ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 09/10/2012 Issue 14621 14621 الثلاثاء 23 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من أصعب الأشياء اليوم فرز الأخبار وفحص ما يُقال ويُنقل وبسرعة فائقة عبر وسائل التواصل والاتصال، خاصة إذا كان الموضوع محل الحديث هو قضية الشارع، وله صلة مباشرة بكل أسرة، ويسكن جميع البيوت بلا استثناء. وأكاد أجزم بأن كثيراً منا واجه هذه الإشكالية وما زال يواجهها هذه الأيام من جراء ما يُكتب إن صدق وإن كذب عن جرائم العمالة الإندونيسية والحرب الخفية التي تُشَنُّ على الأسرة السعودية في الآونة الأخيرة. ومثال ذلك: وصلتني مثل غيري رسائل تحذر على لسان معالي وزير العمل من إبقاء الخادمة الإندونيسية في منازلنا، ونص ما جاءني (... على كل من لديه خادمة إندونيسية أن يقوم بتسفيرها مباشرة دون تردد ودون إبلاغ الخادمة، ويكون السفر لها مفاجأة، وذلك بناء على أنه تم تبليغهم برسائل دون رقم ومجهولة الهوية بأن كل خادمة لن تسافر قبل أن تترك خلفها ضحية!! وبعد التحريات - والكلام المزعوم ما زال على لسان معالي الوزير - نتوقع!! أن هذه الماسجات ترسل عن طريق ساحر إندونيسي، وهو كبيرهم الذي يعلمهم السحر، والواضح من خلال الماسجات المرسلة لنا أنها بسبب ما حدث من قسوة على الخادمات الإندونيسيات من قِبل عوائلكم، وكذلك إغلاق ملف الاستقدام؛ ما أثر في الوضع المعيشي، وزاد الفقر لدينا؛ لذلك قررنا نحن كبير السحرة، وأُدعى “دكون”، أن نرسل السحر الأسود “الفودا” المخصص للقتل والانتقام بوحشية لكل خادمة في البلد العربي، تكون تحت تأثير الشر عن طريق ماسجات على جوالها الخاص ولأيام عدة، حتى يتم المراد؛ فيتلبسها هيكل شيطاني؛ فتقوم بجريمتها، ولن تعاقَب أي خادمة على فعلتها. وزير العمل المهندس عادل فقيه).

ويعقب ناشر الرسالة بقوله (اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.. اللهم احفظ المسلمين من كيد الكائدين وشر السحرة والدجالين والمشعوذين، واحفظنا باسمك العظيم الأعظم آمين.. نستودع المسلمين الذي لا تضيع ودائعه من شرهم)!!!؟

شخصياً عندي قناعة تامة ويقين راسخ بأن هذا الكلام الركيك غير المعقول لم يصدر من أصغر مسؤول في الوزارة، فضلاً عن أن يكون معالي الوزير، ومع ذلك نُسج على ضوئه القصص، وكتبت بأثره الحكايات والأساطير والروايات.. خذ مثالاً على ذلك: ما جاء على لسان من سمى نفسه “عبدالرحمن القرني”: (يا ناس، هااااام جداً، إحدى قريباتي تقول لديها عاملة إندونيسية تبكي منذ يومين، وعندما سألتها عن السبب قالت إن أباها اتصل عليها وحذرها من استقبال رسائل SMS من إندونيسيا؛ فهي تحث على القتل، وفيها رابط إذا تم فتحه يتلبس الجن بهذه الخادمة.. فقامت الخادمة وأعطت جوالها صاحبة المنزل، التي بدورها أقفلته حتى لا يتصل عليه)!!؟ ويعقب كاتب الرسالة بقوله: (أقسم بالله في هذا اليوم الفضيل بأني لم أكذب عليكم بكلمة واحدة.. لذلك كل من لديه عاملة إندونيسية عليه سحب الجوال منها فوراً. والله ولي التوفيق). وفي رسالة قال عنها صاحبها في أولها (عاجل ومهم جداً) جاء ما نصه: (قام أحد الآباء بحمل جوال خادمته الإندونيسية - بعد أن لاحظ شرودها المستمر وتعلقها بالجوال بشكل مريب - إلى مكتب دعوة الجاليات في الملز بالرياض، وفوجئ بما احتواه جوالها؛ حيث أخبره المترجم الذي حاول مراراً التهرب من ترجمة الرسالة أنه تم الاتفاق بين جميع الخادمات الإندونيسيات بالمملكة على ارتكاب مجزرة يوم الاثنين القادم 8 / 10 / 2012م، وذلك بتسميم جميع العائلات، وقتل الأطفال والتخريب انتقاماً للخادمة الإندونيسية التي نالت جزاءها العادل في المدينة المنورة). ويعقب كاتب الرسالة بقوله: (انتبهوا، ولا تهملوا إرسالها، فربما تكون سبباً في نجاة طفل أو عائلة من هذه المصيبة!!!؟). ويذيل حاملها ومرسلها على ما ورد أعلاه بقوله: (هذا والله أعلم، لكن المفروض على كل رب وربة أسرة أن يأخذوا أشد درجات الحيطة... منقووووووول ولا أعرف مصداقيته). سيل من الرسائل والتحذيرات، وكأننا نخوض معمعة حرب داخل بيوتنا، والكل يتوقع أن يكون هو الضحية القادمة. ومع تأكيد أهمية رعاية المرأة بيت زوجها، وحرصها على تربية ولدها، إلا أن المبالغة والتهويل والتخويف لا مكان لها في هذا المقام، والذي يتطلع له المواطن السعودي هو الوجود الرسمي لصاحب المعالي وزير العمل المهندس عادل فقيه أو المتحدث الرسمي للوزارة؛ لينفي ما يتناقل على لسان معاليه، ويطمئن المواطنين على أنفسهم وأهليهم، وعلى وجه الخصوص صغارهم الذين صارا عبئاً ثقيلاً على والديهم وللأسف الشديد، كما أن على وزارة التربية والتعليم الموظف الرئيسي للمرأة السعودية، وكذا الجامعات والفروع النسائية للبنوك والشركات الكبيرة، أن تؤسس حضانات لصغار المعلمات وعضوات هيئة التدريس والعاملات؛ حتى لا تترك تربية فلذات الأكباد لمن جاءت من أجل الغسيل والتنظيف لا التربية والتعليم.. وللعلم فقط، فإن هناك عدداً كبيراً من الشرائح مسبوقة الدفع ما زالت تعمل دون أن تُربط برقم الهوية، وجلها في يد العمال والعاملات. ومن نافلة القول هنا أن هذه الشرائح تسهِّل كثيراً من الجرائم في مجتمعنا المحلي.

حفظ الله الديار، وحمى البيوت وحرس الصغار. دمتم بخير، وإلى لقاء. والسلام.

 

الحبر الأخضر
السحر في حرب العمالة الإندونيسية للأسرة السعودية!!؟
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة