ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 10/10/2012 Issue 14622 14622 الاربعاء 24 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ شهر رمضان الماضي سكنتني بإلحاح فكرة الكتابة عن الخادمات لأكثر من سبب حيث أفجعني حينها ذلك الخبر حول مقتل الطفل (أسامة العنزي) في عرعر، وكنت أنتظر وقتاً مناسباً وفرصة أفضل للكتابة عنها حتى فجعنا جميعاً مرة أخرى بجريمة وحشية ضد الطفلة (تالا) رحمها الله وجعلها شفيعة لوالديها.

تبدو قضية الخادمات قضية مؤرقة، مقلقة، شائكة منذ سنين وقد تزايد هذا الوضع في السنوات الأخيرة..

عشت سنوات في الغربة وجربت الحياة بلا خادمة، وذات حوار سألتني يوماً إحدى الصديقات: كيف استطعت أن تعيشي دون الرفاهية التي اعتدناها في السعودية؟ أجبتها: ليس إلى ذلك الحد أعتقد بأن تلك الرفاهية كانت وهماً بل هي في حقيقتها قيد ثقيل أشغلنا أنفسنا به، على العكس تماماً بل علمتني الغربة أن الخدمة الذاتية أفضل بكثير من استقدام خادمة خاصة حين يكون هناك أطفال في المنزل..

حين نتحدث عن الخادمات فنحن نتحدث عن أكثر من جانب أولها: موضوع الخادمة ذاتها كإنسان غريب نستضيفه في بيوتنا.. الأمر الآخر: رعاية الطفل ذاته: مالذي قدمناه بشكل عام للطفل، وهل استطعنا حمايته من كل مايحيط به من أخطار طارئة ابتداء بالأمور العادية ومروراً باستخدام العنف ضده وليس انتهاء بتركه بين يدي إنسانة غريبة تحت مسمى “خادمة”؟!

لعل الكثيرين قبلي تناولوا هذه القضية والكثير منهم وضعوا اقتراحات لكنني رغم ذلك لم أستطع تجاهل الأمر دون الحديث حوله، فقد سكنني مزيج من حزن وغضب ومرارة شديدة لأجل الطفلة وتعاطفاً مع لوعة والديها وذويها.

ربما يطول النقاش حول قضيتيّ الخادمات ورعاية الأطفال وماينبغي اتخاذه من إجراءات لكن الإجراء الأهم والحل العاجل الذي لابد من اتخاذه حالياً هو الحرص على عدم تسليم الأطفال الصغار للخادمات وإنشاء حضانات تابعة للمدارس ولكافة المؤسسات التي تحوي موظفات كي يبقى الطفل قريباً من أمه إضافة إلى الحذر الشديد من الخادمات في بيوتنا .. إنشاء حضانات على هذه الصورة التي ذكرت في رأيي هو الأفضل بدلاً من إنشائها لتكون تابعة لكل حي، في الحالة الثانية ستواجهنا مشكلة النقل والمواصلات حيث ستعاني الأم كثيراً عند توصيل طفلها ثم ذهابها هي إلى مقر عملها مرتين يومياً صباحاً ومساء..

أعرف أن جامعة الملك سعود تتضمن حضانة وروضة تابعة لها (كان ذلك منذ سنوات ولا أعلم فيما إذا كان ذلك مستمراً حتى الآن أم تغير؟!) هذا الوضع مريح جداً للأم ولو اقتدت به جميع المنشآت والمؤسسات التي تحوي نساء عاملات فسيكون هو الأفضل لحماية الأطفال ولراحة الأمهات وبالتالي للمساهمة في تحقيق الأمن الأسري.

 

فجرٌ آخر
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة