت فهي لا تستوعب همته فقد كان سموه يرى أن دوره الحقيقي هو في خدمة وطنه وأسرته من بعد ذلك.

لذلك كان لسموه حضوره الكبير والهام في كل أمر يخص البلاد والأسرة بعيداً عن المراكز القيادية وقد تنازل سموه طواعية عن ولاية العهد لشقيقه الأصغر الأمير خالد (الملك) بعد أن استدعاه الملك فيصل عارضاً عليه المنصب باعتباره المرشح الوحيد له.

وكان ذلك التخلي متوافقا مع ما عرف عن سموه بزهده بالمناصب التي قبل بها فقط في حياة والده الملك قبولا مؤقتاً استجابة للأمر.

لذلك لم يكن إعراض سموه عن المناصب مهما بلغ شأنها إلا إعراضا مقرونا بحرص سموه على المحافظة على تماسك الأسرة وترابطها وهو موقف إيثاري تجلي في أكثر من مناسبة. وقد انعكست مآثر سموه في هذا الجانب وغيره من جميع أفراد الأسرة تجاه سموه فنال تقدير واحترام الجميع في حياته وبعد وفاته. لقد كان قرار الأمم المتحدة في تقسيم فلسطين عام 1367 هجرية, له وقع بالغ الأثر على الشعب السعودي كافة.

فاندفعت مشاعر غضب الأمة وشهدت الرياض أسبوعاً حاسماً تنادي فيه أبناؤها لموقف حاسم وكان لسموه موقف تاريخي بعد صدور أمر والده الملك في 5 - 2 - 1367 هجرية لرئاسة اجتماع حيث حشدت الطاقات الوطنية لجمع المال ودعم شعب فلسطين وشملت الحملة أنحاء البلاد, في حين تجاوزت اهتمامات الملك عبد العزيز بعد ذلك فكانت قواته التي دفع بها للمعركة مع الجيوش العربية مثالاً في البسالة والفداء وقد كان لسمو الأمير محمد دور بارز في هذا الجانب.

إذ وقف سموه بنفسه لتفقد القوات المشاركة بالقتال وناقش مع كبار ضباطها خططهم كما تعرف على احتياجاتهم.

بالإضافة إلى زيارات سموه الداخلية العديدة فقد شكلت زياراته الخارجية ما كان منها برفقة أشقائه أو منفرداً منعطفاً في حياته السياسية.

إذ تركزت في عهد والده الملك على توطيد العلاقات بين المملكة ودول العالم إضافة إلى اللقاءات الهامة التي شهدها سموه مع كبار الشخصيات.

وتعتبر زيارة سموه لمصر برفقة شقيقه الأمير سعود الذي كان ولياً للعهد وقتها أولى الزيارات التي قام بها للخارج. كما كانت العاصمة الفرنسية باريس محطته الأوروبية الأولى بزياراته العملية الخارجية واصلا بعدها الرحلة للعاصمة البريطانية لندن للمشاركة نيابة عن الملك عبد العزيز في احتفال تتويج الملك جورج السادس.

كما أوفد الملك عبد العزيز في 4 - 2 - 1359 هجرية, نجله الأمير محمد لزيارة اليمن حيث شهد سموه العديد من اللقاءات بكبار الشخصيات اليمنية ورجال السلك الدبلوماسي فيها إلا أن زيارة سموه رحمه الله لأمريكا عام 1364 هجرية برفقة شقيقه الأمير فيصل الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية وكذلك شقيقه الأمير فهد كانت الزيارة الأبرز حيث شاركوا معا باجتماعات هيئة الأمم المتحدة بسان فرانسيسكو.

إلا أن اتصال سموه بالعالم الخارجي وشخصياته لم يتوقف عند تلك الزيارات فقد حرص الملك عبد العزيز أن يكون نجله الأمير محمد في مقدمة مرافقيه خاصة أثناء لقاء جلالته التاريخي بالرئيس الأمريكي روزفلت عام 1364 هجرية في حين شهد العام نفسه لقاء سموه برئيس الوزراء البريطاني تشرشل إثر اللقاء الهام له مع والده الملك وذلك بمحافظة الفيوم المصرية. وقد شهد العام 1365 هجرية أول زيارة رسمية للملك عبد العزيز إلى مصر حيث كان سموه ابرز المرافقين له فيها.

أما عن زيارات سموه لدول الخليج وحكامها فهي سجل حافل سواء ما كان منها رسمياً أو خاصاً نظراً لارتباط سموه بعلاقات ود واحترام من قادة دولها خاصة تلك الزيارة التاريخية لسموه إلى البحرين عام 1356 هجرية حيث التقى حاكمها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والتي كان سموه مرافقاً فيها لشقيقه الأمير سعود عندما كان ولياً للعهد. رحم الله الأمير الراحل، وجزاه عن أمة الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة